أرشيف

النظام اليمنى يقدم الدعم الوجيستى لـ(تنظيم القاعدة)

صنعاء -القناة  : عاشت قبائل الحوثى مؤخراً على دوى تفجيرين توفى على أثرهما العشرات من رجاله، الأول وقع فى محافظة الجوف، والثانى بـ(مأرب) فى منطقة ضحيان بمحافظة صعدة شمال اليمن والطريقة التى نفذت بها العملية نسخة متطابقة حيث تم الاعتماد على تفجير سيارة مفخخة محملة بقذائف هاون عيار 82 .
ومنذ وقوع هذه التفجيرات وتعيش اليمن على شفير حرب طائفية خاصة بعد تبنى تنظيم القاعدة بجزيرة العرب مسؤولية تفجيرات الجوف وصعدة، وذكر بيان على الإنترنت فى مواقع قريبة من التنظيم (أن العملية تأتى للدفاع عن عرض النبى صلى الله عليه وسلم ودفاعا عن إخوانهم من أهل السنة الذين يقتلون وتنتهك أعراضهم وتهدم منازلهم ويهجرون منها ولا ناصر لهم).
وقال بيان القاعدة المؤرخ فى 25 من نوفمبر (تشرين الثانى) إن الجماعة شكلت وحدات خاصة لمهاجمة المتمردين الشيعة الذين اتهمتهم بقتل السنة وهدم منازلهم وإجبارهم على الهجرة من الأماكن التى يسيطر عليها المتمردون، ودعا البيان من أسماهم بأهل السنة للالتحاق بهذه الكتائب.

مسرح مفتوح لحروب طاحنة

توقع عدد من المراقبين السياسيين اليمنيين، أن تصبح محافظتا الجوف وصعدة، فى الشمال، خلال الأيام المقبلة، مسرحاً مفتوحاً لحروب طاحنة بين القاعدة والحوثيين فى ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين حول بعض الجرائم التى تستهدف الحكومة والشخصيات الاجتماعية.
وقال أحد أعضاء تنظيم (القاعدة) السابقين فضل عدم كشف اسمه، إن -القاعدة ستجد دعماً مالياً وعسكريا فى حال كثفت هجومها على الحوثيين، كونهم يستهدفون أبناء السنة من اليمنيين.
وأضاف أن الأمر حالياً حساس فى ظل غياب الدولة، التى يبدو أنها تريد تصفية الحسابات مع الحوثيين كون القاعدة تلقى دعما قويا من قبل عدد من المشايخ اليمنية، وسيزداد الدعم فى حال كثفت من هجومها على الحوثيين، الذين أصبحوا المتحكمين فى جزء كبير من صعدة، والجوف.
وأفاد مصدر فى حركة الحوثى أن الحركة تدرس أبعاد التهديدات الجديدة لتنظيم -القاعدة- والإمكانات المتاحة للرد عسكرياً، مستبعدة احتمالات مبادرة الحوثيين إلى التحالف مع الحكومة اليمنية فى حربها القائمة ضد التنظيم فى الوقت الراهن.
وتزامنت هذه التطورات مع اندلاع اشتباكات بين جماعة الحوثى وعدد من قبائل منطقة حرف سفيان فى محافظة عمران.
وأوضحت مصادر محلية فى المحافظة أن جماعة مجد الدين المؤيدى قامت باستحداث مواقع عسكرية لها فى المنطقة لمواجهة الحوثيين، مشيرة إلى أن عدداً من الأشخاص سقطوا بين قتيل وجريح.
وكانت مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شهدت العديد من المواجهات بين الجيش والحوثيين، ومن ثم بين الحوثيين وعدد من أبناء القبائل الموالين للدولة.

تورط أجهزة استخبارات

من جانبه اتهم الحزب الديمقراطى اليمنى السلطات بالوقوف وراء التفجيرات حيث اعتبر الأمين العام للحزب الديمقراطى اليمنى سيف الدين الوشلى أن بدء مسلسل السيارات المفخخة والتفجيرات التى تستهدف الحوثيين يؤكد وجود بصمات نظام صنعاء الذى يقف وراء هذه الهجمات لإدخال البلد فى صراعات طائفية.
وأضاف أن النظام اليمنى يسعى للهروب من المأزق الذى أصبح يعيشه، وأن مسلسل التفجيرات مخطط جديد وخبيث ولم يستبعد كذلك وجود مخططات خارجية سواء من قبل الأميركيين أو الإسرائيليين.

وقيعة بين الطرفين

وتماشيا مع مبدأ الشك فى السلطات كشف مصدر حوثى رفض الكشف عن اسمه لـ أن النظام اليمنى استطاع إحداث وقيعة بين التنظيم والحوثيين بطريقة ذكية حيث كشف معلومات حول اتفاق مسبق بين النظام وبينهم على تشكيل ما يشبه مثلث مواجهة للقاعدة فى صعدة يضم ثلاثة أطراف: جماعة الحوثى والسلطات اليمنية وقوة أخرى رفض الإفصاح عنها، وأزاح النقاب عن اجتماع عقد فى إحدى الدول الغربية عقب إعلان وقف الحرب السادسة وضم ممثلين عن الأطراف المشار إليها اتفقت فيه على توحيد الجهود لمواجهة القاعدة ومناصبتها العداء بكل السبل المتاحة، مستندة إلى انطلاق حملة حوثية ضد القاعدة أعقبت الاجتماع وبشكل مفاجئ وغير مسبوق.
ونوه أنه خلال الفترة التى أعقبت إعلان وقف الحرب السادسة، بدأت جماعة الحوثى شن حملتها المناهضة للقاعدة ومهاجمتها عبر عبارات رسمت على الجدران المشرفة على الطرقات العامة وشملت الأسواق ومراكز المدن ومختلف الطرق من سفيان وحتى البقع ومنفذ علب الحدودى، مخالفة بذلك ما كانت عليه فى الماضى.
وخرج عبدالملك الحوثى قائد حركة الحوثيين فى محافظة صعدة بالعديد من الاتهامات التى كالها ضد تنظيم القاعدة مطلع أغسطس -آب- الماضى، اعتبر أن القاعدة أداة استخباراتية بيد أميركا وإسرائيل، وأعرب عن خشيته لوقوع قبائل الحوثى بشباك الخديعة للنظام اليمنى الذى تؤكد مؤشرات العمليات الأخيرة ضلوعه فى ارتكابها سواء بالتوجيه أو الدعم اللوجيستى فالتقنية التى استخدمت بالعملية كما ذكر يمتلكه جهاز الأمن القومى التى تسلمه من الولايات المتحدة الأميركية عقب إنشائه ، مما يشير إلى سعى النظام لإدخال الحوثيين والقاعدة فى حرب مفتوحة يضمن من خلالها انتصاره على خصمه السياسى اللدود الذى يقف عقبة أمام خططه الداخلية التى تهدف إلى إحكام قبضته على مفاصل الدولة. وشدد على ثقته من هذا الطرح خاصة وقد تزامن إعلان القاعدة عن تبنيه لهذه العمليات تحريك القبائل الموالية للنظام ضدنا .

اعتراف عناصر التنظيم

وتماشياً مع هذه الشكوك وافق مصدر قضائى يمنى رفيع المستوى لـ على مقولة وقوع الحوثيين بشباك الخديعة وشدد على ضرورة تذكر أول اعتراف علنى ورسمى لمتهمين بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة الإرهابى ومن داخل قاعة المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء بالدور الذى يقوم به النظام اليمنى بمساعدة القاعدة لوجيستيا ليبقى هذا التنظيم الإرهابى تحت تصرف نظام صنعاء ليمارس عبره سياسة ابتزاز تدميرية للحصول على الدعم الدولى أو يهدد بهؤلاء المغرر بهم الأمن والسلام الإقليمى والعالمى للخطر.
وأضاف أن بدر الحسنى اعترف بدوره أمام المحكمة بالأقوال المنسوبة إليه، ولكنه قال موضحاً مبررات نزوله إلى مأرب لتدريب الشباب على فنون القتال: إنه قبل نزوله تم التنسيق مع غالب القمش – رئيس جهاز الأمن السياسى اليمنى -الاستخبارات- – والذى أعطاه مبلغ 50 ألف ريال للنزول، وعاد بعد يومين، إضافة أنه كان على تواصل مع الضابط بالأمن السياسى عبدالله الأشول.
ويعد هذا الاعتراف العلنى الأول الذى يكشف فيه عضو متهم بالقاعدة بنوعية الدعم الذى تقدمه السلطة فى اليمن لهذا التنظيم الإرهابى، كما أن هذا الاعتراف سيفتح ملفات الأعمال الإرهابية التى جرت باليمن واستهدفت مصالح أميركية وغربية والتى روجت لها صنعاء بأنها من فعل تنظيم القاعدة.

