أرشيف

محاولات مستميتة لبعث الروح في المبادرة الخليجية والآمال ضئيلة

 مجددا يعود الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى العاصمة اليمنية صنعاء ربما في زيارة قد تكون الأخيرة بشأن ما يتعلق بالمبادرة الخليجية التي تطالب الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي خلال شهر.
وتأتي زيارة الزياني بعد أن صعد الرئيس اليمني خطابه ضد المعارضة وهدد وتوعد وأعلن الحرب ولو بطريقة مختلفة على أحزاب اللقاء المشترك خلال خطابه أمام جموع مساندة له الجمعة الفائتة.
صالح تحدث عن أنه سيواجه التحدي بالتحدي وأن مناصريه والقوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي.
ولم يكتف بذلك بل قال في اجتماع موسع لقيادات الحزب الحاكم وأعضائه في مجلسي النواب والشورى، إن تنظيم “القاعدة” يسعى “وبالتحالف مع أحزاب اللقاء المشترك إلى ارتكاب أعمال العنف والتخريب والإرهاب، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي لتحقيق أهدافها التخريبية والإرهابية والإضرار بمصالح الوطن والمواطن” داعيا أعضاء حزبه للوقوف إلى جانبه.
وفي السياق المتعلق بزيارته يقول الزياني إن الهدف من زيارته هو “مواصلة المشاورات مع كافة الأطراف اليمنية على أمل أن يعود الجميع الى المبادرة الخليجية التي تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته وحقن دماء اليمنيين”.
وأضاف “نريد حقن الدماء والحفاظ على أمن وسلامة واستقرار اليمن وهذه من الأهداف الرئيسية لدى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون وأصحاب السمو وزراء خارجية دول المجلس”.
وأوضح “إن قضية اليمن لها أولوية قصوى في مجلس التعاون ونحن بإذن الله تعالى سنواصل مساعينا إلى أن نصل إلى حل يرضي الجميع بما يكفل حقن الدماء والحفاظ على السلم الأهلي وأمن وسلامة اليمن”.
وتشير بعض المعلومات إلى أن الزياني ربما يحمل مقترحات جديدة تتعلق بالتوصل إلى صيغة جديدة لإشكالية التوقيع على المبادرة”.
ومن المقرر أن يلتقي الزياني بالرئيس صالح وقيادات أحزاب اللقاء المشترك المعارضة لبحث توقيع المبادرة الخليجية.
وكانت قيادات في المعارضة تحدثت إن المبادرة الخليجية في حكم الميتة، بينما قال الرئيس الدوري للقاء المشترك ياسين سعيد نعمان في حوار متلفز أن المشترك لن يدخل في مساومات جديدة.
من جانبه قال المتحدث باسم المشترك محمد قحطان أن المبادرة الخليجية “باتت في حكم الميتة، وقطر أصدرت شهادة الوفاة، والشهادة لا تصنع الوفاة بل تبلغ عنها”.
القيادي في المجلس الأعلى للمشترك الدكتور محمد عبدالملك المتوكل قال إن المشترك أعلن قطع علاقته مع المبادرة وإنه لم يعد له أي شأن فيها.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه دولة قطر انسحابها من المبادرة نتيجة تسويف النظام ومماطلته في التوقيع عليها في حين تعالت أصوات في مجلس الأمة الكويتي مطالبين حكومة الكويت بالانسحاب من المبادرة.
النظام يستعدي الشارع ضد للسعودية
وحول هذه المستجدات يقول الكاتب الصحفي جلال الشرعبي لـ إيلاف إن “زيارة أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى صنعاء حاليا جاءت لمعرفة الرد النهائي من علي عبدالله صالح شخصيا على ما أعتقد، وموقفه النهائي من المبادرة، وعلى ضوء هذا الموقف أعتقد أن دول الخليج ستتخذ موقفا قد يصل إلى إدارة ظهر المجلس تماما وسحب المبادرة نهائيا”.
وقال الشرعبي إن “هذه الزيارة تأتي لرفع العتب لأن الرئيس علي عبدالله صالح يسعى خلال هذه الفترة لتصوير دول الخليج خصوصا السعودية بأنها تقف إلى جانبه، وهي محاولة منه لاستعداء الشارع ضد السعودية، بينما في الحقيقة يمكن لأي متابع أن يعرف أن الأمر لم يعد كذلك أبدا”.
وقال إن “هناك أجماع خليجي وبرغم أن هذا الإجماع لم يظهر بشكل كامل ومعلن، لكنه موجود وهو أنه من المستحيل التعامل مع رئيس هو مقتنع ويقول إنه راحل”.
وحول زيارة رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال علي مجور لدول الخليج يرى جلال الشرعبي إنها لم تحقق أية مكاسب “والدليل البيان الذي صدر عن قادة مجلس التعاون في اللقاء التشاوري الأخير، ولم يتم إيراد أي من الأشياء التي تضمنتها رسالة الرئيس التي حملها مجور بينما تضمن البيان إشارة إلى الوقوف إلى جانب خيارات الشعب اليمني ودعوة الأطراف للتوقيع على المبادرة”.
ويعتقد الشرعبي إن “خيارات المعارضة مفتوحة أكثر من الخيارات أمام الرئيس اليمني بمعنى أن الرئيس في حال رفضه للمبادرة سيكون قد خسر الدعم الإقليمي وهذا الدعم الإقليمي هو المفتاح الحقيقي لمواقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا”.
وتابع: “الموقف الأوروبي والأمريكي يستمد موقفه من الخليج”.
وأشار إلى أنه سيكون قد خسر الإقليم لأنه لم يوقع على المبادرة وهو كان قال إنه سيوقع، وخسر الأمريكيين قبلها باعتباره هو من قدم مبادرة للسفير الأمريكي بصنعاء ثم تراجع عنها”.

