أرشيف

خطاب الرئيس يضرب عرض الحائط بكل التحليلات السياسية

يمنات ـ تقرير محمد غالب غزوان


” سنقابل التحدي بالتحدي ” هكذا قال الرئيس علي عبد الله صالح في أول خطاب له وقبل أن يتماثل للشفاء .. أطل علينا متحديا وفي نفس التاريخ 7-7 ليذكرنا وبتعمد مقصود بما عرف بالنصر على الجنوب .. ولكن الأهم في الموضوع أن خطاب الرئيس ضرب عرض الحائط بكل التحليلات السياسية التي تناولتها العديد من وسائل الإعلام العالمية والمحلية.. فمن خلال كلمته القصيرة أشار بوضوح بأن موقفه لم يتغير بعد من الثوره الشبابية وان عملية قبوله للمبادرة الخليجية مازالت مرفوضه تماما حيث دعا للحوار في إطار دستور الجمهورية اليمنية والذي بموجبه يبقي صالح رئيسا لليمن حتى عام” 2013 ”


لقد كان ضن كثير من المحللين أن موقف الرئيس سيتراجع بعد حادث مسجد النهدين فيما توقعات الناس البسطاء في اليمن كانت أكثر صوابا ومقاربة حيث كانوا يطرحون أن الرئيس إن تعافى من جروحه وإصاباته سيكون أكثر تعنت وصلابة في عدم القبول بالتنحي من الحكم لصالح بيت الأحمر وصديقه وشريكه علي محسن وانه سيتعامل مع الثورة بعقلية القبيلي تصر على إخضاع علي محسن لسلطته أو التحكيم ما لم فسيواصل القتال مع أسرة بيت الأحمر وعلي محسن للي عنق الثورة بعد أن قبل الثوار بأن يكون علي محسن من ضمنهم، وكذلك آل الأحمر ، لتتحول الثورة إلى مجرد صراع بين اسرتين كانتا شريكتين في الحروب والغنائم ..


” نكته سمجه “


المبادرة الخليجية لم تكن سوى نكته سمجه في نظر الرئيس صالح .. فهو الأكثر اطلاع بما تحتويه العباءه السعودية من العناصر اليمانية الذي هو احد افراد تلك العباءه ولكنه أكثر المغضوبين عليه من العباءه بسبب انه يتلاعب بأنتهازية على بعض العهود السعودية ولكن لصالحه وليس من اجل الشعب .


والسعودية تدخلها السريع في اليمن هو من اجل احتواء الوضع في اليمن وإفشال الثورة من خلال الحفاظ على النظام ورحيل الرئيس ويحل بدلا عنه شخص أكثر طاعة للبلاط السعودي حتى وان نصت المبادرة على مغادرة الرئيس وأبناءه وابناء الأحمر وعلي محسن ولكن من سيتمكنون من زمام الحكم هم قادرين على اصدار قرار حكومي لاحق فيما بعد يسمح بعودة الجميع الى وطنهم اليمن كحق دستوري وشرعي وانساني بينما هناك ستكون قضايا في المحاكم على الرئيس وابناؤه التي ستتحول الى عائق في طريق عودته وبالتالي سيتمكن آل الأحمر وعلي محسن من الصعود الى موقع القرار وربما كراسي الحكم.. فالمبادرة الخليجية ذات الرغبة السعودية تحقق للسعودية مصالحها وتعتبر المبادرة مجرد تكتيك سياسي سعودي لدعم اتباعها الأكثر اخلاصا من الرئيس صالح الذي بمعونة هؤلاء الأتباع نفذوا مهمات قذرة لصالح آل سعود.


