أرشيف

الرئيس يطالب بتأمين الطريق في الحبيلين وسالم صالح يدعو إلى عدم نبش القبور

حملت الايام الماضية تصعيداً متبادلاً من قبل الحراك والسلطة التي تشدد الاجراءات الامنية على مديريات ردفان التي تعد واحدة من انشط المديريات في الجنوب الذي يسيطر عليه الحراك.

فالوكيل المسؤول عن مديريات ردفان اكد ان السلطة معنية بتوفير الامن لابناء المديرية، في حين يجري على الارض استحداث للنقاط العسكرية من قبل قوى الامن، بيد ان البرلماني عن ردفان الدكتور/ ناصر الخبجي اكد في تصريح اعلامي ان ابناء ردفان لن يسمحو بان تتحول شوارع وازقة ردفان الى ثكنات عسكرية طالما وصفها ابناء ردفان بانها استقزازية.
 
على كلً الايام القادمة ساخنة من خلال قراءة المتابعين للشأن الجنوبي الذين اشاروا الى ان احتمال المشهد اكثر سخونة قد يصل الى درجة لم يتوقعها احد مالم يتدخل العقلاء لوضع حد لفتيل الازمة في ردفان.
  
الرئيس في لقائه بمسؤولي السلطة المحلية واعضاء مجلس النواب ومشايخ واعيان لحج اظهر في خطابه الحزم في التعامل مع ما يحدث في لحج وبعض مديريات يافع والقى المسؤولية على السلطة المحلية وعلى مشايخ واعيان لحج ويافع في تأمين الطرقات، واستعداده لتنفيذ حزمة من المشاريع التنموية، ودعا الحاضرين الى التحاور مع الحراك.
 
ان المتابعين للشأن الجنوبي يرون ان المسألة لم تعد بالشكل الذي قد يتصوره النظام فهي اكبر من ذلك بكثير، فالمسؤولية ليس من يتحملها السلطة المحلية بالمحافظة يتحملها النظام بدرجة اولى بحسب بعض المتابعين، كون السلطة المحلية جاءت بعد موجة غضب متصاعدة  هي في الاصل من الاثار السلبية لحرب صيف 94م ومعالجة المشكلة في الحبيلين الذي تكرر الحديث عنها ليس بيد السلطة المحلية فالقرار هنا سياسي بامتياز، وهو قرار لن يكون الا في الاطار العام للقضية الجنوبية فالحبيلين ليست سوى مديرية من مديريات اخرى تشهد حراكاً مستمراً وان كانت الاكثر حضوراً وفاعلية من باقي المديريات الاخرى التي لا تقل حراكاً عن الحبيلين.
 
تأمين الطريق كان مطلباً رئاسياً من السلطة المحلية واعضاء مجلسي النواب والشورى والمشايخ والشخصيات الاجتماعية وان كان يقع على عاتق السلطة تأمين البلد، وليس الطرق فقط ،جريمة حبيل جبر لم تفارق اذهان الرئيس والشعب بأكلمه، بيد ان العبدلي لا يزال يسرح ويمرح، وفي احيان يحاصر مبنى ادارة الامن في حبيل جبر ولم يخرج ابداً عن المنطقة مع هذا لم تقم الاجهزة الامنية بالقاء القبض على العبدلي وباقي العصابة، فاحد اعضاء مجلس النواب كان قد اثار القضية بل تعدى ذلك حين كشف ان المتهمين بقضايا وجرائم يتقاضون رواتبهم من السلطة، بل وزادت فالحماس في الخطابات والتوعد والاستعداد كلها شيء مألوف ومن الخطأ ان يعتقد البعض ان بامكان مشايخ واعضاء مجلسي النواب والشورى في محافظة لحج معالجة المشكلة في المحافظة، وان يدخلوا في حوار مع قيادات الحراك فيها، فالقضية معروفة والحوار ليس بيد اعضاء مجلسي النواب والشورى.

وبما ان المشكلة ليست قضية اناس ابعدوا عن وظائفهم او اراضي تم نهبها كما اوضحنا مراراً، بل أكبر من ذلك، تتعلق حالياً لدى البعض باستعادة دولة بعد ان الغت الحرب الوحدة السلمية،  وبحسب اخرين تتعلق بالشراكة والمواطنة والمساواة، فأي حديث يدور خارج ذلك هو مجرد استهلاك للوقت.

اجتماع الرئيس بمسؤولي السلطة المحلية والالتقاء بالمشايخ شيء طيب وحديثه عن اقالة المجلس رائع، مع هذا تبقى الاشكالية قائمة، فاعضاء المجلس المحلي الذي حثهم الرئيس على القيام بدور ايجابي واقالة اي مسؤول فاسد كانوا قد اقالوا اكثر من مسؤول في المكاتب التنفيذية وفي السلطة المحلية وسحبوا الثقة عنهم، بيد انهم تفاجأوا ببقاء المسؤولين في مناصبهم وكأن شيئاً لم يكن، وهو ما جعلهم في موقف مخز امام المواطنين والمتابعين.
 