صالح يتجه نحو الحرب حتى لو وقع المبادرة
وحول الآفاق التي يمكن الحديث عنها في حال تم توقيع المبادرة من عدمه يرى الصحفي جلال الشرعبي “إن مؤشرات الحرب لدى الرئيس اليمني أكثر من مؤشرات السلام، فإذا اضطر تحت الضغط الإقليمي والدولي على توقيع المبادرة فإن الفعل التالي للتوقيع سيكون الحرب الذي سيلجأ إليها صالح، وسيكرر سيناريو حرب صيف 1994، عقب التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق”.
وأضاف إن صالح يبحث “عن راية يقاتل تحتها، ويبحث عن شرعية لم يجدها حتى الآن ليقاتل تحت لوائها.. هو يريد تصوير الثورة الحاصلة في الميادين على أنها أزمة بين أحزاب وهو يحاول التعامل معها ويصورها على هذا الأساس”، في حين يهدد ويقول “إن الشعب ومناصريه سيقاتلون وستساندهم المؤسسة العسكرية، هو يبعث عدة رسائل يخيف الإقليم والعالم من خلالها”.
ويخلص جلال إلى أن “الخليجيين لم يذكروا أي منطق من الذي يتحدث به الرئيس من المفردات مثل “الشرعية الدستورية” أو وقوفهم إلى جانب الحكومة أو وقوفهم إلى جانب الرئيس وإنما على العكس من ذلك فقد قالوا إنهم يؤيدون خيارات الشعب اليمني”.
ربما هي محاولات يائسة لإقناع رئيس يقنع نفسه بشرعية يجمعها كل جمعة بالقرب من قصره في حين لم يعد له على أرض الواقع الكثير، حيث أصبحت كثير من المحافظات خارج نطاق سيطرة الدولة في حين أصبح من الصعب على الرئيس التحرك بعيدا عن منزله ومكتبه وساحة تجمع أنصاره.

زر الذهاب إلى الأعلى