أرشيف

انتحار فتاة ثالثة خلال عشرة أيام في الحديدة

لا شيء يأتي من فراغ حتى الأساطير وحوادث السحر والخيال العلمي، لابد أن يكون لها أساس واقعي.. فما بالك بإقدام فتاة أو فتيات على إنهاء مشوار حياتهن بأسلوب أو بآخر لكن النتيجة عادة ما تكون واحدة وهي الموت ومن بعدها يأتي العويل والدموع والضرب على الخدود ولكن بعد فوات الأوان..

محافظة الحديدة شهدت خلال العشرة الأيام الماضية ثلاث حالات انتحار، هذا ما خرج للقضاء وتناقلته وسائل الإعلام وربما يكون هناك ما هو أكثر من ذلك.. في الغرف المغلقة وعشش المهمشين ومساكن الصفيح وخلف قضبان المشائخ.. كان آخر هذه الحالات فتاة لها قلب يهفو إلى الحرية، وعواطف تجيش حباً لحبيب هفت إليه جوارحها وكل خلية في جسدها لكنها كانت هي تريد شيئاً وأسرتها الغارقة في خلافاتها تريد شيئاً آخر..

الفتاة البالغة من العمر تسعة عشر عاماً ممتلئة بالأنوثة، مؤمنة بحرية اختيار شريك حياتها، باختيار من يدق إليه جرس قلبها من نسج حبه في خلجات ونبض ربيعها الماضي والآتي.. وتحديداً في باجل قرية دير زنقاح طبعاً وبعد معركة غير متكافئة مع أسرتها وجدت الفتاة نفسها أمام خيارين إما القبول بالزوج الذي تريد الأسرة تزويجها إياه وإما التخلص من حياتها بيدها، فاختارت الخيار الأخير، وفضلته على النوم في أحضان رجل لا تحبه، وذهبت المسكينة تتلمس الوسائل المتاحة والأقل تكلفة للتعبير عن احتجاجها، وفي مراسيم الوداع الأخير صبت الفتاة مادة سريعة الاشتعال على جسدها الناعم وودعت الجميع والنار تحرق فتاة كانت وقلب يخفق هياماً وحباً كان هنا أيضاً، أراد أن يكون فقالوا له لا تكن.

زر الذهاب إلى الأعلى