أرشيف

تنديد أممي وإسلامي بالقمع باليمن

ندد الأمين العام لـالأمم المتحدة بان كي مون “بالاستخدام المفرط للقوة” ضد “متظاهرين مسالمين” في اليمن، معبرا عن “قلقه الشديد” حيال تدهور الوضع بعد مقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح مئات يوم أمس، الذي شهد مظاهرات حاشدة بمدن يمنية مختلفة طالب المشاركون خلالها برحيل الرئيس علي عبد الله صالح.
وبدوره ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بما سماه “الأعمال العدوانية” ضد المتظاهرين في اليمن وعبر عن تأييده لمطالب الشعب اليمني الذي دعا جميع مكوناته إلى الوحدة الوطنية والثبات، محذرا من “التساهل في إراقة الدماء”.
فقد قال مارتن نيزيرسكي المتحدث باسم الأمين العام الأممي، إن بان كي مون “يدعو إلى أكبر قدر من ضبط النفس ويحض الحكومة والمعارضة على البدء في حوار حقيقي وشامل يؤدي إلى نتائج ملموسة لتجنب تدهور جديد للوضع”.
فخلال يوم أمس -الذي عد أعنف أيام الاحتجاجات في اليمن- هاجم مئات من أفراد قوات الأمن جموع المعتصمين في ميدان التغيير بصنعاء فقُتل شخص، وأصيب نحو ألف.
وعند الطريق الدائري هُوجم المتظاهرون مرة أخرى، فقتل شخص برصاصة في رأسه -مصدرها حسب شهود عيان قناص تموقع على سطح بناية- ووقع عدد من الجرحى حالة بعضهم خطيرة.
وتحدث شهود عيان عن رجال أمن بالزيين الرسمي والمدني هاجموا المعتصمين، وأطلقوا الرصاص بغزارة وطاردوهم في شوارع جانبية، في حين اعتلى مسلحون بزي مدني أسطح منازل تطل على الميدان.
لكن استعمال الرصاص الحي لم يقتصر على الأمن حسب وكالة رويترز، فقد رد معتصمون بالذخيرة الحية وبالحجارة على الهجوم الذي تعرضوا له.
واتهمت الداخلية المعتصمين بفتح النار، وتحدثت عن 161 شرطيا أصيبوا بجروح.
حالات اختناق
وأظهرت صور للجزيرة عشرات المصابين بالاختناق، وسُمعت مكبرات صوت تطالب مَن في الميدان بالثبات فيه ومن هم خارجه بالانضمام إلى المعتصمين.
وحمّلت المعارضة الرئيس وأقاربه في أجهزة الأمن المسؤولية كاملةً عما يتعرض له المعتصمون، الذين بدأ ينضم إليهم ضباط من الجيش والشرطة.
أما في تعز جنوبا فتحدث مراسل الجزيرة عن 14 جرحوا بعيارات نارية أطلقها من يوصفون بأنهم “بلاطجة” خلال مسيرة حاشدة تطالب برحيل النظام، كانت متجهة إلى ساحة الحرية حيث واصل عشرات الآلاف اعتصامهم.
وفي المكلا عاصمة حضرموت قُتل فتى برصاصة في رأسه وأصيب خمسة خلال تفريق مظاهرة طلابية.
رصاصات قاتلة
وفي عدن قتل أربعة أشخاص في المواجهات حسب مراسل الجزيرة بعدما أطلق الأمن النار على متظاهرين اقتحموا مركز شرطة في دار سعد.
وذكر مصدر طبي بمستشفى النقيب لوكالة يونايتد برس إنترناشونال أن القتلى الثلاثة أصيبوا بطلقات نارية في الرأس والعنق وتم إسعافهم إلا أنهم فارقوا الحياة عقب إيصالهم إلى المستشفى.
أما شمالا فشارك عشرات الآلاف في اعتصامات بمحافظة عمران، التي شهدت أيضا مظاهرة لعشرات الآلاف من أنصار المؤتمر الشعبي الحاكم، طلبوا من المعارضة الاستجابة لمبادرة الرئيس الذي عرض التنازل عن صلاحيات الرئاسة لصالح نظام برلماني مقابل إتمامه فترته الحالية.

موقف العلماء
وأمام هذه التطورات، قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان –تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إنه يؤيد مطالب الشعب اليمني ويقف معها، ما دامت ملتزمة بالتظاهر السلمي الذي تقره مواثيق حقوق الإنسان ودساتير العالم، وندد “بالأعمال العدوانية ضد المتظاهرين المسالمين”، التي أدت إلى سقوط عدد من القتلى ومئات الجرحى.
وحذر الاتحاد في البيان من “التساهل في إراقة الدماء المحرمة، التي تراق من أناس أبرياء دون أي اعتبار لحرمتها وخطورتها”. واعتبر استخدام الغازات السامة ضد المتظاهرين “جريمة إنسانية”.
ودعا البيان الجماهير المحتجة إلى الصبر والثبات على المبادئ، وإلى الحفاظ على سلمية التظاهر، و”الابتعاد كليا عن إراقة الدماء البريئة”، وأن “يُظهروا للعالم القيم الإسلامية والحضارية كما كان عليها إخوانهم بمصر”.
كما دعا الاتحاد في بيانه جميع مكونات الشعب اليمني وأطيافه السياسية، والجيش اليمني إلى الوحدة الوطنية الجامعة، واتخاذ موقف موحد يحقق للشعب اليمني مطالبه ومصالحه.





المصدر:الجزيرة + وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى