(فيديو وصور) خمسة شهداء ومئات الجرحى وعشرات المختطفين خلال مسيرة لمئات الآلاف المطالبين بتنحية الرئيس
صنعاء– استشهد خمسة متظاهرون في صنعاء مساء اليوم الثلاثاء وأصيب أكثر من 1560 آخرين، 60 منهم بالرصاص الحي، والبقية باختناقات ناتجة عن غازات سامة عندما هاجمت قوات تابعة للأمن المركزي والحرس الجمهوري ومسلحون بزي مدني مسيرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف للمطالبة بتنحية الرئيس وأقاربه عن السلطة ومحاكمتهم.
واعترضت القوات الموالية للرئيس صالح المسيرة عند جولة عصر في شارع الستين، وهاجمت المتظاهرين بعنف مستخدمة أسلحة ثقيلة، مثل 12/7 (دوشكا)، والكلاشنكوف، وقنابل غازية محظورة، ورشاشات المياه.
وشوهد عشرات القناصة وهم يطلقون نيراناً كثيفة باتجاه حشود المتظاهرين بشكل عشوائي من جوار مبنى وزارة الخارجية ومبنى البرلمان الجديد والمباني الحكومية الجديدة المجاورة لها، وجسر جولة عصر، بينما كانت المسيرة في طريقها باتجاه شارع الزبيري ومن ثم شارعي الدائري وهائل والعودة إلى ساحة التغيير التي انطلقت منها عند الساعة الرابعة عصراً.
وبينما استمر الهجوم لمدة حوالي نصف ساعة أعاقت خلاله قوات الأمن مرور المسيرة من جولة عصر عبر حاجزاً أمنياً أنشأته في المكان، ارتفع هدير الهتافات المطالبة بإسقاط النظام، ليكسر سيل المتظاهرين الحاجز الأمني المعزز بالعربات والمصفحات العسكرية مندفعاً نحو شارع الزبيري.
حينها حاصرت عدد من المتظاهرين في مؤخرة المسيرة مجاميع من المسلحين بزي مدني باتجاه المدخل الأيمن المقابل لمبنى وزارة الخارجية، لكن المسلحين لاذوا بالفرار وهم يطلقون النيران باتجاه المتظاهرين. كما تمكن المتظاهرون من اقتحام مخيم للمسلحين المؤيدين لصالح خلف وزارة الخارجية، وقبضوا على بضع منهم بمعية الأسلحة التي كانوا يحوزونها، وأحرقوا المخيم. كما روى شهود عيان أنهم رأوا إحدى عربات ضخ المياه التابعة للأمن المركزي وهي تحترق.
وبينما شقت مقدمة المسيرة طريقها بشارع الزبيري، واجهتهم تعزيزات أمنية أخرى، وعاودت الهجوم عليهم بالرصاص الحي والقنابل الغازية من على أسطح البنايات المحاذية للشارع ومن العربات العسكرية بعد أن أطفئ التيار الكهربائي في الشارع، لكن المسيرة نجحت في مواصلة خط سيرها نحو شارع الدائري وصولاً إلى ساحة التغيير.
كما شق الآلاف من المتظاهرين الذين كانوا في مؤخرة المسيرة باتجاه شارع هائل، مرددين هتافات تطالب الرئيس وأبنائه وأركان نظامه للرحيل الفوري، ودعوا أصحاب المحلات التجارية إلى عصيان مدني يوم غد الأربعاء لمدة ثلاث ساعات، ابتداء من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، وذلك نصرة للثورة وللتسريع في إسقاط النظام.
وشوهدت عشرات الدراجات النارية وهي تنقل المصابين باتجاه المستشفى الميداني بساحة التغيير ومستشفى العلوم والتكنولوجيا وآزال، جراء عدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى مسارح الاعتداءات ولكثرة المصابين.
وشكا عدد من المتظاهرين من أن الأمن المركزي والمسلحين المرتزقة اختطفوا عشرات المصابين خلال المسيرة. كما اختطفوا سيارة إسعاف بمن فيها من المصابين والطاقم المكون من 4 طبيبات من جولة عصر وأخذتهم باتجاه معسكر التموين العسكري الكائن خلف عمارة الأوقاف في جولة عصر، وهو ما أثار موجة غضب عارمة، قرر على إثرها شباب الثورة في ساحة التغيير بالقيام بمسيرة ليلية نحو دار الرئاسة وقيادة الأمن المركزي إن لم يتم إطلاقهن خلال دقائق، إلا أنه ذكر عند الساعة الحادية عشر ليلاً أنه تم الإفراج عنهن من قبل الأمن المركزي بعد مضي حوالي 6 ساعات من اختطافهن.
وبينما نقل عدد من المصابين إلى مستشفى جامعة العلوم، والكويت، وآزال، إلا أن معظمهم نقلوا إلى المستشفى الميداني، الذي عجز عن استقبال مزيداً من الحالات. وذكرت مصادر في المستشفى الميداني من أن الوضع في المستشفى مرعب للغاية، والمصابون يموتون بين أيادي الأطباء لشحه الإمكانات الطبية ومنع قوات الأمن والبلاطجة مرور سيارات الإسعاف، وأن هناك عدداً من الجرحى في حالات خطيرة. ووجهه نداء عاجل إلى أطباء الجراحة وأطباء العظام و الأوعية و الدماغ بسرعة التوجه إلى المستشفى الميداني ومستشفى الكويت نظراً لكثرة الجرحى و نقص الكادر الطبي. كما دعت اللجنة الطبية في الساحة المواطنين للتبرع بالدم جراء النقص الحاد الذي تعاني منه تلك المستشفيات.
وفي تطور لاحق من مساء اليوم، ذكرت اللجنة التنظيمية في ساحة التغيير من أن قوات من الأمن المركزي حاصرت مستشفى آزال بغرض اختطاف المصابين، لكن قوة من الجيش التابعة للفرقة الأولى مدرع والمنشقة عن النظام الحاكم وصلت إلى المستشفى وتدخلت في منع قوات الأمن من اختطافهم، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات أخرى.
فيديو
1
2