أرشيف

حادثة جامع النهدين.. من XXX إلى المؤذن.. من ضغط على الزناد ؟؟

كتب /فهيم المقرمي


سواء كان قذيفة أو عبوة ناسفة أو صاروخاً ذاك الذي استهدف جامع النهدين وأصاب الرئيس ورموز نظامه ..فلا فرق بين الخيارات السابقة في النتيجة فالعملية تقريباً حققت هدفها بنسبة عاليه لكن يظل السؤال حائراً وعلامات الاستغراب تتقافز من بين سطور وقائع الحادثة تريد جواباً صريحاً عن هوية المخطط والمنفذ للعملية…أي قوة هذه التي استطاعت أن تخترق كل تلك الأسوار المتتالية والحراسات الكثيفة حتى وصلت إلى موقع سجود الرئيس؟…أين قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص والأمن القومي والمركزي؟ أين الخبراء الأجانب أين كان هؤلاء؟ .. فالعملية لم تحدث في وقت سلم حتى نقول أن هناك تراخياً من تلك الأجهزة ولكنها جرت في وقت ذروة الاستعدادات الأمنية.. تحسباً لأية ردة فعل مصاحبة لأحداث الحصبة.. المهم ما نود الإشارة إليه أنه ليس بذات الأهمية القصوى أن نعرف إن كان الانفجار بعبوة ناسفة كما يقول المحققون الأمريكيون أو القصف بمدرعة تواجدت قبل الحادث في داخل سور الرئاسة أو أن قذيفتين دخلت من البوابة الجنوبية للجامع أطلقتها دبابتان كانتا تتمركزان على جبل النهدين أو أن صاروخاً جديداً ومتطوراً اسمه (فوجاز) هو الذي اخترق جدار المسجد فكل هذا ليس لب القضية وجوهر الخلاف فيها وإنما المبتغى والمقصود من وراء التحقيقات معرفة اليد التي ضغطت على الزناد ومن الذي أمر بذلك؟ هذا ما سنحاول عرض بعض منه في موضوعنا هذا..


محسن في لحظة تحدي


في إحدى اللحظات الساخنة بين الرئيس صالح وحليفه القديم اللواء علي محسن الأحمر هدد الرئيس حليفه إذا لم يتراجع عن موقفه في دعم الثورة فإنه سيحرق الفرقة الأولى مدرع وكان الاتصال بينهما قد جرى في وقت الظهيرة فرد عليه علي محسن بحزم أنه لو تعرض لأي هجوم فلن يصلي العصر إلاّ في دار الرئاسة.


وفي اتصال آخر جرى بينهما أثناء أحداث الحصبة وقبل حادثة جامع النهدين قال فيه الرئيس صالح للواء محسن جهز بئراً سيمتلئ بالدماء .


فرد عليه:- علي محسن إذا كان هناك بئراً سيمتلئ بالدماء فأوعدك أن دمك هو أول دم يسكب فيه وأنت تعلم أنك كاذب وأنا صادق.


وفي موقف آخر وتحديداً حين تعرضت الفرقة الأولى مدرع لقذائف متفرقة أثناء حرب الحصبة أتصل علي محسن بصالح يبلغه أن الفرقة تتعرض للضرب فقال له الرئيس رد على مصدر النيران.


فهل أعتبر علي محسن أن مصدر النيران كان دار الرئاسة؟ .. يبقى الأمر مجرد احتمال من بين عشرات الاحتمالات.


الأقــارب وحنش الجيب


يرى كثير من الخبراء أن تنفيذ الهجوم بهذه الدقة من حيث الوقت والمكان يفيد إلى أن الرئيس صالح كان قد تعرض للمراقبة لمدة لا تقل عن 24 ساعة قبل الحادث.


