أرشيف

السعودي فهد الأحمدي: حيرة وإحباط دفعا بعض أبناء المسلمين إلى الردة

قال الكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي إن الحيرة والإحباط دفعا بعضاً من أبناء المسلمين إلى الارتداد عن الإسلام، وإن الجزائر وإندونيسيا تشهدان ارتفاعاً في أعداد من يعتنقون المسيحية من أبناء المسلمين.

وقال إن مقالته التحذيرية التي تحدثت عن هذه القضية منعت من النشر خشية من ردة الفعل. وقال إن بعض الأديان مع تراكم الزمن وبفعل أتباعها تتحول إلى التشدد الذي يتسبب في نفرة المؤمنين إثر التشوه الذي يعلق بها.

وأكد الأحمدي في لقائه مع برنامج “إضاءات” الذي سيبث ظهر غد الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني، أن العرب المسلمين هم المثال الذي يتطلع إليه المسلمون في أنحاء العالم، ولكنه مثال لا يشجع غير المسلمين على اعتناق دينهم.

20% من مقالاته لا تنشر

وقال الأحمدي، وهو كاتب يومي في جريدة “الرياض” السعودية، إن 20% من مقالاته التي يكتبها لا تنشر، ومنها 50% يختار هو عدم نشرها قبل إرسالها إلى الصحيفة بفعل الرقابة الذاتية.

وحول ما نقل على لسانه في حوار صحافي سابق أن 90% من مشاكل المرأة السعودية نابعة من النقاب، قال إن انتقاب المرأة تسبب في عزلها وأصبحت في حاجة إلى من يعرِّفها ويؤكد هويتها حتى في البنوك، وقال إن وجه الإنسان هو هويته، وحينما يُلغى وجه المرأة بسبب النقاب تكون حاجتها إلى من يعرفها.

ويرى الأحمدي أن الصحوة الدينية في السعودية ليست إلا تشدداً في الظاهر وخواءً في الداخل، وأن الثقافة الدينية ترسخ مفهوماً مشوهاً للدين يجعل التشدد أمارة للتقوى. وقال إن المجتمع السعودي يعيش بوجهين، ولهذا اختار أن لا يكتب في قيادة المرأة للسيارة ولا السينما والموقف من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الصراع كان يحكمه من يرفع صوته أكثر.

وقدم اعتذاره عن مقالة نشرها في صحيفة “الرياض” انتقد فيها سقف الحريات المرتفع في هولندا، وكانت سبباً في احتجاج السفير الهولندي بالرياض، وقال الأحمدي إنها مقالة كتبتها لنشأتي في بيئة ثقافية محافظة، وهي في نظري اعتداء على ثقافة الآخر.

وتحظى مقالات الأحمدي بشريحة قراء واسعة، وتمتاز بالنسبة الكبرى من التعليقات على موقع صحيفة “الرياض” على الإنترنت، وينفي الكاتب أن تكون الشبكة العنكبوتية هي المصدر الوحيد لمقالاته، مؤكداً أنه اختار نوعاً من الكتابة يركز على المعلومة التي تدعم الفكرة الرئيسة في المقالة، مشيراً إلى أنه كان يعمد إلى تخصيص مقالة أسبوعية عن الشأن المحلي، ولكنه في السنة الأخيرة جعل للشأن المحلي حصة كبرى من مقالاته.

غيبيات الماضي أصبحت حقائق علمية

وفي حديثه لتركي الدخيل قال الأحمدي إن كثيراً من الغيبيات في الماضي هي حقائق علمية اليوم، وإنه حتى مع تقدم العلم والكشوف الكونية فسيبقى دائماً هناك جوانب غيبية لا نعلمها، مشيراً إلى أن انشقاق القمر والطير الأبابيل اللذين جاء ذكرهما في القرآن معروفان في تراث الأمم السابقة مثل الصينيين والرومان، وأن كشف هذا الجانب يساعد في زيادة الإيمان وليس في زعزعته كما قد يتصور البعض.

وأكد أن بعضاً من رجال الدين في وسائل الإعلام يقومون ببيع النصوص والفتاوى، واختاروا لأنفسهم وظيفة تشبه بيع البابوات لصكوك الجنة، ولكن بطريقة إلكترونية.

وولد الأحمدي في حي العطن بالمدينة المنورة عام 1966، وساعده الاحتكاك في طفولته بعشرات الجنسيات من الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى المدينة في التعرف إلى الثقافات والتحدث بعدة لغات، وقد بدأ الكتابة في صحيفة “المدينة” عام 1991، ومنذ 1999 أصبح كاتباً يومياً متفرغاً في صحيفة “الرياض” السعودية.

ويرى الأحمدي نفسه في الطرف المتفوق دائماً، إلا أنه يشكو من عزلة في الواقع بينما يتمتع بعلاقات واسعة في العالم الافتراضي، فهو – حسب قوله – يتمتع بصداقة 9000 إنسان مسجلين في صفحته على “فيسبوك”، وقال إن هذه العزلة هي سمة للجيل الجديد، مشيراً إلى أنه يرى نفسه محظوظاً لأنه درس في خمس جامعات سعودية وأمريكية ولكنه لم يحصل على شهادة جامعية.

 العربية نت

زر الذهاب إلى الأعلى