أرشيف

القاعدة تحيي خلاياها في صحاري حضرموت

أكدت مصادر يمنات في مناطق قعوضة وتريم ورماه وجميعها تابعة لمحافظة حضرموت أنه تم مشاهدة عناصر القاعدة في هذه المناطق صباح يوم امس الثلاثاء من قبل العديد من المواطنين الذين تعرفوا عليهم من خلال شعارهم الذي كان ملصق على الزجاج الأمامي للسيارة، وهو ذات الشعار الذي يزين موقعهم الإلكتروني “صدى الملامح” وأتجهوا إلى عمق الصحراء بأتجاه المطار الذي يقع في رماه.
 
وقد نشط عناصر القاعدة فجأة بحماس مشعل أنعكس في تنفيذ محاولة أغتيال العميد عبد الرحمن الحليلي قائد لواء (37) بواسطة عبوة ناسفة فجرها مجهولين عن بُعد في منطقة شبام حضرموت وكان هذة العملية إنذارا بأستئناف نشاط القاعدة، في حضرموت في صباح يوم الجمعة 7 يناير الحالي بعد أن كانت مددت لمدة شهرين متتابعين، وخاصة في منطقة حضرموت، وفي أبين تمكنت الاجهزة الأمنية من إبطال عبوة ناسفة زرعها مجهولين في سيارة مدير المباحث العقيد ناصرمهدي والذي كان أسمه من ضمن كشف تضمن خمسة وخمسون أسما اعلنت القاعدة في منتصف العام المنصرم أنهم أهداف للقتل وتمكنت من تصفية أربعة أشخاص ممن أوردت أسمائهم.
 
ويتمتع مقاتلو القاعدة بجاهزية عالية من خلال ما عكسته أحداث يوم الجمعة 7 يناير حيث تمكنت من توثيق هجومها بالصورة، و تم بثه عبر موقعهم الألكتروني مما يعني أنه يتسنى لهم توثيق هجومهم بصورة لا أهتزاز فيها.
 
وتنطلق القاعدة من أن توفر الاهداف العسكرية في مرماها، وجاهزية مقاتليها عاملان يتحكمان في شن هجمات فجائية، ويدركون معرفة تفاصيل الرقعة الجغرافية التي قد يتحركون فيها، بينما القوات الحكومية أفرادها يجهلون حتى الرقعة الجغرافية التي يقع عليها معسكرهم، وسط مجتمع يكن لهم الكراهية حتى وأن كانوا ينتمون لنفس ذلك الوسط ، وغالبا ما يكون هؤلاء العسكر قرابين الضجيج الاعلامي الذي يظهر القاعدة متفوقة، وتطلق السلطة عليهم شهداء الواجب رغم أنها لم تزودهم بما يجب من الحماية والتدريب والإطلاع، وعدم تسرب المعلومة لصالح القاعدة التي تشن هجماتها مستندة عليها، بينما الطرف الأخر المتمثل بالسلطة أجهزته الاستخبارتية غائبة عن مضمار تحركات النشاط القاعدي.

وقالت مصادر لـ “يمنات” أن ذلك الظهور النشط والمتحدي لتنظيم القاعدة لا يقتصر على محافظة حضرموت بل حتى في محافظة أبين التي تم فيها تنفيذ عملية إرهابية كبرى في باكورة نشاطها الإرهابي في هذا العام 2011م الجمعة المنصرم والذي راح ضحيته “12” قتيل.

فقد تم مشاهدت عناصر القاعدة على متن سيارة تابعة للتنظيم تشق طريقها في منطقة نقيل (عشال) وفوق السيارة رأية التنظيم، وتدل عملية رفع الرأيات والبيارق على متن المركبات التي يتنقلون بواسطتها على الأريحية التي يتمتع بها التنظيم والأطمئنان الكامل، ويتنقل في مواقع جغرافية هي تحت سيطرته ليس مطارداً أو متخفياً كما تدعي السلطة.
 
وقال شهود عيان أن عناصر تنظيم القاعدة الذين يتنقلون ويظهرون للعيان هم عناصر اغلبهم شباب صغار ينتابهم الفخر عند تصريحهم بأنهم ألتحقوا بتنظيم القاعدة. وأصبحوا من عناصره حتى أن بعض تلك العناصر القاعدية تعرض خدماتها للمواطنين وتودعهم وهي تسخر من جاهزية السلطة وما تدعيه.

وذكرت مصادر “يمنات” أن مجاميع الشباب التي تنضوي في اطار تنظيم القاعدة هي مجموعة من الشبان المحبطين انخرطت في جماعات مسلحة تصبغ الجريمة وأفعالها ومارست التقطع قبل ان تصبح قاعدية، وأدركت إلى أي مدى تخالف الحكومة في تعاملها مع الشعب كل معاني القيم الإنسانية والحقوق فأصبح هناك أكثر من مؤثر يدفعها لتكون من عناصر تنظيم القاعدة علاوة إلى عدم توفر نشر الوعي الديني ، فلهذا أصبحت عملية إنضمامهم لتنظيم القاعدة يلامس تطلعاتهم ونوازع أنفسهم إضافة إلى ضغط الظروف الإقتصادية، واكدت تلك المصادر ان التشديد الديني ليس هو المحرك الرئيسي لهؤلاء الشبان الذين ينضمون للقاعدة في هذة الايام وتحت ظل هذه الظروف أصبح لتنظيم القاعدة منبع خصب وغزير يرفدها بالعناصر الشابة وبالتالي فأن مستقبلها سيكون مزدهر وستزداد قوة.
 
وعلمت مصادر “يمنات” أن تساولات دارت في اوساط عناصر تنظيم القاعدة حول أن أغلبية العمليات التي نفذها التنظيم تستهدف أهداف عسكرية وقيادات عسكرية بينما الاهداف ذات الصلة بالمصالح الغربية لم تنفذ القاعدة ضدها أي عمليات وأن نشاط عناصر القاعدة في حضرموت هذه الايام له علاقة باستهداف مصالح غربية ومثل هذا الطرح من مصادرنا ربما يواجه بالتشكيك من خلال المعلومات التي تحدث عنها الكثير من المحللين السياسيين ورجال المخابرات العاملين في الغرف المظلمة الإمريكية التي انشأت من اجل تتبع المعلومات عن القاعدة.

إن قرار تنفيذ العمليات الكبرى للقاعدة تتم عبر القيادة العليا للتنظيم، حيث وأن تنظيم القاعدة في اليمن يتحرك وفق ظروف المنطقة فالجماعة التي تنتقل في القرى ومناطق حضرموت ومودية ولودر جماعة تعمل تحت نظام قيادات المعسكرات، بينما العناصر التي تنفذ العمليات الانتحارية ضد منشأت سياسية أو نفطية أو سياح فتلك العناصر يتم التعامل معها وفق تنظيم المجموعات العنقودية والتي ترتبط بقيادات خفية ويتم الأعداد لها بسرية عالية.
 
والجدير بالذكر أن كافة التحليلات للعديد من الشخصيات المحلية المطلعة على وضع عناصر القاعدة التي ترد على محيطها الجفرافي أشارت إلى ان رقعة التنظيم تتوسع، وما يثير الاستغراب الهدوء المفاجئ للتنظيم والنشاط المشتعل الحماسي المفاجئ.

زر الذهاب إلى الأعلى