أرشيف

وفاء عبد الفتاح إسماعيل : شباب تعز أذهلوا العالم

فرع من ساق باسقة تحمل عبق الثورة التي لم تنطفئ جذوتها رغم ما ألحقته السياسة في حياة أسرتها التي حضرت فصلاً مهماً من فصول التاريخ الحديث.. لكنها الحقيقة.. حقيقة النضال بأي وجه من أوجهه المتعددة.. وكيف تغيب أو تتوارى عن المشهد الوطني من ارتضعت من (فتاح) تلك الحقيقة؟.. نعم (ذو يزن) وجه الثورة القادمعلى حد وصف (د. المقالح) لهوهو ذا يتجلى في جزء منه شخصية (وفاء) ابنته التي حملت رسالة المحاماة وكأنها تنفذ وصية أو تحقق حلماً كان يتمنى أن يراها تحققه في الدفاع عن حقوق المظلومين وحمايتها.. التقتها المستقلة فكان هذا الحوار الموجز..


حاورهــا / عدنان الجعفري



انفجر
الوضع في أبين وصنعاء وتعز فكيف تقرأين ما يجري على الساحة اليمنية ؟


.. الوضع في اليمن معقد جدا، ولابد من حلحلته وتفكيكه لما فيه من تناقضات، وهذا أمر يحتاج إلى وقت ليس بقصير، لكن اختيار الشعب اليوم للدولة المدنية، سيعمل على اندماج النسيج الاجتماعي، وسيعيد تشكيل فئات المجتمع وشرائحه بمنظور اجتماعي مدني حديث.



كيف
تفسرين موقف السلطة على ضوء ما يحدث اليوم ؟


موقف السلطة يمكن القول أنه عبارة عن لوحة ( سريالية) ربما، لا يفهم منها إلا المشاهد البصرية في لونين الأحمر والأسود، لأنها عجزت عن إيجاد دولة متعافية سياسيا إقتصاديا إجتماعيا وثقافيا.



ما
أسباب الأزمة اليمنية من وجهة نظرك ؟


.. ما يحدث اليوم ليس أزمة بل ثورة بدأت بحركة رفض شامل استطاعت فرض نفسها على الساحة الجغرافيا والسياسية، وربما انتهت بثورة عارمة، فهناك من يقول أنها ليست ثورة لأن الثورات لها نظرياتها الثورية، ولكني اعتقد أن الشباب بدأوا ينظمون أنفسهم حتى نظريا، ولو استرسلت معك في الحديث عما يؤلمنا مما آلت إليه الأمور والأحوال اليوم، يمكن القول أن مفهوم السلمية لا يتناسب مع مفهوم الثورة خصوصا في المجتمعات الاستبدادية، بعكس الدول التي يحتكم ساستها للديمقراطية أي أنها تطبق الديمقراطية إلى الحد الذي يخدم المواطنين، فلو أن أمر ما يحدث في اليمن اليوم قد وقع في أمريكا، لكانت السلطة قد قدمت استقالتها ورحلت على الفور، ولهذا ربما لم تعد فكرة الزحف نحو القصر مناسبة لإسقاط النظام، لأنه سيحدث أمر مأساوي.



الثورات
ترحل السلطات


ومن هنا نجد أن الشباب والشعب ومعهم المعارضة يعولون كثيرا على الضغط الخارجي لرحيل السلطة وتسليمها للمعارضة، بينما الثورات تجبر السلطات على الرحيل، عموما وما التسميات إلاّ من الأمور الشكلية ومهما دار حولها من خلاف فلا بأس فيه، لكن الأهم من هذا أن تعويل الجميع على الضغط الخارجي لتسليم السلطة، أمر مبرر، فإذا ما سارع الشباب إلى تشكيل مجلس انتقالي دون موافقة خارجية، ربما لن يحصل هذا المجلس على الاعتراف الدولي كما يحدث اليوم للمجلس الانتقالي في ليبيا.



