أرشيف

البناء: اخترقنا الرئاسة اليمنية والمعلومات التي أبلغناها لـ الحوثيين كانت سبب صمودهم (2-2)

تواصل «الجريدة» في هذه الحلقة نشر نص التحقيقات التي أجرتها السلطات اليمنية مع واحد من أخطر قيادات تنظيم «القاعدة»، وهو المصري إبراهيم البناء، الذي كان يتخذ أكثر من 11 كنية له نظرا إلى خطورة موقعه التنظيمي في «القاعدة»، كما أنه كان من القيادات المقربة بشدة من الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري، وأجاد عمليات التزوير وتهريب الأسلحة وأعمال التجسس وتدريب مقاتلي «القاعدة» على أعمال التخابر واستخدام الأسلحة، وكان هو المسؤول عن تدريب أبوأيوب المصري قائد تنظيم القاعدة في العراق، وهو الذي رشحه لتولي هذا الموقع.

وفي هذه الحلقة يكشف البناء أسرارا تفصيلية عن أساليب تجنيد المقاتلين وتدريبهم، والتعاون مع الحوثيين واختراق بعض أهم المؤسسات اليمنية، ومنها الرئاسة اليمنية وكشف خطط الأجهزة الأمنية لتعقب عناصر التنظيم. وقد جرى استكمال التحقيق مع المتهم إبراهيم البناء يوم 25 أغسطس الماضي على النحو التالي:

• سبق أن ذكرت أنك المسؤول عن توريد السلاح من السودان، فإلى أين كان يذهب هذا السلاح؟

– سبق أن ذكرت لكم أنه كان يذهب إلى أفغانستان وإلى أي مكان كان يحدده لنا المجاهد أسامة بن لادن أو المجاهد أيمن الظواهري.

• ذكر يوسف الصديق في التحقيقات أنك كنت تهجم على الأسواق وتسلب المحال التجارية وخاصة محال الذهب المملوكة للنصارى؟

– هذا غير صحيح بالمرة.

• لكن أبو حفص السعودي قال نفس الشيء وأكد عليه؟

– أبوحفص لايمكن أن يقول هذا الشيء لأنه أمر لم يحدث أبدا منذ عام 1996 عندما فعلناها لكي نوفر المال بعد أن ضاقت بنا سبل الحياة، لكننا لم نفعلها منذ ذلك الحين وأبوحفص يعلم ذلك ولايمكن أن يكذب ويدعي أمرا لم يحدث.

• وما هو الاسم الحقيقي لأبوحفص؟

– علي بن عبدالرحمن القحطاني، وهو سعودي الجنسية من منطقة أبها جنوب السعودية.

• متى انضم الى التنظيم؟

– أول الألفية الحالية وأعتقد عام 2000 لكني لا أتذكر الشهر تحديدا.

• القحطاني قال إنه كان مشاركا في عمليات توريد السلاح للقبائل اليمنية ولقيادة التنظيم في أفغانستان، وعدد لنا مشايخ القبائل الذين تعاملوا معه وكميات السلاح الموردة إليهم لكنه لم يذكر لنا كيفية تهريب السلاح إلى أفغانستان، وقال إنك أنت المسؤول عن هذه الجزئية؟

– هذا غير صحيح ويستحيل أن يحدث، لأن أبوحفص كان مسؤولا عن تدريب الأفراد الجدد معي ولم يكن له أي علاقة بالمرة بعمليات استيراد أو توريد السلاح.

• وهل حقيقي أنكم كنتم تدربون نساء وأطفالا على حمل السلاح؟

– نعم.

• منذ متى؟

– منذ عام 2000 بدأنا في تأسيس فصيل حوريات الجنة وكان يضم في البداية 25 أختا هن زوجات المجاهدين وبناتهن، ثم أسسنا فصيل طيور الجنة وهم من أبناء المجاهدين والمجاهدات.

• كم عدد الفصيلين حاليا؟

– حوالي ألف سيدة وثلاثة آلاف شاب.

• تقصد طفل؟

– الطفل من هو دون العاشرة لكن المجاهدين الشبان يفوق أعمارهم العشر سنوات ودائما تكون مهامهم متناسبة مع أعمارهم.

