أرشيف

العميد حميد القشيبي: لم نكن نتوقع هذا الخطاب من الرئيس ومن يراهن على الحرب الأهلية سيخسر

حين زيارتنا للعميد الركن حميد بن حميد القشيبي قائد اللواء (310) في مكتبه في قيادة اللواء بعمران كانت مكبرات الصوت في المعسكر تصدح بالأناشيد الثورية الحماسية ووجدنا أيضا أن صور علي عبدالله صالح قد أزيلت من جدران المعسكر كدليل على موقفهم المؤيد لثورة الشعب..
حاوره: يحيى الثلايا

* لماذا تأخرت الثورة ولم تصل إلى هدفها المتمثل في إسقاط النظام؟
– في اعتقادي أن الثورة تأخرت لأن السياسيين دخلوا في حوار مع صالح ووجدوا خلالها مماطلة ووعوداً متتالية، والمبادرون الخليجيين أخذوا وأعطوا مع الرئيس والمعارضة، مبادرة أولى وثانية وثالثة ورابعة، وهذا أدى إلى تأخير إنجاز الثورة، حيث لم يُترك للشباب الثائر في الميادين حرية الحركة خاصة من مناصري أحزاب اللقاء المشترك، لأن المفاوضات منعتهم من التحرك مع غيرهم من الشباب غير الحزبيين، ورغبتهم كانت التحرك بصورة متتالية ومتسارعة، هذا إضافة إلى مماطلة الرئيس ومحاولته كسب الوقت أملاً منه أن الوقت سيخفف من ضغط الشارع والأعداد الهائلة المحتشدة في الميادين، لكن كان العكس هو الحاصل فتزايد الحشود مستمر، وكسبت الثورة تجاوب العديد من القوى الوطنية المختلفة من مثقفين وقبائل ومشايخ وأكاديميين وعسكريين وخاصة مع إقدام السلطة على القمع والقتل المستمر وسقوط الشهداء.

* وعدنا إلى البداية.. لماذا قررتم الانضمام إلى صف شباب الثورة وهل كنتم تنتظرون هذا اليوم؟
– الشباب سبقونا وكان لموقفهم الثوري الناضج تأثيره، وأقول إننا تأثرنا بهم مع نزولهم ومن قبل نزولهم إلى الساحات منذ وقت مبكر، إلا أن الثورة كانت الحدث والفرصة الأهم، وكان للقتل المتعمد الذي مارسه النظام بحق شباب الثورة وخاصة مع مذبحة جمعة الكرامة التي استشهد وجرح فيها العشرات هذا جعلنا ننضم إلى هؤلاء الشباب ونقف في صفهم، وفوق ذلك كنا وصلنا إلى قناعة أن الثورة أصبحت ضرورة نتيجة عجز النظام عن معالجة مشاكل اليمن وكانت قناعتنا أن الثورة ستكون عامل استقرار لليمن وطريقاً للحفاظ على الوحدة في جميع الميادين وقد رأينا أن رفع شعار الثورة والمطالبة بالمواطنة المتساوية ساهم في اختفاء أعلام التشطير التي ارتفعت في الفترة الأخيرة السابقة للثورة وسمعنا اليوم صوتاً موحداً للشباب يعبر عن الصوت اليمني الواحد وستكون الثورة بإذن الله حلاً لمشاكل اليمن بأكملها.

* هل كان اندلاع الثورة الشعبية مفاجئاً لكم؟
– بعد أن رأينا ثورتي تونس ومصر كنا نتوقع أن اليمن ستحذو حذوهما وتوقعنا أنها ستكون قريبة وكنا نتوقع أيضاً أن الثورة ستكون حاسمة وستنتهي في وقت قصير.

* هل واجهتم مشاكل أو تعرضتم لها نتيجة موقفكم المساند للثورة؟
– هناك مشاكل موجودة، فالنظام جند الكثيرين من المستفيدين والمأجورين وصرف عليهم من أموال الشعب لغرض إحداث بلبلة ومنها القيام بالتقطعات في الطرقات في عمران وغيرها لإحداث مشاكل، لكن البعض منهم أفاق وتراجع لإدراكه أن الثورة سائرة نحو النصر ولن يوقفها أحد، وبدءوا في التراجع وخفت هذه الأعمال التي مارسوها مع بداية انضمامنا للثورة فهم قد أيقنوا لما رأوا الشعب مقبلاً على الثورة وأدركوا أنهم سيكونون مجرد نتوءات صغيرة لن تؤثر على مسار الثورة ونحن نقابل يومياً الكثير منهم يعتذرون عن أعمالهم ويبدون ندمهم على ما صدر منهم ضد ثورة الشعب.