إلى
أين تمضي الصراعات في اليمن وإلى أين تتجه السفينة؟


.. لابد أن نتفاءل بالخير لنجده –هذا أولا- أما الصراعات في اليمن أو في أي مكان بالعالم هي صراعات مصالح بالدرجة الأولى، وإذا كان الشعب قد أجمع على نبذ هذه الصراعات والتعايش بسلام، نتوقع أننا سنعيش باستقرار، وأول ما يجب أن نستعيده لتحقيق هذا الهدف هو استرجاع النص الدستوري الذي قامت عليه دولة الوحدة في عام 1990م وتم الاستفتاء عليه من الشعب عام 1991م في مادته الخاصة بالمساواة وهي 🙁 المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات بدون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو المذهب أو العقيدة) ، فهذه المادة تم حذف جزئها الثاني وهو الجنس أو اللون أو المذهب أو العقيدة، وربما كان هذا التعديل هو المقدمة التي استهدفت رفع الحماية الدستورية عن المواطنين للتنكيل بهم



استقلال
القرار



ما
هو الحل لهذا الوضع المتأزم من وجهة نظرك؟


.. هناك وضع شائك، لكني أرى أن الحرية والعدالة لا يمكن أن تتحقق بمعزل عن استقلال القرار السياسي دون تبعية لأية دولة أجنبية أو عربية، وأؤكد هنا أن الحل يستند على ثلاث مبادىء هي الحرية العدالة واستقلال القرار0 (هذا باختصار إجابة على سؤالك).



هل
القاعدة موجودة فعلاً في اليمن ؟


.. القاعدة (افتراضية)، تتواجد متى يراد لها أن توجد، والعكس صحيح،



هلا
تحدثينا عن النشاطات التي تمارسينها هذه الأيام؟


نشاطاتي قائمة على نشر كل الأحكام القضائية الجائرة التي حكم بها القضاء في عدن، لأن في ذلك عبث استهدافي، ونقدم للقارئ حقيقة ما يدمره القضاء عند نصرته للظالم على المظلوم، سواء للنفوذ أو المال أو غيره، ذلك لأننا نعلم أن الفساد في القضاء قد استشرى وهيئة التفتيش القضائي لا تقوم بعملها بشكل صحيح، نتيجة الفساد العام، ولهذا نعمل كعين على القضاء، للحد من صدور أحكام مجحفة بحقوق الناس، خصوصا هذه الأيام التي نعيشها والفوضى التي طالت كل شيء، لهذا نعرِّي أي حكم جائر مع ذكر المحكمة المصدرة له وتاريخه واسم القاضي إذا استدعى الأمر، ولا نعتبر هذا من باب التشهير ، لأن الأحكام في الأصل تصدر علانية وليس سرا.



أين
تقف وفاء عبد الفتاح مما يجري في الشارع اليمني وخصوصاً ثورة الشباب السلمية وقمع النظام لها؟


.. موقفي هو موقف الشباب الذين في الساحات وخصوصا شباب تعز الذين أذهلوا العالم ، ولهذا نحييهم عبركم، ونترحم على كل الشهداء ونسأل الله لأهلهم الصبر والسلوان، ونقول لهم هكذا تصنع الأمم أمجادها.



بماذا
تفسرين حادثة جامع النهدين ؟


.. هذه الواقعة-مسجد النهدين- لم يرد فيها حسب الرواية الرسمية ووكالات الأنباء العربية والأجنبية أي دليل على إثباتها، لكن ربما تكون مخرجاً لفض الاحتدام بين السلطة والمعارضة والشباب، مخرج يتناسب مع سيناريو الخارج للمرحلة القادمة، ولا تنسى أن الخارج ربما لم يجد بعد، من يلعب أدواره.



كلمة
أخيرة؟


أشكر صحيفة المستقلة على إجراء هذا الحوار.

زر الذهاب إلى الأعلى