أرشيف

شلال شائع هادي : عار عليّ أن أبتسم وأهلي يبكون دماً

يمنات

ربما كان حواري هذا بعكس الحوارات السابقة التي يتم التنسيق لها مسبقا عبر الهاتف ولكن هذه المرة ونظرا  لانقطاع نعمة الهاتف والتشديدات الامنية..

اخذت الاتجاه والبحث بين قرى الضالع حتى وصلت صوب المنزل الذي يقطنه الأخ المناضل العقيد/ شلال على شايع  فوجدته شخصا مفعما بالنشاط والحيوية وصاحب ابتسامة عريضة..

تمكنت من اجراء الحوار التالي والذي قال فيه ان الضالع تعيش حالة حرب غير معلنة  منذ قيام ما اسماه نظام صنعاء بإعلان حالة الطوارئ ونشر القوات العسكرية والأمنية داخل أرجاء المدينة وخارجها وأعلى المرتفعات المحيطة بها وقيامها بإطلاق النار بين الحين والأخر على منازل المواطنين الذي أدى إلى تدمير جزء منها وجرح وإصابة العديد من النساء والأطفال واستشهد على اثرها المناضل عبد الحكيم القيراط وإقدامها على إغلاق المستشفى  العام ومنع وصول المرضى اليه وتحويل كل المنشآت التعليمية الى ثكنات عسكرية، الأمر الذي ادى الى تعطيل سير عملية التعليم الابتدائي والثانوي وكذا شنها حملة اعتقالات طالت كل الفئات بمختلف أعمارهم.. وأكد انه على الرغم من كل هذا التصعيد ” من قبل هذا النظام الغاصب الذي يسعى من خلاله لجر أبناء الضالع الى مربع العنف ألا أنهم ما زالوا عند خيارهم السلمي وحلول دعوة الرئيس قوى الحراك الجنوبي الى الحوار قال أي حوار نشاهده اليوم في الجنوب أليس حوار المدفع والدبابة والطائرة معربا انه لا حوار إلا باشراف دولي ومن اجل فك الارتباط مع نظام صنعاء والاستقلال ..قال فيه ان الضالع تعيش حالة حرب غير معلنة  .. وحول الكثير فالى حصيلة ما دار :

اجرى الحوار: سام صالح الحالمي

< ما هي آخر المستجدات التي تعيشها محافظة الضالع حالياً؟

بالنسبة لآخر المستجدات التي تعيشها الضالع حالياً فهي تعيش حالة حرب غير معلنة منذُ إقدام نظام صنعاء بإعلان حالة الطوارئ والتي تمثلت بنشر القوات الأمنية والعسكرية داخل مدينة الضالع وخارجها وعلى المرتفعات المطلة عليها وكذا قيامها بإطلاق النار على منازل المواطنين الآمنين والذي أسفر عن تدمير عدة منازل وجرح وإصابة الكثير من النساء والأطفال استشهد على إثرها الأخ المناضل عبد الحكيم القيراط لمشاركته في مسيرة سلمية، فها هي سلطة صنعاء تسعى جاهدةً إلى القضاء على نضالنا السلمي بكل الوسائل  الكريهة التي لا يقرها عرف أو قانون.. وقد صاحب تلك المداهمات اعتقال الكثير من الناشطين والأطفال والشيوخ الكبار وكذا تحويل منشآت تعليمية والإدارة المحلية لمديرية الضالع ومساكن المواطنين إلى ثكنات عسكرية مما أدى إلى تعطيل سير العملية التعليمية وكذا إغلاق المستشفى العام ومنع المرضى من العلاج فيه.

<  على أي خلفية جاء إعلان السلطة لحالة الطوارئ في الضالع وهل ما زال الحراك في الضالع سلمياً أم أنه دخل في سياق المواجهة المسلحة ؟

لقد جاء إعلان حالة الطوارئ من قبل نظام صنعاء في الضالع على إثر تصعيدنا للنضال السلمي والذي من خلاله وصلت قضيتنا كجنوبيين إلى الرأي العالمي وهيئات المجتمع الدولي والذي تمثل بعقد مؤتمرات عدة لمناقشة ما يجري على الساحة الجنوبية بما فيها مؤتمر لندن ومؤتمر الرياض ومؤتمر أبو ظبي القادم الأمر الذي أزعج نظام صنعاء وجعل رئيسه يظهر بتلك الحالة الهستيرية التي رآها عليه العالم أجمع، ما زلنا متمسكين بخيارنا المتمثل بالنضال السلمي رغم محاولة جر نظام صنعاء لأهلنا إلى مربع العنف الذي يريده ورغم تمسكنا بنضالنا السلمي إلا أن تمادي نظام صنعاء قد يدفعنا إلى الدفاع عن أرضنا وأنفسنا وأعراضنا بكافة الطرق والخيارات التي نراها في حينه.

