أرشيف

متطوعون لرش المياه فوق رؤوس معتصمون في اليمن لإبقائهم صامدين

مع استمرار اعتصامات المحتجين في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء الذي يدخل شهره الثالث، يعمل الشباب على ابتكار خدمات لاستمرار صمود الثوار وبقائهم بميادين الاعتصام، ويتسابق الثوار المرابطون في الساحة على تقديم الخدمات والعمل بروح جماعية عبر تكتلات شبابية عدة، إلا أنها تعمل على تحقيق هدف وحيد هو إسقاط النظام .
من تلك الخدمات تلطيف الأجواء في الساحة من حرارة الشمس بقيام عدد من الشباب برش المياه فوق رؤوس المرابطين والزائرين .
ومن ضمن هؤلاء الشاب عبدالسلام الجمال الذي يظل طوال النهار يرش المياه فوق رؤوس الموجودين في ساحة التغيير، بعد أن كان يستخدم المياه في عبوات المشروبات الغازية (بحجم لتر واحد) ويرشها على الحالات المصابة بالاختناقات من الغازات المسيلة للدموع، ما دفع فاعل خير شاهده يقوم مع زملائه برش المياه من العبوات الصغيرة فوق المصابين، إلى أن يتبرع له بعلبة رش كبيرة بحجم 16 لترا .
وبعد توقف الهجمات على المرابطين في الساحة شعر الشاب عبدالسلام بحرارة الشمس وهو بجوار المنصة، ما جعله يقوم بتعبئة العلبة ورش الماء فوق رؤوس المحتجين طوال النهار داخل الساحة .
 وقال الجمال ل”الخليج”: جاءت فكرة استخدم تلك العلبة (يطلق عليها اسم طرمبة) لتخفيف حرارة الشمس التي تصيب المرابطين عندما خفت هجمات القوات الأمنية بالغازات على المحتجين، وكنت جالسا بجوار المنصة وشعرت بالحر وبدأت تعبئتها بالماء ورش المياه فوق الرؤوس ووجدت ارتياحاً من المعتصمين الذين يدعون لي .
يشعر الجمال أن اليوم الذي لا يقوم به برش رؤوس الثوار بالماء أنه يوم تعيس، ما يجعله حريصا على القيام بعمله يوميا من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية والنصف ظهرا عندما تخف حرارة الشمس، وقال: “لا أشعر بقمة الراحة والسعادة إلا عندما أرش الماء فوق شخص متعب ومجهد من حرارة الشمس محاولاً منحه سعادة تنتقل لي ما يجعلني أستمر في تقديم هذه الخدمة الطوعية لتحقيق هدفنا جميعا في الساحة وهو رحيل الرئيس صالح” .
يضيف الشاب صلاح الزبيري الذي يقوم بالخدمة نفسها: “بدأت منذ شهر ونصف الشهر برش الثوار بالمياه لكي يصمدوا لإسقاط النظام ونجاح الثورة”، كما أن الشاب صلاح يشعر بسعادة وهو ينظر إلى المعتصمين يدعون له وهو يخفف عنهم حرارة الشمس، ويقول ل”الخليج”: شعرت يوم إحدى الجمع بحرارة الشمس وبعدها قمت بأخذ (الطرمبة) ورش المرابطين لتلطيف الجو محاولاً جعلهم يحسون بالمتعة والسعادة والاستمرار في مرابطتهم في الساحة” .
من جانبه يؤكد الطبيب في المستشفى الميداني عبد المعطي السامعي أن رش المياه فوق رؤوس وأجساد المرابطين في الساحة يخفف من الإصابات بضربات الشمس، وقال ل”الخليج” إن الإنسان يتعرض جسمه لدرجة حرارة شديدة تفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل مما يتسبب بحدوث هبوط وإغماء نتيجة ضربات الشمس، مشيراً إلى أنه عند رش المحتجين بالمياه تعمل على تبريد الجسم وامتصاص الحرارة وتقلل من تأثره بحرارة الشمس، وبالتالي تحفظ السوائل داخل الجسم ويتجنب صاحبه الكثير من الإصابة بالإغماء .

زر الذهاب إلى الأعلى