• مثل ماذا؟

– حراسة مأوى النساء والأطفال والمجاهدين وأماكن التدريب والتخابر والاتصال بالآخرين.

• ذكر أبوحفص أن عبدالعزيز الجمل- قائد التنظيم العسكري للقاعدة – كان قد طلب منك عن طريق أحد أتباعه في فصيل المخابرات أن تأوي صدام حسين في اليمن عقب دخول القوات الأميركية العراق؟

– هذا الكلام عار تماما من الصحة.

• لكنه أكد أن رسولا حضر إليك برسالة من أبوأيوب المصري بالعراق وأنه قال إنه تفاوض مع صدام لتهريبه إلى اليمن بمعرفة عبد العزيز؟

– ولماذا لم يأت إذا؟

• هذا ما انتظر الإجابة عنه؟

– لم يحدث أبدا هذا الأمر، والدليل أن جميع مراسلاتي بأبو أيوب المصري أو حتى عبدالعزيز كانت عن طريق الإنترنت.

• متى كان آخر اتصال لك بأبو أيوب المصري؟

– قبل استشهاده بيوم واحد.

• ما مدى اهتمام أيمن الظواهري بالتنظيم بأرض اليمن؟

– المجاهد أيمن الظواهري يولي اليمن من الاهتمام القدر الذي يوليه لباقي الفصائل في بقية الدول.

• وهل بينك وبين أسامة بن لادن أي اتصال؟

– لا.

• هل هو على قيد الحياة؟

– لا أعرف.

• ألم تسأل الظواهري؟

– سألته لكنه رفض الإجابة وقال لي إن كل شيء على مايرام.

• هل كنت تتحدث معه في السابق؟

– لا.

• ألم تتحدث معه نهائيا؟

– نعم كل التعاملات كانت بيني وبين المجاهد أيمن الظواهري منذ تأسيس التنظيم ولحظة وقوعنا في الأسر.

• أنت متهم بالانتماء إلى منظمة إرهابية هدفها تدمير البلاد وقتل الأبرياء؟

– هذا غير صحيح.

• وما هو هدفك إذا؟

– محاربة أعداء الإسلام.

• ومن هم أعداء الإسلام في نظرك؟

– ليس لدي إجابة وأطلب إرجاء التحقيق لوقت لاحق.

• لكني ُمصر على أن تخبرني من هم أعداء الإسلام باليمن؟

– أنا منهك جدا ولن أجيب عن أي أسئلة اليوم وإلى هنا أنا قد ذكرت كل مالدي من معلومات.

انتهى التحقيق يوم (الأربعاء) 25 أغسطس بما سبق وأن ذكره البناء وتم إعادته إلى محبسه، وفي اليوم التالي (الخميس) 26 أغسطس تم استدعاؤه في تمام الساعة العاشرة صباحا للمثول من جديد أمام جهات التحقيق وتم تحرير محضر إضافي بتاريخ اليوم وتم الإشارة إلى نفس البيانات السابقة وأيضا الإشارة إلى أنه قد سبق سؤاله وتوجهت إليه الأسئلة التالية:

• كيف كنت تخطط لعمل تفجيري أثناء توليك قيادة التنظيم؟

– أولا يكون هناك سبب مباشر أو هدف من تنفيذ المهمة، وثانيا يتم جمع معلومات حول الهدف المرجو استهدافه، ثم وضع توقيت زمني لتنفيذ المهمة وتحديد العناصر المشاركة ونوعية السلاح والعتاد المستخدم بها وتحديد ساعة الصفر، ثم التنفيذ.

• وكم عملية أشرفت أنت على تنفيذها خلال فترة إقامتك باليمن؟

– لم أشارك نهائيا في أي عمل جهادي مباشر كما سبق و ذكرت، لأني مسؤول عن تدريب المجاهدين فقط.

• وهل كنتم على اتصال بخلايا التنظيم في دول أخرى؟

– كنا على اتصال بالقيادة في أفغانستان والعراق فقط.

• ومصر؟

– لم يكن بيننا وبين مصر أي اتصال خاصة بعد إعلان القيادة توقف العمليات الجهادية في مصر عام 1999.

• هل معنى ذلك أن

زر الذهاب إلى الأعلى