أرشيف

(ترجمة) الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لهندسة سلطة ما بعد صالح في اليمن

نيال جرين:


لا يزال القتال العنيف بين القوات الحكومية والمسلحين المناوئين في جنوب اليمن, يحد الأرواح, ويجبر عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من المنطقة.


تشن القوات المسلحة اليمنية المدعومة من قبل الطائرات الحربية الأمريكية وطائرات بدون طيار,حرباً ضد الجماعات المتمردة المسلحة التي استولت على مدينتي زنجبار وجعار بجنوب اليمن,في حين تبدو الحكومة ذات سلطة محدودة فقط في المدن الكبرى فقط مثل عدن وتعز.



ومع التركيز في الحرب الأهلية في جنوب اليمن, تستمر الاحتجاجات ضد النظام في العاصمة صنعاء التي تسيطر على جزء كبير منها المليشيات القبلية المعارضة للحكومة.وكانت اندلعت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة في صنعاء والمدن اليمنية الأخرى في شهر يناير في هذا العام، مستلهمة من التطورات الثورية في تونس.



هناك نقص حاد في الوقود في العاصمة بسبب الحصار التي تفرضه مليشيات، ويقتصر وجود السلطة التي ترتكز على عناصر الجيش والشرطة، على المجمعات الحكومية الرئيسية. ترك الصراع بين الحكومة والجماعات المنافسة المختلفة أجزاء كثيرة من اليمن تعاني من نقص حاد في النفط والكهرباء.



وعلى الرغم من عدم شعبية نظام الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يتلقى العلاج الطبي في المملكة العربية السعودية المجاورة منذ أصابه الانفجار الذي وقع في المبنى الرئاسي في صنعاء، بجروح خطيرة في 3حيزران, تستمر واشنطن في دعم الحكومة بجهد تحاول فيه بالحفاظ على البلاد تحت السيطرة.



بررت واشنطن تورطها في الحرب الأهلية في اليمن بمزاعم أن البلاد قد تصبح”ملاذاً أمنياً” لتنظيم القاعدة, وكثفت الولايات المتحدة دعمها العسكري للحكومة اليمنية منذ رحيل صالح إلى العاصمة السعودية، الرياض.



ينسب النظام اليمني بدعم واشنطن معظم المعارضة في جنوب البلاد إلى تنظيم القاعدة. والاثنين ذكرت وكالة أنباء الدولة اليمنية”سبأ” أن القوات المسلحة أحبطت مؤامرة من جانب تنظيم القاعدة لمهاجمة مباني حكومية في مدينة الميناء الرئيسي الجنوبي عدن.



المستوى الفعلي لتوريط القاعدة في المليشيات المناهضة للحكومة في جنوب اليمن,ليس واضحاً,ولكن,هناك جماعات كثيرة,بأيدلوجيات وأهداف متباينة,تعمل في جنوب البلاد.



فضلاً عن الجماعات الإسلامية المختلفة,معظمها ليس لها ارتباط بتنظيم القاعدة,هناك العديد من المليشيات القبلية,إضافة إلى حراك مدني قومي انفصالي كبير مقره عدن,واعترفت حكومة الولايات المتحدة أنه قد لا يكون هناك سوى بضع مئات من مقاتلي القاعدة في اليمن,وهو بلد عدد سكانه 24 مليون نسمة,حيث الاحتجاجات المناهضة للحكومة من قبل الطلاب والعمال في البلد قد وصلت بشكل منتظم إلى مئات الآلاف .



ساندت واشنطن صالح منذ توليه السلطة عام 1978,في ما كان يعرف آنذاك بشمال اليمن.ورأى كل من الولايات المتحدة وحلفائها السعوديين صالح باعتباره حصناً لمصالحها في البلاد.ومع حقول النفط السعودي الضخمة في شمالها ومرت شحن النفط الرئيسة في جنوبها,تعد اليمن منذ فترة طويلة ذات أهمية إستراتيجية .



فقط عندما فشل صالح في, عملاد الاحتجاجات والمنازعات القبلية أصبح موقفة لا يمكن الدفاع عنه بالنسبة لواشنطن والرياض, اللتين سحبتا دعمهما للدكتاتور, مع الاستمرار في دعم فلول نظام حكمه.



خلال الشهرين الماضيين,عمل كل من الولايات المتحدة والسعوديين لهندسة نظام آخر لما بعد صالح يستمر في خدمة مصالحهم. دفعت الولايات المتحدة مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأردني جيفري فلتمان,لزيارة اليمن والمملكة العربية السعودية,الأسبوع الماضي,دعا خلالها إلى “تحول فوري وسلمي ومنظم,للسلطة في اليمن.