سخط الجنوبيين من تجاهل السلطة لمطالبهم المشروعة واستمرار اثار حرب 94م والاستهانة بهم وبامكانياتهم هو الامر الذي اوجد هذه الثورة الشعبية المتنامية المتزايدة والساخطة على النظام.
 
استعراض القوة وارسال المزيد من الجنوب الى مديريات معروف انها تشهد موجة غضب قد يزيد من تعقيد الاوضاع بل قد تصل القضية الى مرحلة اللاعودة وفي ظل الاوضاع المتردية المعيشية والسياسية قد تجد السلطة نفسها بين كماشة من الصعب حينها الخروج بسلام.
 
تجاهل المطالب المشروعة هو احد الاسباب التي دفعت بالجنوببين الى رفع المطالب الانفصالية وان كانت جميع المطالبة خاضعة للمواثيق والاعراف الدولية، ولعل السلطة تدرك ان المجتمع الدولي الذي يدعمها في الوقت الراهن لا يوجد لديه شيء ثابت يمكن المراهنة عليه باستمرارالدعم، ولعل الوقائع في البلدان الأخرى تدل على ان للدول الكبرى مصالح وتتبع الانظمة مصالحها.
 
فالدول التي يراهن عليها النظام في دعمه هي ذاتها من تدعم القيادات الجنوبية في الخارج، وهي بذلك تعطي اكثر من علامات حول دعم الطرفين.. جربت السلطة استخدام القوة وفرض الحصار على بعض مديريات الجنوبيين.. ويقول احد قيادات الحراك انهم تمكنوا من كسر الطوق الامني في المديريات المحاصرة، ونظموا العديد من الفعاليات الاحتجاجية وحصلوا على دعم وتأييد محلي وخارجي وان السلطة فشلت في تحقيق اية نتائج. بيد ان قيادات امنية تؤكد ان الحصار الذي شهدته بعض مديريات الجنوب في العام الماضي حقق بعض النتائج وتم القاء القبض على بعض المتهمين، والحد من احتجاجات الحراك، وخلال العامين الاخيرين اجبر الحراك في مديريات ردفان وفي الضالع السلطة على تغيير خط السير للمواكب والوفود الرسمية عبر طريق طويل من اب – تعز- عدن.

كما اثر الحراك وبشكل سلبي على تفعيل النمو الاقتصادي في الطريق الرابط بين الضالع- لحج- عدن حيث تؤكد المعلومات اغلاق بعض التجار محالهم التجارية في تلك المديريات الواقعة على الطريق والانتقال الى محافظات اخرى يقل فيها الصخب والضجيج المتواصل وينعدم فيها الاضراب الشامل.

وعلى الرغم ان المسؤولين يؤكدون ان لا صحة لما يتم نشرة عن تغيير خطوط السير التي تضرر منها التجار بدرجة رئيسية خاصة اولئك الراغبون في نقل بضائعهم من محافظة عدن باتجاه المحافظات الشمالية عبر طريق الضالع، الا انهم يجدون أنفسهم مجبرين على السير باتجاه طريق عدن- تعز الآمن.. المسؤولون انفسهم المتحدثون عن نعمة الامن والامان لا يمرون بمواكبهم عبر طريق الحراك وان جاز التعبير بذلك الوصف.

حتى المواكب المسلحة التي يتم نقلها الى عدن لا تمر عبر طريق الضالع رغم الاليات والمعدات والعتاد الحربي الا ان القادة العسكريين يفضلون المرور عبر طريق تعز مثل ذلك وغيره يمكن ان يمتد الى محافظات اخرى بفعل التجاهل للمطالب المشروعة.
 
ابناء الشهداء عقدوا اجتماعاً حضره فخامة الرئيس واكدوا في بيانهم الصادر والذي قرأه نجل الشهيد لبوزة على الدفاع عن الوحدة والحفاظ عليها واستعدادهم للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد الوحدة، مشيدين بمواقف الرئيس ودعمه لاسر الشهداء، وتقول المصادر: ان من بين من حضروا ابناء شهداء الصراع السياسي في الجنوب في الثمانينيات من القرن الماضي، وان الغرض هو التهديد بفتح ملفات 86م الذي كان الرئيس قد اعلن اغلاقها والى الابد ان لم تكن الوحدة في 22 مايو 90م هي من اغلقت كل ما حدث قبلها من صراعات دموية راح ضحيتها ثلة من المناضلين والثوار.
 
