أرشيف

تقرير الطبيب الشرعي يكشف وقائع تعذيب (نوال) والمتهم ينفي

 من عمق أعماق الحزن نعيد تناول قضية نوال عبدالحكيم مكرد عنترالعبسي التي كان نبأ وفاتها في 10/10 /2010 فاجعاً ومفاجأ على كل من يعرفها . وتناولنا لحادثتها مرة أخرى ليس تلذذاً ولا شماتة ولاحتى حباً في النشر وإنما لأنها أصبحت قضية رأي عام .

يريد أن يعرف هل المتهم بريء أم العكس ؟ لأن التهمة بحد ذاتها تجرح العلاقات الاجتماعية وتفقد الناس ثقتهم بأقربائهم . وتصيب وشائج القربى بانتكاسة غير معهودة خصوصاً في منطقة الأعبوس المشهود لها بالسلم الإجتماعي والوعي الثقافي المتميز .

هذة المنطقة تعيش حالة إرتباك منذ وصول جثة نوال عبدالحكيم مكرد في11/ 10/ 2010 الى المنطقة لغرض دفنها والذي تأخر نتيجة الاتصال من خال الفتاة المقيم في صنعاء وطلبه تأخير الدفن إلى حين وصوله وعند وصوله كشف عن جسد الفتاة وقام بتصوير مناطق مختلفة من جسدها ثم أعطى توجيهات بدفنها، بناء على اتصال من والدها. وبعد الدفن بدأت تداعيات كبيرة مازالت تتوالى إلى اليوم هذه التداعيات كانت بدايتها بتوجيه اتهام للعم بأن له علاقة بموتها وقد تقدم أحد أقرباء نوال بشكوى ضده وتم اعتقاله.
 
وأخيراً كشف تقرير الطب الشرعي من خلال اطلاعه على الصورة وتقرير المستشفى السعودي أن هناك تكدمات بلون أحمر داكن العينين وبشكل أكبر حول العين اليسرى وتكدمات حمراء داكنة على مساحات الطرفين السفلين وجرح قطعي على منطقة الركبة اليسرى وآثار الإصابات بجوار الجروح تبدو كعلامات عض .

وأكد رأي الطب الشرعي إن الكدمات والسجحات ناتجة عن عنف خارجي شديد بأدوات صلبة وهناك آثار إصابات تبدو لعلامات عض أسنان آدمية وهناك اصابات ناتجة عن استخدام أداة حادة. وأفاد إلى أن هذه الإصابات لاتحدث نتيجة السقوط على أرضية الحمام أو الضرب بالحبل .

كما أفاد التقرير أن مادة الكلوركس لا تحدث تسمم عالي نظرا للألم والإلتهاب الناتج عن شربها وطعمها غير مستساغ ورائحتها نفاذة ولايمكن تناولها إلا بكمية صغيرة بالاضافة إلى حدوث قي (طرش شديد) ناتج عنها بحيث لايبقى من تلك الكمية إلا جزء قليل وعند وصولها إلى الدم يحدث لها تعادل مع الدم وذكر التقرير أنه يتعذر على أي شخص أن يشرب علبة كلوركس كاملة.

وفي مذكرة أخرى رفعتها الأستاذة حنان يحيى شيبان رئيس اللجنة الوطنية للمرأة هناك أن عم نوال كان قد بدأ بتغيير معاملته مع ابنة أخيه من منتصف رمضان الماضي وصار يضربها ويعذبها . وأن عمتها كانت تقوم بحبسها ومنعها من الخروج وأفادت المذكرة إن نوال عند زيارة زميلاتها لها قبل وفاتها كانت منهكة وأنها تعرضت لقلع أضافر يدها وكان فيها جروح وحروق بالرأس والأيدي وكدمات زرقاء منتفخة في جسمها وآثار سلك في اليدين وأنها شكت لهن أن عمها يهددها بالقتل .

ويعتمد أصحاب الادعاء الممثلين بوالدة الفتاة ومحاميها على محاضر جمع الاستدلالات وشهادة الشهود ومنهم سعيد أحمد حميد ومحمد عثمان العثماني . اللذان قالا أثناء التحقيق معهما إن (م.م) حضر إلى عند أخيه في فندق الحمراء بحجة بعد عودته من الصين بعد الحادثة بستة أيام وبعد الضغط على (م) قال خلاص اعتبروني قتلت نوال واحكموا علي بماتشتوا كما أعترف أنه قام بضربها بحبل في رأسها وبعدها دخلت الحمام وسقطت وأنه شاهد دم يخرج من رأسها ومادة بيضاء من فمها .

ومن ضمن الشهادات أن ابن المرأة التي شاركت بتغسيل نوال وهو أيضاً السائق الذي أوصلهم إلى تعز… قال في شهادته إن والدته قالت له أنها وجدت جهة من جسدها حارق ومن جهته أفاد المتهم (م) أن الفتاة سقطت في الحمام وأسعفها إلى المستشفى السعودي وأبلغه الأطباء أنها ماتت, وأعطوه شهادة وفاة وعندما عاد بها إلى المنزل ,قام بغسلها وتكفينها ثم اتصل بوالدها المقيم في الصين ,فطلب منه أن يسافر بها إلى القرية لدفنها هناك ,وقد أفاد المذكور أنه أبلغ أعمامها بعد أربع ساعات من وفاتها , ورفضوا السفر معه بحجة المرض . ويتهم (م) أناس مغرضين يسعون لتلفيق تهمة قتل بنت أخيه ضده لأن أخاه يثق به وموكله بإدارة كل أعماله وقد اشترى له معمل ومنزل جديد في حجة وأن أبنة أخيه المتوفية تقيم عنده من خمس سنوات وهذا دليل ثقة وأشار إلى أن نوال كانت محتشمة ولا يعلم بالجروح التي في جسدها لأنها كانت دائما تلبس عباية وفنيلة أما عن الضرب فقد قال إنه لم يضربها إلا قبل أسبوع من وفاتها حيث لطمها وضربها بحبل على رأسها أما عن الكلوركس فقال إن زوجته عند عودتهم من المستشفى نبهته إلى أن علبة الكلوركس فارغة ورائحته تملأ المنزل .

أما والد الفتاة فيقول إن أخاه يمكن أن يضربها لكنه لايمكن ان يقتلها وهو متنازل عن القضية.

زر الذهاب إلى الأعلى