فالفاعل يعلم أن الرئيس حضر للصلاة في الجهة اليسرى من المسجد..وليس بعيداً أن يكون هذا الشخص أحد أقرباء الرئيس سواء من أولئك الذين يرفضون التوقيع على المبادرة الخليجية ويخشون أن يوقع عليها الرئيس بضغط إقليمي ودولي ولا يستبعد أيضاً ضلوع علي صالح الأحمر أخ الرئيس بالنظر إلى حالة الخلاف القديمة مع الرئيس الذي قتل أو أمر بقتل نجله وكذا استبعاده من قيادة الحرس الجمهوري ومحاولة الانقلاب الذي حاول تنفيذه في نهاية التسعينات ولكن هذا الخيار يبدو غير منطقي في ظل الظروف الحالية فاغتيال الرئيس لا يعني شيئاً لعلي صالح الأحمر لأن الحرس الجمهوري مازال قوة ضاربة بيد أحمد.


السعودية وربيع الثورات


بعد أن فشلت السعودية في إقناع الرئيس في التوقيع على المبادرة الخليجية وترتيب أوضاع تساعد في إيجاد نظام يتوافق مع رؤيتها وحتى لا يحدث تغيير حقيقي يستلهم أهداف ومبادئ الثورة السلمية فإننا يمكن أن نقول أن السعودية ليس بريئة مما جرى لصالح لأن نجاح الثورة السلمية ضد صالح يعد خطراً حقيقياً على المملكة التي تخشى انتقال ربيع الثورات العربية إلى أراضيها.


أمريكا و XXX


قوة العملية ودقتها بالنظر إلى تعقيدات المكان يوحي أن هناك جهة لديها من الآلة العسكرية والاستخباراتية تفوق ما لدى الرئيس وعلى هذا الأساس تشير أصابع الاتهام إلى أن أمريكا قد تكون مشتركة بطريقه أو بأخرى في تنفيذ العملية بالتنسيق مع العميل الذي كان قد ذكره موقع ويكليكس ورمز إليه بــ XXXأثناء نشره للوثائق الخاصة باليمن بالإضافة إلى أن أمريكا أصبحت تنظر إلى صالح عميلاً منتهي الصلاحية ونظامه أيل للسقوط في أي لحظة.
 


آل الأحمر ورد الاعتبار


حارب الرئيس صالح القوى التقدمية والجبهة وشركاءه في الوحدة والحوثيين لكن القذائف والصواريخ لم تصل دار الرئاسة وحين إختلف مع أولاد الشيخ الأحمر وقصف معقلهم في الحصبة وصلت القذائف إلى مأوى الرئيس ولم تبال بالأسوار العتيدة ولا الحراسات المشددة وأكتوى صالح ونظامه بشظاياها ونارها…فأي رد من بيت آل الأحمر لن يكون ذا قيمة إذا لم يكن بحجم ما تعرضوا له أو أكثر…ولست مع من يرى أن إمكانية أولاد الشيخ لا تساعدهم على القيام بمثل هكذا عمل فانصارهم في الحرس الجمهوري كثيرون والدافع كبير فالرئيس مازال بالعرف القبلي رعوي برتبة رئيس عند الشيخ الأحمر بالإضافة إلى المرسوم القبلي الذي كان قد صدر قبل الحادث والذي أباح دم الرئيس بعد ارتكابه العيب الأسود.


كما أن التصريحات الأولية الصادرة من الحصبة لم تنف ذلك فمدير مكتب الشيخ صادق أجاب بالايجاب وحميد قال: إن الحادث حصل بعد أن تم الضغط على أخيه حمير كي يوقع على إتفاقية الهدنة.


الحوثيون والمكاسب


هم الأكثر تنظيماً في الملعب الآن وخصوصاً من حيث الأداء التنظيمي والتميز العسكري ولديهم الأفراد والسلاح والتخطيط ما يؤهلهم للقيام بمثل هذا العمل…لكن احتمال تنفيذهم للعملية ضعيفاً ليس لعدم قدرتهم ولكن لأن مكاسبهم من العملية لن تكون بحجم الحدث.