* كيف هي الأوضاع اليوم في محافظة عمران؟
– الناس متفائلون خيراً والمنطقة في أمان والغالبية العظمى من أبناء المحافظة واقفة مع مطالب وثورة الشعب المتمثلة في إسقاط النظام والأمن مستتب إلا من بعض التقطعات وبعضها مطلبية أما التقطعات السياسية فقد أصبحت قليلة وكل من لا زال يمارس هذه الأعمال لغرض سياسي أو مدفوع الأجر يلومه الجميع، والأمور بشكل عام مستقرة وأبناء المحافظة مع الأمن والاستقرار والثورة.

* كان شباب عمران قد أقاموا اعتصامات حاشدة في عمران قبل أن ينتقلوا إلى صنعاء وقبل أن تعلنوا تأييدكم للثورة، كيف تعاملتم مع هذه الاعتصامات حينها؟
– نعم.. سبق لشباب عمران أن اعتصموا في عمران وشهدت عمران مهرجانات للشباب وأحزاب المشترك والحزب الحاكم واستمر اعتصام الشباب لفترة وكانت أعداد المعتصمين في تزايد، ونحن بذلنا جهدنا في تأمين الأوضاع ومنع حصول الاعتداءات عليهم ولم تقع أية مشاكل إلا في حادثة واحدة أصيب فيها ثلاثة أشخاص فقد كانت هناك إجراءات أمنية لا بأس بها هيأت لهم الجو ليعتصموا بكل حرية وفقاً لما كفله الدستور والقانون، وبعد انضمامنا للثورة أيضاً اعتصم المعلمون في مكتب التربية وقمنا بواجبنا ولم يتعرضوا لأية مضايقات.

* في حال قرر صالح اللجوء إلى تفجير الأوضاع عسكرياً.. ما هو توقعكم لمسار الأمور؟
– الرئيس في خطابه الأخير دعا إلى هذا وكان خطابه الأخير متشنجاً ونعتبر هذا الخطاب إنذاراً بحرب أهلية لا سمح الله، ولم نكن نتوقع أن يخرج مثل هذا الخطاب إلى الملأ أو أن يسمعه أبناء الشعب، ولكن في اعتقادي أن الشعب اليمني يعي مثل هذه الدعوات ولن ينجر إلى حرب أهلية، والقوات المسلحة لن تقاتل بعضها البعض سواء من الوحدات الكبيرة والمتنوعة أو الحرس الجمهوري أو الأمن المركزي، وسيصبح الخاسر هو المراهن على الحرب الأهلية، ولو اندلعت شرارتها سيتحول الجيش كله إلى صف الثورة والثوار.

* ما هي رسالتكم إلى فصائل الجيش والأمن الذين لم يحددوا حتى اليوم موقفاً إيجابياً من ثورة الشعب؟
– الجيش والأمن الذين لم ينضموا إلى ثورة الشعب ندعوهم للانضمام إلى الشباب وعدم الانجرار إلى الوقوف ضد الشعب ونحن نثق أن غالبية الجيش والأمن لن يكونوا إلا من الشعب ولن يقفوا إلا في صف الشعب.

* ختاماً.. هل من رسالة توجهونها إلى شباب الثورة؟
– رسالتنا إليهم أن يصبروا وأن لا يملوا من بقائهم في الميادين وأن يعملوا على أن تكون هذه الميادين مدرسة لقيم والديمقراطية والحرية التي سعوا إليها من خلال ثورتهم السلمية وأن يحافظوا على سلمية ثورتهم والنصر قريب بإذن الله.


تعريف
صاحب علاقات اجتماعية واسعة ومحل قبول مختلف الأطياف في محافظة عمران.. تخرج من الكلية الحربية عام 77م وحصل على تأهيل عال في العلوم العسكرية، وعمل في المدفعية بمعسكر السواد الذي أصبح اليوم قيادة الحرس الجمهوري، وتدرج في المناصب العسكرية.. تولى أركان حرب اللواء السادس في القفلة بعمران ثم أركان حرب اللواء الأول مدرع ثم قائدا لهذا اللواء الذي تحول اسمه إلى اللواء 310 ولا يزال يقوده إلى اليوم.. أعلن هو ومن معه في اللواء انضمامهم إلى الثورة الشعبية السلمية بعد مجزرة “جمعة الكرامة” في صنعاء.. أجرى المصدر أونلاين حواراً معه بمقر عمله في عمران.

نقلا عن صحيفة المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى