أرشيف

الثائر قاسم الجعشني: كما رفضنا عبودية “صالح” سنرفض عبودية “الإصلاح”

 


الجعشني: اعتدوا عليّ بالضرب والشتم، ومنعوا عني الطعام، وأخذوا “جنبيتي”، وبصموني في غرفة مغلقة



“المستقلة”، و”يمنات”- خاص
 


اسمه قاسم قائد قاسم الجعشني، حضر إلى مقر منظمة التغيير وهو يتأبط الحزن ويتشح القهر فجلس يتذكر ذلك الحماس الذي بدأت به الثورة وكيف شارك مع الشباب في إشعالها.. لكنه جر نهدة عميقة من أعماق صدره واستطرد قائلاً:



نحن من مهجري الجعاشن.. خيمنا أمام جامع الجامعة ضد ظلم شيخ الجعاشن، وكنا أول الثوار في الثورة الشبابية لأننا أدركنا بأن النظام  الفاسد هو الذي يدعم الشيخ/ محمد أحمد منصور.. وفي بداية الثورة كنا في المقدمة وتعرضنا لاعتداءات البلاطجة وجرى اعتقالنا من أمام ساحة الجامعة واقتادونا إلى أقسام الشرطة، وتجاوزنا كل هذا وأكثر، وعدنا إلى ساحة التغيير لمواصلة النضال وخرجنا في المسيرات والمظاهرات، غير أنني فوجئت بعد شهرين من بداية الثورة وأثناء ذهابي لاستلام وجبة الغداء رفضهم إعطائي الطعام فقلت لأطفالي بجواري: هيا لنذهب نبحث عن عُلب الماء الفارغة لنبيعهن ونشتري غداء، فسمعوني وقالوا هذا بلطجي واعتدوا علينا، وقد شاهدت رجلاً ملتحياً يرميني بحجر وقال هذا بلطجي احذروه، وحين سمع أطفالي كلامه خافوا علي وصاحوا فتجمع الشباب ومنعوهم من مواصلة ضربي، فذهبت بعدها إلى الأستاذة توكل كرمان وشكيت لها ما حدث لي، فحضرت إلى المطبخ للاستفسار عن سبب الاعتداء فبرروا اعتدائهم بعذر غير مقنع فاستنكرت توكل ذلك العمل.. ثم قمت بتقديم شكوى إلى الأخ محمد الخربي أمين سر الوحدوي الناصري، ولكن دون جدوى..



وفي يوم الاثنين 27 /6 /2011م وأنا أمام المنصة في ساحة التغيير كنت أردد شعار “يا حمادة ويا خالد ارحلوا بعد الوالد” فوقف لي أحد (المطاوعة) في الساحة وقال أنت محرض.. اذهب إلى أمام الرئاسة وصيّح هناك بما تشاء.. فقلت له هذه ساحة التغيير وقد اعتدنا على ترديد الشعارات هنا ونخرج بمسيرات جماعية لا فردية فأجابني قائلاً: أنتم من الأمن القومي وبقايا بلاطجة. فقلت له نحن من أول الثوار وليس بلاطجة والكل يعرف مهجري الجعاشن.. حينها تجمع عدد من شباب حزب  الإصلاح وبدؤوا بتوجيه الإهانات لي اعتدوا عليّ بالسب والشتم والتجريح فتدخل بعض الشباب المستقل وقالوا لي لا تناقش هؤلاء..
 


بعد أن مشيت من المكان التقيت أحد الإصلاحيين وهو معروف بالنسبة لي وهو عضو في اللجنة المسجدية ويعمل في جمعية الإصلاح الخيرية فتناقشت معه وهو غير متعصب وأثناء النقاش هجم عليّ اثنان من شباب الإصلاح واعتدوا علي بالضرب أمام ذلك الرجل، فحاول منعهم فأخذوني بالقوة إلى اللجنة الأمنية وأخذوا “جنبيتي” وحاولوا إخفائها، وبعدها طلبوا مني كتابة التزام فرفضت ذلك، بعد أن أدخلوني غرفة مغلقة فتقدم نحوي أحدهم وبيده عصا وقدم لي الالتزام والبصمة وأمرني بالتوقيع والبصم وكأنه يخيرني بين الضرب والبصم على الالتزام، فسألته عن غرمائي الذين اعتدوا علي فقال هم في المعتقل فاخترت أن أوقع وأبصم لتفادي مزيداً من الضرب، وحين خرجت وجدت غرمائي وهم طلقاء في الساحة، فعدت إلى اللجنة الأمنية أنا ومجموعة من الشباب فسألتهم لماذا غرمائي في الساحة وأنتم قلتم أنهم في المعتقل؟ فأجابوني بأنهم من اللجنة الأمنية ولا يمكن أن نفعل بهم شيئاً، وهذا عملهم وبدؤوا أعضاء الإصلاح الموجودون في اللجنة يكيلون لي التهم والشتائم ولم يقبلوا مني أي كلام وكأن أولئك المعتدين ملائكة، وسمعت أحد المطاوعة يقول لي: أما يكفيكم يا ابني أن الإصلاح منذ خمسة أشهر يطعمكم لوجه الله.. فقلت له من الذي ينفق من جيبه؟ هذا دعم يأتي للثوار ولم يخصص للإصلاحيين فقط. رغم أن طعام الإصلاحيين طعاماً خاصًاً ونحن نأكل البقايا.. وحين يعجزون عن الرد يقومون بتكفير الآخر وهذا سلاحهم.

زر الذهاب إلى الأعلى