الرئيس اكد مجدداً العفو واغلاق ملفات الماضي بشرط الالتزام من قبل المعارضين حالياً بالدستور والقانون.
 
الشرط هذه المرة جعل مصادر في الحزب الاشتراكي تشير الى ان النظام الذي فشل في تحقيق التنمية يجعله يذهب الى مهاجمة المعارضين له، ونبش المقابر، وفتح ملفات اغلقت مع قيام الوحدة المباركة.

وفي اطار ما يحدث في الجنوب من حراك شعبي ورسمي نظمت احزاب التحالف الوطني والمؤتمر الشعبي مهرجاناً جماهيرياً لدعم التوجيهات السياسية للمضي قدماً نحو الانتخابات النيابية القادمة.. المهرجان الرسمي الذي شهدته مدينة عدن وصفه متابعون للشأن الجنوبي بأنه تدشين رسمي للحملة الانتخابية التي لم تبدأ بعد.. فحين يؤكد البعض انه توجه جديد من قبل النظام لحشد المواطنين في مهرجانات ومسيرات ربما لافراغ الطاقات الشعبية في مثل تلك المسيرات والمهرجانات ولكسب التأييد الشعبي قبل ان تنزل المعارضة للشارع الذي هو في امس الحاجة الى من يأخذ بيده وتنظيم مثل تلك الفعاليات، الا ان اخرين اشاروا الى ان النظام عازم على التصدي لتطلعات الحراك من خلال التنظيم لمثل المهرجانات التي توازي ما يفعله الحراك، ورجح البعض ان تعمم مثل تلك الخطوات الجماهيرية على محافظات الجنوب والشمال بما فيها المحافظات التي تشهد حراكاً متواصلاً منذ اكثر من اربعة اعوام ، ويراهن المسؤولون في السلطة على انجاح الانتخابات النيابية القادمة، خاصة في المحافظات الجنوبية وبالتحديد في المديريات التي تشهد موجة حراك.
 
وكانت قيادات مؤتمرية قد دشنت فعاليات ومهرجانات في عدد من المحافظات من خلال النزول الميداني الذي كلف به قيادات بارزة، حيث شهد الاسبوع المنصرم عدد من اللقاءات في عدد من المحافظات تم الالتقاء مع قيادات المؤتمر وقيادات السلطة المحلية تمهيداً لحشد الجماهير في مهرجانات تؤيد التوجه الرسمي وتوضح المعلومات التي حصلت البلاغ عليها ان قيادات المؤتمر في المحافظات والمديريات بصدد اقرار الخطط الجديدة في اطار الاستعدادات للانتخابات وافشال دعوات المقاطعة التي يدعو اليها الحراك، او احزاب اللقاء المشترك، وان استباق المؤتمر بالنزول الى الشارع يأتي تخوفاً من ان يتحول الشارع الى يد المشترك الذي يراهن عليه.
 
وعلى ذات السياق المتصل بالقضية الجنوبية وما يدور في المحافظات الجنوبية جدد الامين العام لحزب رابطة ابناء اليمن رأي الاستاذ/ محسن بن فريد التأكيد ان الرابطة لا تؤيد الدعوات لفك الارتباط وانما تتمسك برؤيتها في نظام الفيدرالي، موضحاً ان الوقت يمضي سريعاً، فان لم تتخذ قرارات مصيرية وجريئة الان فقد لا يكون الامر متيسراً غداً وقال: لكي ينجح هذا الحل لابد ان تكون هناك ارادة سياسية حقيقة لدى السلطة الحاكمة من جانب وتأثير ملموس للاقليم والعالم من جانب اخر.
 
حسب ما جاء في الحوار الذي اجرته صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية الاسبوع الماضي، وعلى الصعيد الميداني فقد دعا القيادي في الحراك الجنوبي والبرلماني الدكتور/ ناصر الخبجي ابناء الجنوب الى التضامن مع اخوانهم في ردفان الذي تتهيىء لاقتحام عسكري لالقاء القبض على من تصفهم السلطة بالخارجين عن القانون.
 وبحسب ما تناقلته وسائل اعلامية فان العشرات من ابناء كرش ويافع وغيرها من المديريات والمحافظات الجنوبية بدأوا في التوافد على ردفان لدعم واستجابة لدعوة الخبجي.
 
وكان مصدر في اللجنة الامنية بلحج قد نفى وجود نية لدى اللجنة لاقتحام مديريات على النحو الذي يهول له الحراك الجنوبي، موضحاً ان قوى الامن تمارس مهامها على النحو المطلوب وهي متواجدة في كل مديريات ردفان.
 
الى ذلك قال الوكيل المساعد لمحافظة لحج لشؤون مديريات ردفان ان السلطة معنية باعادة الامن والامان لمديريات ردفان، بيد ان مصادر حراكية وصفت الاعتقالات الاخيرة في الملاح والحبيلين بانها استقزازية من قبل النظام.
 