شماعة القاعدة


أصبحت القاعدة شماعة الأجهزة الأمنية الفاشلة فبعد كل عملية مسلحة لا تستطيع فيها أجهزة الاستخبارات الكشف عن المنفذ تلجأ إلى إتهام القاعدة.. وفي حادث جامع النهدين ربما يكون من تدبير وتنفيذ القاعدة ولكن كيف حدث هذا؟ وأي قاعدة نقصد هل تلك القاعدة المعروفة عالمياً والتابعة للراحل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري أم القاعدة التي تربت في أحضان السلطات اليمنية؟


طبعاً لا يمكن أن تبرأ القاعدة من العملية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما نعرفه عن علاقة القاعدة بدار الرئاسة وما قاله أيضاً علي محسن الأحمر في حواره مع صحيفة الحياة أن القاعدة موجودة في الحراسة الخاصة للرئيس وأن اثنين من أعضاء القاعدة يظهران عادة خلف الرئيس.


المؤذن


محمد الغادر شاب في السادسة والثلاثين من عمره منذ خمس سنوات وهو يعمل مؤذناً وقيماً لمسجد دار الرئاسة وحسب قول أسرته أنه أختفى ولم يعد إلى المنزل منذ الخميس الذي سبق الحادث بيوم وقد داهمت قوات مكافحة الارهاب منزله وأعتقلت زوجته ثم أفرجت عنها ثم أعتقلت والدها وحسب القواعد الاستخباراتية فإن محمد الغادر أصبح مفتاح اللغز وطرف الخيط الذي ربما يقود إلى الفاعل إن العثور على الغادر ربما يكون نصف الحل أو الحل كله….ليس لأن محمد الغادر هو الفاعل ولكن إختفائه في هذا التوقيت يؤكد على وجود علاقة ما بما جرى في جمعة 3 يونيو 2011م وقد يكون محمد الغادر ضحية جرى تصفيتها مقدماً كي توجه التهمة إليه ولنا في قتل الفرنسيتين إلى جوار الحمدي وشقيقه عبرة.


ويبقى الاحتمال الأقوى من بين هذه الاحتمالات أن العملية تم تخطيطها وتنفيذها داخل القصر ومبرري الذي أستند إليه هو لو أن العملية كانت من خارج القصر لقام أقارب الرئيس بعملية انتقام مهولة حتى وإن اضطروا لإحراق صنعاء بكاملها.


شاهد عيـان..


كشف مصدر كان حاضراً في مسجد النهدين لحظة وقوع الحادث أن الانفجار حدث أثناء السجود في الركعة الأولى…وقال المصدر: أن تلك الجمعة شهدت احتياطات أمنية مشددة في دار الرئاسة تختلف عن غيرها من الأيام نظراً لحساسية المشهد الأمني وحالة الاحتراب في الحصبة والتهديدات التي سبقت تلك الجمعة.


وأضاف أن الصفوف الأولى من المصليين كانت إصابتهم خطيرة وخصوصاً الصف الأول ومن حسن الحظ أن الانفجار حدث أثناء السجود لأن أعضاء الحراسة الذين كانوا واقفين جميعهم قضوا نحبهم.


وحسب قوله أنهم أثناء السجود شعروا بنيران شديدة تشوي وجوههم تزامناً مع انفجار عنيف هز أرض المسجد وجنباته، وأشار المصدر أنه أصيب بحروق وجروح عميقة رغم أنه كان في مؤخرة المسجد وهو ما جعله يعتقد أن الصف الأول من المصلين الذي يتواجد فيه الرئيس وكبار رموز النظام قد أصيبوا بإصابات بالغة لكن المصدر نفسه عاد وأكد إنه لم يلتق بأحد من المصابين الكبار ولا يعرف شيئاً عنهم سوى أن عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى الذي قال أن إصابته لم تكن خطيرة ولا تستدعى القلق في حين طبعاً تشير المصادر السعودية أن عبد العزيز ومجور والراعي جميعهم في حالة حرجة ومازالوا في غرفة الإنعاش .


واختتم قوله أن المشهد كان مروع وشبهه بيوم الحشر فكل مشغول بمصابه وفاجعته فالشظايا تطايرت بقوة وأحدثت كسوراً في الأيدي والأرجل وأحياناً أدت إلى بتر هذه الأعضاء لبعض المسؤولين أما الحريق فلم ينج منه أحداً.

زر الذهاب إلى الأعلى