< هل لديكم إحصاء دقيق لعدد المعتقلين منذُ إعلان حالة الطوارئ وإلى اللحظة؟

المعتقلون بالعشرات في الضالع ويزدادون كل يوم وبشكل وحشي وعشوائي وهمجي والذي طال كافة فئات المجتمع صغيرهم وكبيرهم.

<  قيام السلطة بقطع خدمات الهاتف على المحافظات الجنوبية ماذا تفسره؟

لا شك أن قطع الاتصالات يمثل أسلوباً من أساليب سلطة نظام صنعاء في التضييق على أبناء الجنوب وهو دليل ضعف من قبل ذلك النظام الذي سعى ويسعى إلى فرض مزيد من القيود على الحريات.. ولا أنسى أن أدين عبر صحيفتكم المستقلة ما تعرض له مكتب الجزيرة بصنعاء وهي القناة الحرة المستقلة التي تمثل الحقيقة بكل شفافية وحيادية وقد سبق لقوى ذلك النظام المتخلف بإغلاق ومصادرة صحيفة الأيام وسجن رئيس تحريرها المناضل الكبير الوالد الفاضل هشام با شراحيل وأولاده وربما قد تكون صحيفة المستقلة صحيفة النائب الحر القاضي أحمد سيف حاشد هي المستهدفة قادماً.

<  الرئيس أعلن مؤخراً عن تكليف لجان رسمية من قبل السلطة بالنزول لمحاورة قيادة الحراك الجنوبي وتلبية أي مطالب لهم تحت سقف الوحدة، هل سترحبون بذلك؟

أي حوار شاهدته أنت يا أخي كصحفي في الضالع خاصة والجنوب بشكل عام أليس حوار المدفع والدبابة والصاروخ والطائرة وفتح باب السجون والزج بأهلنا وأبنائنا فيها، إنها الحرب التي أعلنها في خطابه الأخير بأنه تفرغ بعد حرب صعدة للجنوب أما شعب الجنوب فقد حسم هذا الأمر فيما بينه بأنه لا حوار إلا بإشراف دولي وبزعامة السيد المناضل الرئيس علي سالم البيض.

< أيضاً كيف تقرأ ما قاله الرئيس من أن أعلام التشطير التي ترفع في الجنوب سوف تزول خلال الأسابيع القادمة؟

منذُ إعلانه في خطابه إحراق أعلام الجنوب وإلى اليوم مرت فترة أكثر من أسبوعين وما زالت أعلام الجنوب تزداد ويتزين بها ويكتسي حلتها الجنوب عامةً وعلم الجنوب قد حُفر في قلوب الصغار والكبار والنساء والرجال والأطفال من أبناء الجنوب ودعني أؤكد لك وعبر صحيفة المستقلة بأن علمنا سيبقى خفّاقاً في سماء الجنوب.

<  ما هو الجديد في برنامجكم السياسي والميداني؟

الجديد سيحمل مفاجآت كثيرة وكبيرة ومتنوعة داخلية وخارجية خلال الأيام القادمة تعجل بالنصر.

< ما هو تعليقك على الهدنة التي تمت مؤخراً بين الحكومة والشيخ الفضلي وكذا حرب البيانات الصادرة ضد الفضلي داخل الحراك على إثر ذلك؟

الشيخ طارق الفضلي رمز قيادي بارز من رموز الحراك الجنوبي وأياً كان الاتفاق الذي لم يؤكده الشيخ حتى الآن إلا أننا على ثقة بأن الشيخ طارق صامد صمود الجبال ساعياً بكل قدراته وطاقاته العقلية والبدنية وكافة إمكاناته المادية للوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه .

<  في حالة قامت السلطة بالمزيد من التصعيد العسكري على المحافظات الجنوبية ماذا سيكون موقفكم؟

لكل حدث حديث وخيارنا كما أوضحت لك سلمي ولكننا لن نبخل بالدفاع عن الأرض والعرض بالمهج والأرواح ونحن على ثقة بأن النصر حليفنا وهو قريب جداً بإذن الله تعالى ولا يضيع حق وراءه مطالب.