بعد رحلة فلتمان ببضعة أيام, أعلن الناطق الرسمي للرئيس صالح أن الرئيس سيلقي خطابه,في غضون أيام,بشأن الوضع السياسي في اليمن,من المعتقد على نطاق واسع أن الرئيس صالح سوف يستخدم خطابه للإعلان عن الشروط التي ينوي بها التقاعد عن منصب رئاسة الجمهورية,بما في ذالك تواريخ الانتخابات الممكنة.



كانت واشنطن تعمل لعدة أشهر للتأكد من سقوط صالح لن يغير الطابع الأساسي للنظام الحاكم في اليمن,ولاسيما علاقاته الطويلة الأمد مع البنتاجون ووكالة المخابرات المركزية,تلقت القوات المسلحة اليمنية الدعامة الأساسية لنظام صالح,مئات الملايين من الدولارات في شكل مساعدات من واشنطن في السنوات الأخيرة,فضلاً عن التدريب الخاص بمكافحة الإرهاب من قبل القوات الأمريكية الخاصة.



هناك طاقم من القوات المسلحة الأمريكية لا يزال متأصلاً في الجيش اليمني,وحتى في الوقت التي تجرى فيه الحرب الأهلية بداخل البلاد,وتشارك وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية الطائرات في المهمات التي تهدف إلى اغتيال أهداف تنظيم القاعدة في الجنوب.



يخوض السفير الأمريكي في صنعاء,جيرالد فيرشتاين, محادثات مع نظام الرئيس صالح والعديد من زعماء المعارضة البرجوازيين,منذ مارس,حول إمكانية تكوين حكومة ائتلافية مؤقتة.يحافظ فريشتاين أيضاً على اتصال وثيق مع كبار ضباط الجيش اليمني,أجرى السفير الأمريكي محادثات الاثنين مع رئيس هيئة الأركان العامة احمد الأشول,والعميد مجاهد غشيم,رئيس الاستخبارات العسكرية.



على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها واشنطن لتشكيل النظام الذي سيخلف نظام صالح,هناك عداء عميق بين الزمرة الحاكمة والكتلة الرئيسة للمعارضة البرجوازية,أحزاب اللقاء المشترك,الأسبوع الماضي,اتهم متحدث باسم وزارة الداخلية اليمنية أحزاب اللقاء المشترك بتنفيذ الهجمات الإرهابية على أنابيب النفط ومحطات الكهرباء.



تتمتع أحزاب اللقاء المشترك أيضا بدعم ضئيل جداً بين الطبقة, ولكنملة والشباب الذين تظاهروا في شوارع صنعاء لعدة أشهر.ودعت الاحتجاجات ليس فقط لإزالة ومحاكمة الديكتاتور وأعوان, ولكن لتوفير فرص عمل وحقوق اجتماعية وتوزيع عادل للثروة الوطنية.وبالنسبة للمتظاهرين, وهم من الشباب إلى حد كبير,أحزاب”المعارضة”الزائفة الناصريين وشبه الاشتراكيين والبعثيين والإسلاميين غير مرغوب فيها.

معظم قيادات أحزاب اللقاء المشترك تعاونت مع صالح لسنوا, حتىى مسمية إياه ب”الصالح””. وفي مواجهة مطالب النظام بوقف المظاهرات الحاشدة أعلنت قيادة أحزاب اللقاء المشترك مرارا وتكرارا أن هذه المهمة ليست قادرة على القيام بها.



لن يكون لدى الولايات المتحدة أي ندم حول رعاية النظام العسكري في اليمن, كما فعلت في مصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد حسني مبارك ولتثبت أنه من المستحيل تشكيل حكومة مدنية. ومع ذالك, حتى لو أستطاع نظام الرئيس صالح وأحزاب اللقاء المشترك تشكيل ائتلاف, ستبقى القوى العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة, القوة الدافعة وراء العرش.



أي نظام يولد على يد واشنطن كخبيرة توليد,مع قصف الطائرات الأمريكية للبلد,سيكون غير ديمقراطي ومعادياً للتطلعات الاجتماعية للجماهير,كما كان نظام صالح.



نشر بواسطة اللجنة الدولية للعالم الرابع
ICFI



عبر موقع الاشتراكي العالمي
WSWS



29 يونيو 2011م


 



ت:عبدالرحيم كسادي,ترجمة خاصة ب”الشارع”

زر الذهاب إلى الأعلى