أرشيف

المقالح: ثمة تداخل خطير بين أجهزة الأمن وجهات غير رسمية تقوم بممارسة الانتهاكات، وقد هزمتهم

 أكّد عضو الهيئة الاستشارية للمرصد اليمني لحقوق الإنسان الصحفي محمد المقالح أن ثمة تداخل خطير بين أجهزة الأمن وجهات غير نظامية تمارس جميعها انتهاكات خطيرة ضد حقوق الإنسان.

وكشف الصحفي المقالح عن تفاصيل مريعة خلال فترة اختفائه القسري بعد اختطافه في الـ17 من سبتمبر الماضي، حيث تقوم جهات أمنية بالتعاون مع عصابات إجرامية حدّ تعبيره لممارسة انتهاكات خطيرة.

وقال: " كانت فترة إخفائي صعبة جداً، ومثَّلت مرحلة هامة من حياتي واجهت فيها الموت أكثر من مرة"،

وبدا المقالح في حالة صحية أفضل مما كان عليها خلال فترة ظهوره في المحكمة الجزائية المتخصصة، لكنه يعاني من هزال شديد، وظهرت عليه علامات الإعياء والتعب بسبب ما تعرض له من انتهاكات خلال فترة إخفائه واعتقاله.

وأضرب المقالح عن الطعام أياماً طويلة أثناء اختطافه، رفض خلالها تناول أي طعام إلا إذا كان من إعداد عائلته، برغم أن خاطفيه أبدوا استعدادهم لتوفير أي شيء يطلبه فيما عدا إبلاغ أهله وأصدقائه وزملائه عن مكانه ومصيره.

وصادرت أجهزة الأمن يوم أمس الثوب الذي قال المقالح أن عليه آثار الدماء التي نزفها إثر الاعتداء عليه مباشرة بعد اختطافه، واعتبر ذلك محاولة منها لإخفاء آثار الجريمة التي ارتكبت بحقه، مشيراً بسخرية إلى أن بزة أنيقة بربطة عنق مُنحت له عند نقله إلى جهاز الأمن السياسي، إلا أنه رفض ارتدائها.

كما فرضت أجهزت الأمن عزلة تامة على المقالح، ولم تسمح له سوى بمشاهدة التلفزيون يوم عيد الأضحى الفائت لمدة بسيطة لمح خلالها صورة ابنته سماء أثناء مشاركتها في اعتصام للتضامن معه، كما لم يتمكن من قراءة أية صحيفة سوى الصحف الحكومية التي كانت تصله بين الحين والآخر خلال وجوده في الأمن السياسي، أما عن الفترة السابقة فلم يمكنوه سوى من القرآن الي حفظ منه كما قال خمسة عشر جزءاً.

وشكر المقالح كل من تضامن معه محلياً ودولياً، وزملائه في العمل الصحفي والسياسي، وجميع الناس، موضحاً أنه كان يعرف في قرارة نفسه أن هناك تضامن واسع معه، وأنه ظلَّ خلال فترة غيابه القسري يتخيل وجوه المتضامنين معه واحداً واحداً، مردفاً: "كنت أسمع دعاء وأمنيات البسطاء خلال صلواتهم".

وتمنى أن يكون ما حدث له آخر ما يحدث للناشطين والصحفيين، وأن تعمل جميع الجهات على أن تكون معاناته آخر ما يتعرض له مواطن يمني، مبدياً تعاطفه مع من عانوا بسبب اختطافه، وركز في ذلك على زوجته التي قال إنها فقدت شقيقها في حرب صعدة بداية شهر رمضان الفائت، قبل أن يُختطف زوجها في نهايته إضافة إلى وفاة والدها قبل فترة وجيزة.

المقالح وخلال نزوله من غرفة رقوده إلى المختبرات لإجراء الفحوصات المطلوبة تنّفَّس هواء قادماً من باب المستشفى بعمق، وهتف: "ما أجمل الحرية.. أشعر كأني خرجت من القبر.. كانوا يريدوني أن أموت، لكني هزمتهم".

زر الذهاب إلى الأعلى