أرشيف

تسريبات ويكيليكس تظهر حرجا أمريكيا اثر إعدام صدام حسين

بغداد- تظهر وثيقة نشرها موقع (ويكيليكس) الحرج الأمريكي الناجم عن الظروف التي احاطت بإعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وخصوصا قول أحد الحراس (اذهب إلى جهنم) فيما يلتقط مسؤولون صورا بهواتف محمولة.

ودفعت هذه التصرفات بالسفير الأمريكي حينها زلماي خليل زاد، إلى القول إن مؤيدي صدام سيستغلونها ومن أجل تأكيد أن المحاكمة لم تكن عادلة.

ووفقا للوثيقة المؤرخة في السادس من كانون الثاني/ يناير 2007، فان نائب المدعي العام منقذ آل فرعون، وصف تصرف الحارس خلال اجتماع مع خليل زاد بانه مشين.

وعلق كاتب الوثيقة الذي لم تكشف هويته على الاعدام قائلا إن الحكومة العراقية افتقدت خطة واضحة ومنسقة للسيطرة على الشهود ونفذت عملية الإعدام بتسرع وسط الفوضى.

وتنقل الوثيقة عن فرعون قوله انه شعر بنوع من (العطف) على صدام لدى رؤيته في 30 كانون الاول/ ديسمبر في قاعة الاعدام “مغطى الرأس ويداه مقيدتان وهو يرتجف” مشيرا إلى أن صدام كان يتصرف وكأنه ما يزال رئيسا.

وقال فرعون لخليل زاد انه شاهد على الأقل اثنين من المسؤولين يلتقطون صورا بواسطة هواتفهم المحمولة لدى حضورهم عملية الإعدام، رغم انها كانت ممنوعة، وفقا للوثيقة.

وأثارت عملية إعدام صدام في كانون الاول/ ديسمبر 2006، جدلا واسعا في الأوساط الدولية بعد أن تناقلت شاشات التلفزيون في العالم ومواقع الكترونية مساء اليوم ذاته شريطا مدته دقيقتين ونصف.

واضاف فرعون انه عندما كان صدام يؤدي الصلاة الأخيرة قبل إعدامه، ردد أحد الحراس الشهود بصوت مرتفع (مقتدى مقتدى مقتدى) في إشارة إلى الزعيم الشيعي.

وأظهرت اللقطات التي بثتها شبكات الانترنت والهواتف المحمولة بعد بيعها في شوارع بغداد صدام غاضبا يقف فوق منصة في قاعة مظلمة، فيما قيدت يداه والتف حبل المشنقة حول عنقه.

وسمع بوضوح ترديد اسم مقتدى قبل أن تفتح المنصة التي كان يقف عليها صدام ليسقط مفارقا الحياة.

وأشارت الوثيقة إلى أن قائمة شهود عملية الاعدام تغيرت عدة مرات وضمت في إحدى المرات بين عشرين إلى ثلاثين شخصا.

ونقلت الوثيقة عن خليل زاد قوله لفرعون إن “أنصار صدام سيستغلون الإعدام ذريعة لإدانة محاكمة هي عادلة ومنصفة”.

واضاف إن عددا كبيرا من الأشخاص الذين عبروا عن سعادتهم لمثول صدام أمام المحكمة أصبحوا يشعرون بالحنق نظرا لمجريات عملية الاعدام.

كما تساءل خليل زاد حول إعدام صدام بمناسبة عيد الأضحى، لكن فرعون قال إن الخبراء أبلغوا الحكومة انه إذا نفذت العملية قبل بزوغ الشمس فانها لن تتزامن مع حلول العيد.

وردا على سؤال لخليل زاد عن التغييرات في عمليات إعدام أخرى، قال فرعون إن الشهود الوحيدين الذين يسمح لهم القانون بالحضور هم المدعي العام وقاض ورجل دين ومدير السجن، بحسب الوثيقة.

واضافت: ختم فرعون مؤكدا أن هذا سيمنع التصرفات غير المقبولة والجدل الذي لا لزوم له.

ويذكر أن الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل برزان التكريتي والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد البندر اعدما في ظل أجواء من التكتم في 15 كانون الثاني/ يناير 2007.

زر الذهاب إلى الأعلى