أرشيف

تنازل  طفله عن ملابس العيد لقاء الإفراج عن أبيه كي يشاركهم  بهجة العيد..  سلطان سجين معسر في تعز

يحاول سلطان سيف عبده 35 عاماً، الخلاص من قبضة السجن التي تحتجزه منذ عام 2005، لكن مبلغ 4 ملايين و879 ألف ريال ما زال يحاصره ويمنعه من مغادرة عنبره..

لسلطان 4 أبناء هم زائد (13) عاماً، يزيد (12) عاماً، أحمد (ثمان سنوات) وبشرى (خمس سنوات) ، في شهر رمضان الفائت استقبل سلطان في شبابيك السجن المركزي بتعز، زيارة مفاجئة ومؤلمة قامت بها زوجته و3 من أولاده، شرح لهم حالته داخل السجن مجملاً لهم الوضع الذي يعيشه، وطمأنهم بدنو موعد الإفراج، كان يتصنع الابتسامة مع أطفاله معبراً لهم عن فرحته واهتمامه بهم بالسؤال عن أوضاعهم الدراسية..

وأفاد سلطان لـ "المستقلة" بأن ابنه أحمد يتمتع بذكاء فطري خارق، فقد شعر بأن محنة والده مستمرة، وأنه لا أمل في انتظار والدهم لمشاركتهم احتفالهم بعيد الفطر المبارك، وقال إن ذا الثمان السنوات عرض على والده التنازل عن بدلة العيد لقاء مشاركتهم الفرحة "جاب لي 2000 ريال حق بدلته حق العيد وقال يا أباه شا سدد عليك بهذه، وروح عيد معنا، ما اشتيش بدلة" قبل أن يكمل الأب القصة بكى بشدة وابتعد جانباً واعتذر له أصدقاؤه في السجن، عفواً سلطان لما يتذكر هذه الحكاية والله ما عد يعرف يتكلم.

سلطان سيف عبده الذي انهارت حصيلته لـ 20 سنة قضاها في التجارة منذ 6 يوليو 2004 يوم دخل السجن بتهمة "شيكات بدون رصيد" وحوكم في محكمة غرب تعز التي أصدرت ضده حكماً قضى بالاكتفاء بالمدة وسداد ما عليه من ديون..

في السابق كان سلطان يدير أموره بطريقته "كنت أسحب منهم بضاعة وأدي لهم شيكات، ثم أدفع لهم قيمة الشيكات قبل التاريخ أو أؤجل يوم ويومين وأحياناً أبيع بنقص على أساس أوفي بالتزاماتي للناس". ظل يعتمد تلك الطريقة حتى "ارتفعت الأسعار والبضائع وزادت رواتب العمال الذين يشتغلون معي" وتراكمت عليه الديون.. فجأة أحد الدائنين طلب منه أن يسدد ما عليه، يقول سلطان "جيت إلى عنده وأديت له 600 ألف من أصل مليونين و860 ألف ريال" راجياً إياه أن يمهله فترة حتى يفيه بالباقي، رفض الدائن إمهاله، فحاول سلطان إعطاءه ضميناً وبعد أيام قلائل دعا الدائن سلطان والضمين عبر النيابة، وسجن الرجل وكثرت المطالبات.. وقام أحد العمال بسرقة المحلات وهرب السعودية، هكذا تداعت الأزمة وسدد بما تبقى معه ثم أعلن إفلاسه.

 أثناء محاكمته تنازل ثلاثة من الدائنين عن المبالغ التي عليه وبقي  أثنان يطالبانه ب 4 ملايين و879 ألف ريال، وبسبب عجزه عن دفع المبلغ المذكور أبقته نيابة غرب تعز مدة خمس سنوات ونصف زيادة على منطوق الحكم بمخالفة واضحة للقانون.

"المستقلة" اتصلت بأسرة سلطان وتحدثت إلى أولاده، رفع زائد سماعة الهاتف ورحب بالاتصال وحمد الله في وضعهم وقال "أبي محبوس ونحنا مثل الأيتام، ولا أحد يشوفنا، قد إحنا فاقدين لأبي" متوسلاً رئيس الجمهورية لإخراجه "الرئيس معه فلوس ويقدر يسدد عن أبي" مستدركاً "أبي ما معوش فلوس وإلا قد كان خرج من زمان".

أحمد بدا جريئاً وذكياً – كم قال والده – وسأل في البداية عما إذا كان أبوه سيطلق من السجن أم لا؟ وقال "ما عانصدقش لأنهم قد قالوا لنا كثير أنه سيخرج السنة ذي، اللي بعدها ولا يخرجوه، ويقولوا أنه سيروح السنة في رمضان وهم يكذبوا علينا، وزاد أخذوا أبي السجن وعمري 3 سنوات والآن قد عمري 8 سنوات ولا قد جلستوا معه إلا خمس مرات في السجن".

ولمست المستقلة المحنة التي تعيشها الأسرة في غياب عائلهم، والحالة المادية والنفسية السيئة التي يمر بها أطفاله".

يقول أحمد "إخوان أبي ما يشوفوناش ولا يدوا لنا شيء ولا نجد من يقوم علينا خاصة بعد ما توفى جدي وأبي في السجن وجدتي مريضة وتاعبة وتجلس تدعي لأبي أن الله شخارجه".

زر الذهاب إلى الأعلى