أرشيف

ميشال عون عن فضيحة التجسس: حتى “رسل السيد المسيح سقطوا في الخيانة”

جاءت فضيحة القبض على جاسوس لإسرائيل يحتل منصبا قياديا في التيار الوطني الحر في وقت عصيب يتعرض فيه لبنان لضغوط شديدة من شأنها أن تشمل حتى المقاومة اللبنانية اعتبارا لما بين تيار عون وحزب الله من علاقات سياسية متينة.

ويبين الصيد "السمين" الذي وقع بأيدي الأمن اللبناني مدى خطورة الاختراق الاسرائيلي للبلد جيشا وأحزابا، بعد الكشف عن تغلغل جواسيس اسرائيل في قطاع الاتصالات.

وبنجاح إسرائيل في تجنيد عميل من تشكيل سياسي حليف لحزب الله تكون الدولة العبرية على بعد خطوات من اختراق المقاومة ذاتها ولعل ذلك ما سعت إليه عبر عميلها فايز كرم.

وأكد مصدر أمني لبناني أن القيادي في التيار الوطني الحر، العميد المتقاعد في الجيش اللبناني فايز كرم الذي أعلن من قبل عن اعتقاله، اعترف في التحقيقات الأولية بالتخابر مع إسرائيل.

ونقلت صحيفة "السفير" البيروتية عن المصدر الأمني القول إن كرم سرعان ما اعترف في التحقيق الأولي معه بالتعامل مع الاسرائيليين، كاشفا أنه كان يلتقي مشغليه في بعض الدول الاوروبية، وتحديدا في باريس حيث أمضى أكثر من عشر سنوات بعد مغادرته لبنان مطلع تسعينيات القرن العشرين.

وأشار المصدر، بناء على التحقيق الاولي مع كرم، إلى أن بداية اتصاله مع العدو كانت مطلع الثمانينيات "وكان لا يزال مستمرا في التواصل معهم حتى الآن".

ويشغل كرم منصب منسق التيار الوطني الحر في الشمال منذ اكثر من عام ونصف، وينتمي لعائلة ذات رصيد في الخدمة بالجيش حيث أن والده هو العميد وجيه كرم.

وتعليقا على الحدث عبّر زعيم " التيار الوطني الحر" ميشال عون عن صدمته لاعتقال أحد قادة تياره بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل.

ونسب موقع التيار الى عون القائد الأسبق للجيش اللبناني الذي ترأس حكومة انتقالية في عام 1989 في أول تعليق له على اعتقال العميد المتقاعد فايز كرم ان بعض"رسل السيد المسيح سقطوا في الخيانة".

وأضاف عون "من السذاجة أن يتفاجأ المرء بأعمال كهذه لكن أكثر ما يفاجئنا هو الشخص".

وأضاف" الذي لا يتوقّع وقوع أحداث كهذه سخيف وساذج تماماً كالشخص الذي يكون دائماً في حالة خوف".

وتابع قائلا "هذا الشيء لا يؤثر بثقتنا في نفسنا وبالآخرين ونظرتنا لبعضنا البعض هي نفسها ومسيرتنا سوف تستمرّ وسوف نكون أقوى".

وجاء حدث القبض على الجاسوس كرم في غمرة تداعيات اشتباك جرى بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي في منطقة الحدود سارعت الولايات المتحدة على إثره إلى إدانة لبنان الطرف المعتدى عليه استجابة لادعاءات إسرائيلية.

و أعلن نائب أمريكي أمس ان الكونغرس قد يوقف المساعدات العسكرية للبنان إثر الاشتباك الأخير بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، مضيفا ان الحكومة اللبنانية أعطت الضوء الأخضر للجيش لإطلاق النار على القوة الإسرائيلية على الحدود.

وقال النائب الجمهوري عن فلوريدا رون كلاين العضو في لجنة العلاقات الخارجية لصحيفة "جيروزاليم بوست"، "من الأكيد أن مسألة مواصلة دعم الجيش اللبناني ستثار في النقاشات في الكونغرس".

وقال "إذا تبيّن بالوقائع ان الحكومة اللبنانية سمحت بإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين، أعتقد ان الكثير من أعضاء الكونغرس سيشعرون بالقلق إزاء مواصلة تقديم الدعم العسكري للبنان".

وكانت الولايات المتحدة صدقت على مساعدة بقيمة 100 مليون دولار للجيش اللبناني إضافة إلى 109 ملايين دولار مساعدة اقتصادية و20 مليون دولار كمساعدات لمكافحة المخدرات، وطلبت إدارة باراك أوباما المبالغ نفسها تقريباً للعام 2011. وكانت اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية وافقت مسبقاً على الأموال التي خصصت للعام 2011 ولكن يبقى أمام لجنة المخصصات أن تصدق عليها بعد انتهاء عطلة الكونغرس.

زر الذهاب إلى الأعلى