<  في ظل الأزمة السياسية القائمة بين السلطة والمعارضة وقوى الحراك، ترى هل يمكن أن يصل الثلاثة الأطراف إلى نقطة التقاء لاحتواء تلك الأزمة والخروج بالبلد من بوتقة الصراع الراهن؟

بالنسبة للأزمة التي تتحدث عنها بين سلطة صنعاء والمعارضة  فهذا أمر يخص الأخوة بالمعارضة أما بالنسبة لشعب الجنوب فقد حسم الأمر بالمضي نحو تحقيق أهدافه.

<  أليس من الأفضل أن يكون الحراك من أجل تصحيح الأوضاع بدلاً من العودة إلى نقطة الصفر والبدء بالنضال من أجل الوحدة من جديد؟

 في 1994م قام نظام صنعاء بشن الحرب على أرض وشعب الجنوب بالمدافع والدبابات والقضاء على كل مكونات دولتنا وقد انتهى اليوم الذي يستحيل معه نسيان وتجاوز الأرواح والشهداء ودماء الجرحى وأنين الثكالى وصراخ الأيتام وآلام المعتقلين وكل التضحيات التي قدمها شعب الجنوب من أجل الهدف النبيل المتمثل بالاستقلال.

<  كان والدكم بين أشهر الرموز الثورية والقيادية الداعية للوحدة، فما الذي حدث اليوم حتى نجد نجله يطالب بفك الارتباط؟

أخي يجب عليك أن تعلم انت وجميع القرّاء أن الوحدة التي كان يناضل والدي من أجلها وجميع أخوانه من المناضلين ومن ضمنهم السيد الرئيس علي سالم البيض ليست هذه الوحدة التي لا أجد لها اليوم ـ وأنا كما ذكرت نجل الشهيد علي شايع ـ عنواناً غير أنها وحدة الضم والإلحاق وطمس الهوية والآباء لو أنهم رأوا وشاهدوا ما يجري على أرض الجنوب الطاهرة اليوم ماذا تظن سوف يكون موقفهم.. سيكونون أول الملبين لنداء التخلص من ذل الاستعباد وسيسعون بكل جهدهم لنيل الحرية وأنا إنما استمد نضالي من الروح التي زرعها بداخلي والدي، روح التضحية من أجل الوطن والعيش بكرامة وعزة على كامل تراب الجنوب الحبيب.

<  يقال أنك انضممت إلى الحراك لأن السلطة لم تمنحك منصباً كتلك التي أعطيت لأمثالك من أبناء القادة السابقين؟

أولاً هل جميع المنطويين تحت لواء الحراك الجنوبي كانوا يبحثون عن مناصب فلمّا لم يحصلوا عليها التحقوا بركب الحراك أما بالنسبة لسؤالك فأنا واحد من أبناء الشعب الجنوبي الحر الذي لم يكن ذات يوم هدفي الحصول على منصب من المناصب التي تتحدث عنها من منصب رئيس أو نائب أو ما سواها لا يمكن لها أن تدمل تضحيات أبناء الجنوب، والله العار علي وعلى أمثالي أن نبتسم مجرّد ابتسامة واحدة في وجه نظام صنعاء وأهلنا يبكون دماً على أحوالهم في وطنهم وهم يرزحون تحت النيرانفمشروعنا الذي آمنت به مشروع الحرية أو الاستشهاد.

<  ما هي أصعب الموافق التي مرت على والدكم وعايشتها معه؟

أصعب المراحل التي عاشها والدي كانت بناء دولة الجنوب دولة النظام والقانون والأمن والاستقرار الذي يستظل تحت سقفها الجميع والتي سخّر لها ورفاقه كل قدراتهم وإمكاناتهم.

<  حالياً كيف تعيش أسرة الشهيد المناضل علي شايع هادي وهل هناك من رسائل تودون إيصالها إلى بعض الشخصيات في الحكومة وخارجها؟

أسرة الشهيد المناضل علي شايع هادي تعيش مثلها مثل كل الأسر الجنوبية الواقعة تحت هيمنة نظام صنعاء وإذا كان لابد من توجيه رسالة للأخوة الجنوبيين العاملين مع سلطة صنعاء أقول لهم كونوا على ثقة بأننا نعلم حقيقة ما تفكرون فيه ومتى ما قررتم فنحن في انتظاركم ولكن عليكم أن تعلموا أن أهلكم بكل مآسيهم يطالبون بسرعة اتخاذكم لقرار الأحرار لأنكم تنتمون لهذا الشعب الحر.

المصدر: صحيفة المستقلة

زر الذهاب إلى الأعلى