أرشيف

موجهة لغـة في طريق الخطيئـة

وجدت نفسها وحيدة تعيل ابنتها الوحيدة وهي كل حصيلتها من زواج فاشل، لم يستمر طويلاً، لم يتأكد أحد من أسباب الطلاق الحقيقية سوى أن الزوج كان يقول أنه أخطأ عندما لم يطع أمه في الزواج من بنات قريته، وتزوج هذه المعلمة الكثيرة الدلع والدلال كما كان يقول..

أشواق التي أصبحت موجهة لغة والتي كانت قد تزوجت بعد أن كانت قد عانت من العنوسة، وجدت نفسها بعد الطلاق في عنوسة ووحدة من جديد، أشد عناء وبؤساً من العنوسة السابقة، فنوافذ الأمل قد ضاقت الآن أكثر من السابق، والزواج من جديد ليس سهلاً.. راتب الوظيفة لن يكفي لحياة ولو متوسطة وخصوصاً أن هناك طفلة تربت على الدلال وكل ما تطلبه يوفر فوراً.

ومع مرور الأيام ووطأة المعيشة واختناق الأحلام واشتعال الغرائز لم تستطع أشواق أن تواجه كل هذا.. فحطمت كل القيود وتخطت كل الحواجز ورمت بنفسها في وحل الرذيلة بحثاً عن المكسب أولاً قبل إشباع الغريزة، فهي تبحث عمن يملك المال لتسلمه جسدها فيسلمها جيبه.. وسارت على درب الخطيئة هذه ولبست أجمل الثياب واشترت أثمن الجواهر حتى أخذ الزمن من عمرها الكثير، ولم يعد ينفعها المكياج ولا العباءة المزركشة ولا العطورات الفرنسية، وأصبح زبائنها لا يردون حتى على تلفونها.. وأمام هذا الكساد (البورة) اتجهت أشواق إلى سفرٍ آخر من أسفار الانحطاط، وتحولت إلى بائعة أجساد، فأوقعت في شباكها الكثير من الفتيات؛ إما بالإقناع أو بالخديعة حتى وصلت إلى عرض ابنتها أمام هؤلاء المهووسين وجرتها إلى مستنقعها الآثم.. وهناً ارتفع دخلها وأصبحت من ذوات المال متقوية بزبائنها من النافذين.. لكن دوام الحال من المحال، فقد حملت إحدى المغرر بهن وانتفخت بطنها عندما لم تأخذ احتياطها لذلك.. وكانت ابنة نافذ كبير فاعترفت البنت بالشبكة، وعندما بدأ البحث عن القائدة اختفت – فص ملح ذاب-

زر الذهاب إلى الأعلى