” التحليلات السياسية “


تحدثت الكثير من التحليلات السياسية أن عهد حكم صالح انتهى وانه يعيش حاليا في السعوديه اشبه بمن هو تحت الأقامة الجبرية ولم يتبق سوى بعض التسويات لنقل الحكم .. لكن كل المعطيات في الواقع كانت نتائجها بغير المتوقع .. فالرئيس بقائه في السعوديه لم يكن اقامة جبريه بل ضيف تقدم له وجبات العلاج واعادة ترميمه بينما حال الثورة في الداخل تكفل علي محسن ” بترقيدها ” واعاقتها من مواصلة زخمها الثوري وتفويت الفرصة والحيلولة دون إنجاز الثورة وتحقيق أهدافها الأهم ..


كذلك أحزاب اللقاء المشترك بنشوة الفرحة اخذت تتحدث مع عبد ربه منصور وهي تلصق به صفة الرئيس بالإنابة أو القائم بأعمال الرئيس .. تلك الصفة التي لم يسعِ لها عبد ربه الذي وصاه الرئيس قبل مغادرته ان يرعى اولاده والبلاد حتى عودته وكأنه يوجه بضيعه من املاكه الخاصة ، والرجل تقبل الأمر بكل إخلاص وعلى نهج تلك الوصية عمل ، وهذا ما يؤكده خطاب الرئيس الأخير الذي لم يشر الى نقل سلطته لنائبه وتحدث بنبرة الرئيس الشرعي للبلاد وتؤكده تصرفات النائب الذي لم يتجاوب مع الصفة التي أرادت أحزاب اللقاء المشترك إلصاقها به وهتف لها بعض التابعين لهم في صفوف الثوار.


” الفرصه “


الفرصة الذهبية التي كانت سانحة للثوار في انجاز ثورتهم بوقت اسرع وخسائر اقل تلاشت ولم تعد سانحة بنفس تلك المميزات لإن الثوره أقتصرت على فرحة بالحادث الذي استهدف الرئيس بينما أخذت مجاميع ظلامية جاءت من رحم السلطة تتقدم الصفوف .. وبطريقة مقصودة عقدت لقاءات بالسفراء للدول المؤثرة مثل لقاء السفير الأمريكي بعلي محسن وحميد الأحمر وغيرهم من اجل الأيحاء للشعب بأن هؤلاء هم البديل لصالح وعليه تلاشى بريق الثورة .. إضافة أن كل المحافظات التي سقطت من سيطرة السلطة لم تسقط بأيدي الشباب الثوار بل بأيدي الجماعات المسلحة .. ولهذا قدمت الثورة الشبابية نفسها على انها مجرد خيام للنوم وتناول الغداء إن توفرت من الجهات التي تحكمت بالثورة.


” الضد “


هناك مثل يمني يقول ” مازاد عن حدة أقتلب ضدة ” فالثورة الشبابية تدخل اليوم شهرها السادس وهناك مؤشرات على ان شهر رمضان سوف يكون من اشهر الأعتصام .. يعني تسعة أشهر ستكتمل والثوره لم تنجز اهدافها وهذه الفتره ستكون كافية لشفاء الرئيس تماما مالم يصب بأي انتكاسة ، وعودته ستؤدي إلى نكسة للثورة وأيضا سترفع عدد أنصاره بعد الفشل الذي وقعت به ثورة الشباب التي ثارت ضد الرئيس وخضعت لشخصيات هي منه وأشد بشاعة مع التقدير للشخصيات الوطنية التي تم بطريقة مقصودة ان تكون في الهامش ولم ينصرها الثوار ايضا.


” ثورة ثورة “


لايعني هذا التقرير التحليلي ان الثورة قد اجهضت وانما يعني انها في خطر والخطر الأشد من الداخل ومن الشلة التي تحاول تتطهر من رجسها بنقاوة الثوار الأحرار من الشباب وعلى الشباب ان يحسموا موقفهم تجاه ثورتهم بسرعة وانقاذها وتطهيرها قبل ان تتراكم العقبات والموانع امام طريقها فيصعب انجازها.

زر الذهاب إلى الأعلى