أرشيف

اليمن:ويكيليكس تقصم ظهر السلطة والمعارضة تستغلها بتشويه صورة النظام

استغلت المعارضة اليمنية تسريبات ويكيليكس لوثائق الدبلوماسية الأمريكية عن اليمن لأقصى درجة لتشويه صورة النظام اليمني، فيما لزمت السلطة الصمت التام حيال هذه الوثائق التي تسربت مؤخرا إلى وسائل الإعلام الغربية، ونشرتها أمس وسائل إعلام المعارضة.

السلطة في اليمن صدمت بهذه الوثائق الأمريكية وشعرت بالحرج الشديد جراء نشر هذه الوثائق لأنها أظهرت أعمدة النظام اليمني بـ(الكذابين) على الشعب اليمني واعتمادهم (الكذب) كمنهج في إدارة البلاد، وهي قضية حساسة قصمت ظهر النظام اليمني وكشفت عن أسلوب إدارته للأمور.

وتسابقت المواقع الإخبارية والوسائل الإعلامية التابعة للمعارضة في اليمن أمس في نشر الأجزاء المتعلقة باليمن من وثائق ويكيليكس الأمريكية، رغم حساسيتها وارتباطها بشخص الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي، المكلف بالملف الأمني وقضايا الإرهاب، ونشرت كل المفردات المرتبطة بذلك بشكل كامل دون تردد.

وكانت تسريبات ويكيليكس للوثائق الأمريكية كشفت أن الدكتور العليمي (كذب) على مجلس النواب (البرلمان)، كما أن الرئيس علي عبد الله صالح تستر على الضربات الأمريكية في الأراضي اليمنية كما أنه طالب باستبعاد قطر من مؤتمر لندن للمانحين الدوليين لليمن.

وفي الوقت الذي أصيبت فيه السلطة في اليمن بصدمة كبيرة جراء نشر هذه التسريبات عنها، اضطرت إلى (الصمت التام) أسوة بنظرائها من الأنظمة العربية، ولم تنف أو تشكك في هذه المعلومات التي سربها موقع ويكيليكس عنها، كما جرت العادة في مثل هذه الحالات التي تنشر وسائل الإعلام الغربية عنها معلومات شبيهة بذلك.

وأكدت إحدى الوثائق السرية للدبلوماسية الأمريكية التي كشفها موقع ويكيليكس المتعلقة باليمن أن القوات الأمريكية هي من نفذ الهجمات الجوية على منطقة المعجلة في محافظة أبين بجنوب اليمن نهاية العام الماضي والتي اسفرت عن مقتل 55 مدنياً. وأوضحت أن العمليات العسكرية الأمريكية تمت بتنسيق بين الإدارة الأمريكية والحكومة اليمنية، وأن اليمن قبل بتوفير غطاء لتلك الهجمات.

وكشفت الوثائق عن انعقاد اجتماع للجنرال الأمريكي بيترايوس مع الرئيس اليمني حول المساعدات الأمنية والضربات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مطلع العام الجاري، عقب العمليات الجوية ضد منطقة المعجلة بأسابيع قليلة، أكدت بأن نائب رئيس الوزراء اليمني رشاد العليمي اعترف خلال الاجتماع مع الجنرال بترايوس بكذبه على البرلمان اليمني بنسب العمليات لليمن.

وأشارت هذه الوثائق إلى أن الرئيس صالح قال للجنرال الأمريكي بيترايوس سنستمر في القول اننا نحن من نلقي القذائف وليس أنتم. وقالت الوثائق الأمريكية ان الرئيس اليمني طلب من الجنرال الأمريكي استبدال صواريخ كروز بقذائف عالية الدقة حتى لا تقع أخطاء كتلك التي حدثت في أبين.

وأكدت أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رفض نشر قوات امريكية على الأراضي اليمنية التي تتواجد فيها عناصر القاعدة، وقال لمسؤولين امريكيين عليكم الا تدخلوا منطقة العمليات ويجب ان تبقوا في مركز العمليات المشترك.

وكشفت الوثائق الأمريكية عن ترحيب الرئيس اليمني بمؤتمر لندن الدولي للمانحين حول اليمن، غير أنه طالب باستبعاد قطر من هذا المؤتمر لاعتقاده أن قطر تعمل ضد اليمن، وقالت الوثائق الأمريكية رحّب صالح بإعلان غوردن براون لعقد مؤتمر لندن وقال إن التعاون حول اليمن بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات العربية المتحدة سيكون مفيدا. ومع ذلك ينبغي عدم مشاركة قطر، لأنهم يعملون مع إيران. وكشفت ان صالح قال ان قطر واحدة من تلك البلدان التي تعمل ضد اليمن مع إيران وليبيا وإريتريا.

وأثارت هذه المعلومات المنشورة في الوثائق الأمريكية عن السلطة في اليمن استياء كبيرا في الوسط السياسي اليمني، غير أنها صادفت ارتياحا كبيرا في أوساط المعارضة التي تطمح إلى التشفّي من السلطة بهذه المعلومات السرية التي كشفت (سوأة) النظام اليمني، بواسطة الداعم الرئيسي له وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب.

وعلمت القدس العربي من مصدر في المعارضة أن مبعث ارتياح المعارضة اليمنية من كشف هذه الوثائق أنها “عرّت النظام اليمني على حقيقته، وأوضحت كيفية إدارته للأمور بـ(الكذب) والضحك على الذقون، والتي كانت المعارضة اليمنية ضحية للكثير من كذب السلطة عليها وحنثها بالكثير من الوعود السياسية”.

ويعتقد الكثير من المراقبين أن توقيت الكشف عن هذه الوثائق الأمريكية المتعلقة باليمن في الوقت الحالي عكّر صفو الفرحة اليمنية الحكومية بنجاحها في استضافة خليجي 20 بعدن وأبين، وربما يخدم المعارضة لدرجة كبيرة، حيث تخوض صراعا سياسيا مع السلطة بشأن الإجراءات المتعلقة بالانتخابات النيابية المقبلة المقرر إجراؤها في نيسان (إبريل) المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى