أرشيف

في محافظة الأساطير (الحديدة) .. رهائن وأطفال مكبلون بالقيود.. وسجون الطواغيت تعج بالمعتقلين

 لسنا هنا بصدد الحديث عن حلقات المسلسل الدرامي (همي همك) وما تخللها من المشاهد المؤثرة التي عرضها في باكورة جزئه الثاني عما يتعرض له المواطن التهامي البسيط من قهر وظلم وتعسف من قبل مشائخ وجدوا متعتهم في التلذذ بعذاباته وآلامه .. إننا أمام واقع مليء بصور القهر والإذلال التي تصل حد الإسفاف في مشهد يومي وعلى مرأى ومسمع من قيادة البلد ووزارات حقوق الإنسان والعدل والداخلية والنائب العام. 

 
هذا بلاغ للنائب العام والمنظمات الانسانية والحقوقية، وكل من له ذرة من ضمير أو مسؤولية . الظلم والذل زادا في الحديدة أنقذوا أبناءها من المتسلطين والمتنفذين وأغلقوا
السجون الخاصة بالمشائخ. المواطنون الذين ضاقوا ذرعاً بالجور الذي قصم ظهورهم وأثقل بوطأته كواهلهم المثقلة أصلاً بهموم ومتطلبات العيش في ظل ارتفاع الأسعار .
 
عندما التقيناهم كانت تعابيرهم تقطر أسى وجاءت مترجمة لتجاعيد وقسمات البؤس التي رسمها جور الزمان وتسلط المشائخ على وجوههم حيث أوضحوا لنا بأنه يتم إيداعهم في تلك السجون لأسباب وحجج واهية وفي غالب الأحيان بغرض الإبتزاز فقد جرت العادة بأن من لا يلتزم بأوامر الشيخ وينفذ ما يطلبه وإن كان غير معقول، ودون أخذ أو رد فهو حتماً متمرد وانفصالي يجب أن يسجن ليس ذلك وحسب بل حتى وهو في السجن عليه أن يدفع أجور السجانين ورسوم مراضاة للشيخ ولو باع نظير الوفاء بذلك دجاجه ومواشيه التي يربيها في البيت.
 
القناوص : سجون وأتاوات
 
في مديرية القناوص وفي بلاغ لهم شكى عدد من أهالي وأعيان منطقة «دير عبد الله» من قيام أحد المشائخ في المديرية بمضايقتهم وحجزهم في السجن الخاص به والكائن بداخل منزله بدعوى إجبارهم على دفع مبالغ مالية معتمداً في ذلك على أساليب القمع والتخويف ضد الضعفاء والمساكين من أبناء المنطقة المسالمين الذين لم تحرك الجهات المختصة ساكناً حيال ما يتعرضون له.
 
الحسينية : قيود وسلاسل
 
يأتي هذا متزامناً مع تصريحات مصادر مطلعة بمديرية الحسينية التي لا تبعد كثيراً ولا تختلف الأوضاع فيها عن سابقاتها فقد جاءت تلك التصريحات لتؤكد على وجود سجن خاص بأحد المشائخ ، وقد تم العثور على قيود وسلاسل حديدية في بعض المنازل المملوكة له ، إضافة إلى آثار تدل أن تلك المنازل عبارة عن سجون خاصة يستخدمها ذلك الشيخ.
 
اللحية : طفل مكبل في زنزانة
 
الطفل محمد عبد الولي والذي تعرض لانتهاك قذر ولا يزال جرحه مفتوحاً أمام أعين سلطات القضاء وحقوق الإنسان فرّ مكبلاً في زنزانة خاصة بأحد المشائخ في مديرية اللحية الساحلية باتجاه صنعاء عاصمة دولة النظام والقانون اللذين طال غيابهما وبطريقة القرويين أمثاله الباحثون في العاصمة عن عدالة ومواطنة متساوية.
 
الزهرة : 17 معتقلاً في غرفة
 
وكان المرصد اليمني لحقوق الإنسان قد كشف في وقت سابق من خلال فريق تابع له قام بالنزول الميداني ووثق بالصور عملية اعتقال 17 مواطناً في غرفة تابعة لأحد المشائخ بمديرية الزهرة يستخدمها كزنزانة لسلخ حرية المواطنين وبعلم السلطات الأمنية كما أفاد أهالي المنطقة.
 
وقد تمكن الفريق من التقاط صورة لأحد السجناء وهو مكبل بالأغلال في الوقت الذي كانت فيه عشتين من القش الأولى تحتوي على تسعة سجناء والأخرى على سبعة وجميعهم مقيدون بأغلال حديدية ولم يتمكن الفريق من اللقاء بهم وأخذ إفادتهم بسبب وجود حراسة مشددة تابعة للشيخ.
 
الأطفال رهائن بدلاً عن ذويهم
 
الناشط الحقوقي / طارق سرور منسق منظمة هود بمحافظة الحديدة قال : إن وجود السجون الخاصة بالمشائخ في الحديدة شيء سيئ جدا” ومحزن وهو نظام قمعي أعمى البصيرة ، ولا يقبلة العقل والمنطق والقوانين ,, ولاحتى الشريعة الاسلامية .. وقال للأسف الشديد يعاني أبناء تهامة من سيطرة وظلم ونفوذ المشائخ والمتنفذين الذين يمتلكون سجونا” خاصة بهم لاذلال وقهر المواطنين لتنفيذ مطالبهم ومأربهم بالقوة وفرض الأتاوت والجبايات عليهم بدون أي حق ، بعيدا” عن أعين القانون والدستور والذي كفل للمواطن حق العيش بحرية ,, بل دون وجود رادع لأولئك الذين يستخدمون نفوذهم في حق أُناس تهاميين أبرياء لا يفقهون لغة الفوضى والقبيلة والسلاح.
 
وأضاف : هناك سجون خاصة تتبع مشايخ القبائل ويحبس فيها الأطفال كرهائن بدلا” عن آبائهم وذويهم حتى يتم الإمساك بذويهم المتهمين في قضايا أو الهاربين من سلطة الشيخ . واعتبر سرور هذه السجون وصمة عار على جبين الحكومة اليمنية وطالب بإيقاف سلطة المشائخ ومحاكمتهم وإغلاق سجونهم والذين لايفقهون لغة الحوار والتخاطب بل يستخدمون العنف ضد من هم (أرق قلوبا وألين أفئدة).

زر الذهاب إلى الأعلى