وكانت مديريات في الجنوب قد خرجت الاسبوع الماضي في مظاهرات ومسيرات تضامنية مع ابناء ردفان، في حين خرجت مسيرات طلابية عفوية في الديس المكلا من مدرسة خالد للمطالبة بالافراج عن المعتقلين ولترديد الشعارات الجنوبية.
 
وفي المناطق الوسطى بالوضيع بأبين قالت مصادر في الحراك الجنوبي ان الايام القادمة ستشهد حركة احتجاجية وفعاليات جماهيرية كبرى في المنطقة بعد ان اقرت قيادات الحراك في تلك المنطقة خطة جديدة للنشاط خلال الفترة القادمة.

وكانت اولى الفعاليات قد شهدتها المحافظات الجنوبية تزامناً مع نزول البرنامج السياسي للمرحلة القادمة في ظل تعزيزات امنية وتواجد امني غير مسبوق في مختلف المراكز، الا ان الحراك استطاع في ردفان تنظيم مسيرة بمناسبة يوم الاسير الجنوبي وسط تخوف من اندلاع مواجهات بين مسلحين وقوى الامن، وكان العميد قاسم الداعري القيادي في الحراك الجنوبي قد دعا النظام الى رفع الحصار عن ردفان وعن باقي مدن الجنوب.

وفي ذات السياق رفضت قيادات بارزة في الحراك الجنوبي ما تدعو اليه بعض الاحزاب وبعض المستقلين من الاخذ بنظام الفيدرالية واعتبرت ان ذلك ليس من مطالب الحراك الذي ينادي بحق تقرير المصير.
 
المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الاستاذ/ سالم صالح محمد قال: ان الحراك الجنوبي جاء كردة فعل لتنصل السلطة عن الاتفاقيات والالتزامات بشأن الوحدة اليمنية.

سالم صالح في هذا الوقت بالتحديد وضع اكثر من تساؤلات رغم ان الرجل كان حاضراً في زيارة الرئيس للحج، ورغم ما يحظى به من دعم سياسي من قبل النظام الا ان مصادر رجحت ان السياسي سالم صالح لم يكن راضياً طيلة الفترة الماضية عن دوره الذي بات مهمشاً وتعيينه مستشاراً سياسياً ولم يستشر في كثير من المسائل، كما انه لم يتخل عن حزبة الحزب الاشتراكي وينضم إلى المؤتمر الشعبي العام كما فعل ابن دغر وغيره، بل ظل متحفظاً بعضويته في الحزب، مع انه لم يحضر الاجتماعات.
 
وكان سالم صالح قد دعاء الى عدم نبش القبر، خاصة تلك المتعلقة باحداث مؤلمة.
 
ويرى البعض في حديث سالم بأنه محاولة لايجاد مساحة تحفظ له مكانة لا بأس بها لدى السلطة، ولدى المعارضة سواء داخل حزبه او لدى الحراك الجنوبي.

كما ان اخرين يرون ان الخلافات الدائرة بين ازقة السلطة هي من دفعت سالم صالح للحديث عن الحراك والتنصل من اتفاقيات الوحدة، خاصة انه جاء بعد وقت وجيز من حديث الرئيس عن الوحدة واتفاقيات الوحدة.
 
على صعيد المعتقلين السياسيين الجنوبيين الموجودين في السجن المركزي بإب رفضت مصادر امنية الرد على اتصالات “البلاغ” لمعرفة صحة الاخبار عن وضع المعتقل حسن احمد باعوم الذي قالت مصادر انه تم نقله الى مستشفى النصر التخصصي في شارع تعز بإب، بعد ان تدهورت حالته الصحية، الا ان مصادر في منظمة الحزب الاشتراكي بإب اكدت صحة الخبر، مؤكدة ان الوضع الصحي للمعتقلين سيء للغاية، وان حالة باعوم تتطلب عناية طبية خاصة في ظل الآلام التي يشكو منها في ساقه.
 
وكانت المحفد قد شهدت مهرجاناً للحراك الجنوبي طالب المشاركون فيه اطلاق سراح المعتقلين الجنوبيين، وفي مقدمتهم حسن احمد باعوم. وفي حضرموت افادت المعلومات الواردة من هناك عن قيام قوى الامن بتفتيش منزل حسن باعوم، والبحث عن فادي باعوم الرئيس السابق للشباب العاطل عن العمل واحد نشطاء الحراك الذي لم يكن متواجداً في المنزل بعد ان كانت حضرموت قد شهدت مسيرة الاسبوع الماضي طالب فيها المشاركون باطلاق سراح باعوم ورفاقه.
 
نقلا عن صحيفة البلاغ / تقرير – سالم بسام

زر الذهاب إلى الأعلى