أرشيف

مبارك يداوي جراحه على البحر الأحمر

كتب المحرر الدبلوماسي لصحيفة الإندبندنت البريطانية كيم سينغوبتا أن حسني مبارك اختار في الوقت الحاضر على الأقل عدم ترك وطنه والانكفاء في منزله بشرم الشيخ، وذلك وفقا لتقارير خرجت من مصر يوم أمس.

ويعتقد أن الزعيم المخلوع كان بالفعل في طريقه إلى منتجع البحر الأحمر بينما كانت الحشود تحتفل خارج مقر إقامته الرسمي في القاهرة قصر العروبة. يقول سنغوبتا: لقد اختار السيد مبارك لعق جروحه في المكان الذي قضى فيه الكثير من الوقت في الاسترخاء ولقاء كبار الشخصيات الأجنبية. في السنة الماضية فقط، استضاف في ذلك المنتجع من ضمن من استضافهم كلا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما استضاف أيضا رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي قبل وقت قصير من الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، التي هزت المنطقة بأسرها.

حصن حصين
مجمع شرم الشيخ يتمتع بحراسة صارمة، والسكان المحليون لا يعلمون عادة الكثير مما يدور خلف جدرانه العالية. منذ أيام والشائعات بأن الرئيس السابق المحاصر كان بالفعل في المنتجع. ولكن في الواقع كان يقاتل في معركته الخاسرة من القاهرة.

لم تقتصر علاقة الرئيس السابق بشرم الشيخ بمجرد المنزل الفخم والأبنية المتاخمة، بل إن عائلته امتلكت حصصا في أسهم الفنادق ومنازل العطلات في المنتجع. أصول الزعيم السابق وزوجته سوزان وولديه جمال وعلاء لا تزال تحت سيطرتهم في الوقت الراهن في مصر، ولم تشهد النهب الواسع النطاق للممتلكات الذي شهدته أملاك زين العابدين بن علي في تونس.

ويعتقد أن معظم ثروة عائلة مبارك التي تقدر بسبعين مليار دولار في الخارج، وقد أعلنت سويسرا أنها جمدت الحسابات المصرفية التي لها علاقة بالرئيس المصري السابق. ووفقا لتقارير غير مؤكدة فإن حسني مبارك لديه أموال مودعة لدى رويال بنك أوف سكوتلاند.

أمن مبارك
يقول سنغوبتا إن طول إقامة السيد مبارك في شرم الشيخ يعتمد على مدى شعوره بالأمان. فإذا بدأ التحرك لمحاكمته على جرائم ارتكبها في فترة حكمه، فإن الرئيس السابق سيقرر البحث عن ملجأ في الخارج.

سوزان مبارك تحمل جواز سفر بريطاني، وابنها جمال يمتلك بيتا كبيرا في بلجرافيا بلندن، وكانت هناك تقارير ثبت عدم صحتها بأن سوزان وابنها بالفعل في بريطانيا. ولكن مع ذلك فهذه العائلة ذات جذور بريطانية محبة للإنجليز، ومن الطبيعي أن تكون بريطانيا وجهتهم المفضلة بدلا من المملكة العربية السعودية، حيث انتهى المقام بزين العابدين بن علي بعد أن رفضت فرنسا منحه إذن دخول. كما أن هناك مساكن فخمة في لوس أنجلوس ونيويورك وواشنطن إذا أحب آل مبارك تجريب حظهم في أميركا.

لكن إذا طلب السيد مبارك الحصول على حق اللجوء في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة فسيضع حكومتي الدولتين في موقف صعب.


مبارك يحظى برضا الغرب لحفاظه على سلام نسبي في الشرق الأوسط طوال ثلاثين عاما عبر الحفاظ على معاهدتي سلام مع إسرائيل، ويبدو من الصعب التخلي عنه الآن وعدم استضافته في الغرب، لكن يمنعهم من ذلك الخوف من خطر الخضوع لبرامج تسليم المجرمين، في حالة تقديم الرئيس المخلوع للمحاكمة.






المصدر:إندبندنت

زر الذهاب إلى الأعلى