شراكة النظام والقاعدة

فى سياق آخر كشف خبير قانونى ومحلل سياسى جنوبى عن وقائع تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وقوف نظام صنعاء وراء كل الهجمات الإرهابية التى تشهدها البلاد مؤخرًا واستهدفت عددًا من الشخصيات والمقار الأمنية ومرافق الدولة تحت ذريعة -تنظيم القاعدة- تؤكد شراكة هذا النظام فى صناعة الإرهاب.
وأكد الخبير الجنوبى أن -كل المعطيات على الواقع مؤخراً تثبت أن النظام شريك فى صناعة الإرهاب وليس شريكًا فى مكافحة الإرهاب وذلك من خلال الجرائم المعقدة التى تم تنفيذها فى عدد من محافظات الجنوب وراح ضحيتها ضباط وجنود جنوبيون يعملون مع سلطاته .
واستشهد بحادثة -اقتحام ومهاجمة إدارة الأمن السياسى فى عدن وقتل عدد من الضباط والجنود الجنوبيين- فى وقت سابق من هذا العام، حيث كشفت الوقائع كما ذكر أن الهدف الرئيسى كان تصفيه جسدية للتخلص من أحد كبار موظفى دائرة الأراضى الذى يملك بحوزته جميع المعلومات الهامة والخطيرة عن مخططات الأراضى والعقارات فى العاصمة عدن، وأسماء كبار المتنفذين بصنعاء الذين استولوا عليها بالتلاعب، ومعلومات تتعلق بتغيير مخططات مدينة عدن والمنطقة الحرة بالذات-.
ويضيف -كان هذا الشخص معتقلاً فى سجون صنعاء تحت الأرض ويدعى (الباشا) وتم إحضاره إلى عدن قبل الحادث بأيام قليلة تحت ذريعة ( الإفراج عنه وإطلاق سراحه)، ولكن الهدف الحقيقى الاستخبارى كان الإطاحة برأسه وتصفيته داخل الزنزانة-. وبذلك -تم إغلاق أخطر ملف من ملفات عصابات الفساد السياسى-.
والحادث الثانى الذى استشهد به -الجريمة الكبرى فى الاعتداء على بوابة إدارة الأمن العام لمحافظة الضالع فى أغسطس -آب- الماضى، والتى خلفت عددًا من القتلى والجرحى، وقد سارعت السلطات ومراكزها الإعلامية إلى اتهام الحراك الجنوبى بأنه وراء الحادث ولكنها تراجعت لاحقاً وقالت إنه تفجير لشخص (انتحارى) ويحمل بصمات القاعدة وفقا لتصريح مصدر مسؤول بذلك رسمياً عبر وسائل الإعلام الرسمية.
مضيفاً: ولكن التحقيقات الرسمية كشفت أن منفذ الهجوم جندى ينتمى إلى معسكر اللواء 135 المرابط فى مدينة الضالع من أبناء منطقة خولان الشمالية-.

دوامة حرب أهلية

إلى ذلك حذرت منظمة هود المتخصصة بالدفاع عن الحقوق والحريات من إدخال اليمن فى دوامة حرب أهلية معلنة أو غير معلنة على أساس طائفى مستورد تعمل عليه أطراف لها مصلحة فى إدخال الشعب اليمنى فى مثل تلك الظروف التى تهلك الحرث والنسل وتمهد الطريق لتدخلات دولية على نطاق أوسع يخدم مصالح القوى الكبرى التى لا تهتم بحياة الإنسان اليمنى ومصالحه وتستخدم فى سبيل ذلك كل الوسائل الممكنة مهما بلغت قذارتها ودمويتها وتمسحها بالمثل العليا والأقنعة الدينية.
ويحذر المراقبون المحليون من أن منطقة شمال اليمن، التى كانت مسرحاً للقتال بين الحكومة والمسلحين الحوثيين منذ عام ،2004 قد تتحول إلى مسرح لمعارك طائفية بين السنة والشيعة.
وقال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية، وهو مركز محلى مستقل، إن العمليات الانتحارية التى استهدفت الحوثيين -تحمل بصمات تنظيم القاعدة وتتشابه مع مثيلاتها التى نفذتها القاعدة ضد فرق الموت الشيعية فى العراق- مضيفاً أنه من المرجح أن تشهد صعدة والمناطق المجاورة حرباً طائفية.

زر الذهاب إلى الأعلى