أرشيف

مواجهات صعدة قد تشعل حربا سابعة

تصعيد ميداني ومواجهات دامية شهدتها حرف سفيان جنوب مدينة صعدة بين الحوثيين ومسلحين قبليين والجيش اليمني الذي تدخل لمساندتهم، خلفت عشرات القتلى والجرحى.

وعلمت الجزيرة نت من مصادر محلية أن حدة المعارك تصاعدت اليومين الماضيين، وارتفع تعداد القتلى إلى 76 من الطرفين.

وقالت المصادر إن الحوثيين حاولوا السيطرة على موقع الزعلاء العسكري، وتمكنوا من احتلال متراس رئيسي فيه، بعد معركة عنيفة استمرت من مساء الأربعاء حتى صباح أمس الخميس، خلفت 26 قتيلا من الطرفين، وعددا غير معروف من الجرحى.

وأضافت أن تعزيزات وصلت إلى العمشية في حرف سفيان، حيث تدور المعارك، وتمكن الجيش من فك الحصار عن موقع الزعلاء، وطرد الحوثيين.

وفي حديث للجزيرة نت قال الخبير الميداني محمود طه إن المواجهات اندلعت بعد قيام مسلحين قبليين بقطع طريق صعدة صنعاء أمام الحوثيين الذين كانوا استولوا على منازل ومزارع تابعة للنائب صغير بن عزيز إثر مواجهات سابقة.

حرب شرسة

وقال إن القبائل تخوض حربا شرسة ضد الحوثيين، ومن غير الممكن تغلبُ القبائل، نظرا لتفوق الحوثيين تدريبا وتسليحا، فالحروب السابقة أكسبتهم مهارات كبيرة في حرب العصابات.

وأكدت مصادر محلية وجود حالة هدوء حذر اليوم الجمعة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، ساهم فيه وسطاء قبليون.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في اتصال "نرحب بأي وساطة محلية أو رسمية، على أن يكون الوسيط حياديا، والمهم ألا يعاد نصب الكمائن لنا في مديرية سفيان".

وتحدث عن تواصل مع وسطاء، اتُفق بموجبه على وقف إطلاق النار من عصر الخميس "لكن الجيش لم يلتزم بذلك، بل إن قوات معسكري (المزحاق ودخشف) زحفت علينا من الشمال والجنوب، بالدبابات والجنود".

وبشأن ما يتردد عن مواجهات بين الحوثيين ومسلحين قبليين، قال "المواجهات تدور في بعض مناطق العمشية بحرف سفيان وهي تدور بيننا وبين قوات الجيش المتمركزة في مواقع الزعلاء، والكبرى، ومرشد".

قائد بارز

وتحدث عن مقتل أكثر من عشرين حوثيا الفترة الماضية في مواجهات متقطعة وكمائن، بينهم القائد الميداني أبو حيدر، الذي قتل في كمين مع عدد من مرافقيه نهاية مايو/أيار الماضي.

وأضاف "مطلبنا بشكل واضح إيقاف الحرب، وأن تتعامل معنا الدولة كمواطنين وبحيادية، وألا تدعم طرفا ضد طرف آخر، وألا تزرع الفتن وتخلق الصراعات بين القبائل".

والمواجهات هي الأعنف بين الحوثيين والجيش منذ وقف إطلاق النار في فبراير/شباط الماضي.

وقال المحلل السياسي محمد الغابري للجزيرة نت إن الرئيس علي عبد الله صالح كان أكد أن الحرب السادسة آخر حروب صعدة، لكنه توعّد الأيام الماضية بشن حرب، ربما من باب الضغط ليلتزم الحوثيون بنقاط وقف إطلاق النار التي قبلوا بها كشرط لإيقاف الحرب.

وفيما يتعلق بأنباء عن "تجييش" للقبائل لتصبح الحرب بينهم وبين الحوثيين، قال إن المواجهات الأخيرة أثبتت أن القبائل غير قادرة على مواجهة الحوثيين، وما تدخل الجيش لإنقاذها إلا دليل.

وعن ما إذا كانت معارك سفيان ستفجر صعدة مجددا، قال "المواجهات ربما تسبق قيام حرب سابعة واسعة النطاق، ويبدو أن هناك قوى في السلطة ترغب في توقف دائم للحرب، وهناك قوى تسعى من أجلها".

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى