أرشيف

المشرف على تصنيع عربات (جلال3) قيادي في التنظيم وهو نقيب في الحرس

متابعات- يبدو أن العلاقة بين تنظيم القاعدة ومسئولي الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية باتت حقيقة واقعية في اليمن، حيث تدعم الشواهد الجديدة الأقوال التي طالما تحدث بها السياسيون المحسوبون على المعارضة عند كل تضخيم إعلامي تقوم به السلطة لابتزاز الغرب والقوى الدولية الكبرى.

تؤكد المعلومات التي حصلنا عليها أن قيادات وعناصر في تنظيم القاعدة صارت تتبوأ مناصب قيادية وعسكرية رفيعة وخصوصاً في صفوف (قوات الحرس الجمهوري) التي يقودها نجل الرئيس الأكبر (أحمد علي عبد الله صالح)، بعد أن أتاحت قوات الحرس الفرصة أمام تلك العناصر للتوغل في مناصب حساسة، بل أنها تركت الباب مفتوحاً لتجنيد أعداد كبيرة من الشباب الذين تم ترشيحهم من قبل قيادات القاعدة
.

يمكن القول أن اتهام السلطة بعلاقتها المشينة مع التنظيم الجهادي المحظور يندرج في إطار المكايدات السياسية ليس إلا, غير أن وصول قيادي بارز والمطلوب رقم (1) للأجهزة الأمنية إلى منصب المشرف على عمليات التصنيع لآليات الحرس الجمهوري مدعاة للشك في إمكانية إخلاص تلك الوحدات العسكرية لجهود مكافحة الإرهاب
.

عند استعراض أنموذجا واحداً للقيادات التي كانت محسوبة على تنظيم القاعدة سندرك بجلاء التواطؤ والتنسيق المفضوح للأجهزة الأمنية والعسكرية مع العناصر القاعدة، فالمعلومات المؤكدة تشير إلى أن (حسن جلال) أحد قيادات القاعدة من أبناء محافظة مأرب حتى العام 2008م صار مشرفاً على تصنيع العربات المدرعة التي تعرف باسم (جلال 3) وتفاخر قوات الحرس الجمهوري بصناعتها المحلية مع أنها هيكل (تويوتا لاند كروزر) تم تدعيمها بصفائح مدرعة وكتب عليها صنع في اليمن
.

ووفقاً لمصادر وثيقة الاطلاع فإن (حسن جلال) أحد أبناء قبيلة عبيدة- كان من أبرز قياديي القاعدة في اليمن، وأطلق التنظيم عليه كنية (أبو علي المأربي) ليكون بمثابة الزعيم عقب مقتل (أبو علي الحارثي) وكان مطلوباً بتهم إيواء عناصر القاعدة الـ (23) الذي فروا من سجن الأمن السياسي في العام 2006م، وتهمة أخرى تتمثل في وقوفه وراء سفر الكثير من الشباب إلى العراق
.

عرفت قبائل مأرب (حسن جلال) كخبير بارز في صيانة الأسلحة المختلفة وكانت تستعين به لصيانة أسلحتها المختلفة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وقد أكسبه ذلك العمل خبرة واسعة في التركيب والتحديث ساهمت في اكتسابه الابتكار وتحديد نوعية السلاح والمتفجرات التي من المناسب استخدامها في عمليات القاعدة
.

ظل (حسن جلال) ضمن قائمة المطلوبين أمنياً حتى توسط له شيخ قبيلته وعضو مجلس الشورى الشيخ/ حمد بن علي جلال لدى الرئيس شخصياً بحسب تأكيد مصادر مطلعة، وتحدثت شخصيات مقربة من (حسن) أنه ترك التنظيم لمتابعة قضية (أخوه) الذي يقال إنه كان معتقل في سجن (أبو غريب) ببغداد، وكان شقيقة ضمن مجموعة من الشباب ساهم في إنجاح سفرهم إلى العراق مع عدد من المتهمين بالانتماء للتنظيم أمثال (ابن دوحه، وابن جميل، وابن جرادان) وهؤلاء عرفوا بأنهم قيادات التنظيم في مأرب قبل أن يلتقوا حتفهم في عملية عسكرية بمنطقة (الفتيخة) التابعة لمديرية مدغل في أغسطس من العام 2007م الماضي
.

أصبح (أبو علي المأربي) ضابطاً مهماً برتبه (نقيب) في صفوف الحرس الجمهوري، وقام باختيار مجاميع من الشباب وتجنيدهم في الحرس، ومؤخراً تم اختياره عضواً في لجنة التحقيق الخاصة بحادثة جامع النهدين التي استهدفت رئيس الجمهورية وقيادات الدولة، وهذا التحول ربما يكون ناتج عن تخلي (حسن) بشكل مؤقت عن تنظيم القاعدة، غير أن الأخير لم يصدر موقفًا رسميًا حول حليفة السابق وما إذا كان ضمن قائمة العملاء وخونة التنظيم
.

التناولة الصحفية أعلاه لا تعدو عن كونها محاولة لإطلاع الرأي العام على ما يدور وراء الكواليس بين قيادات القاعدة وقيادات أمنية وعسكرية تسعى لفرض نفوذها حتى ولو على حساب الوطن وأمنه واستقراره، بل إن المرحلة القادمة ستشهد قيام تلك القيادات العسكرية والقاعدية بتشكيل خلايا إرهابية لاستهداف قيادات المعارضة وشباب الثورة وستستفيد أجهزة النفوذ العسكري من تجارب تلك العناصر القاعدية لتنفيذ خططها بإتقان، وقد ظهر هذا الأمر جلياً في خطاب ما يسمى بكتائب (الثأر لليمن والرئيس صالح) التي يعتقد أنه يقف وراءها جهاز الأمن القومي والأجهزة التابعة لأبناء وأقارب الرئيس .


————–


المصدر: صحيفة إيلاف اليمنية

زر الذهاب إلى الأعلى