أرشيف

الجوف ساحة صراع بين حلفاء الثورة

تشهد محافظة الجوف اليمنية مواجهات مسلحة بين جماعة الحوثي (ومعقلها محافظة صعدة) ومجاميع قبلية تنتمي إلى حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، قتل فيها العشرات، وتجري بين طرفين يؤيدان الثورة السلمية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

واللافت أن الجوف من أوائل المحافظات التي سقطت بأيدي القوى المؤيدة للثورة السلمية، حيث باتت جميع المرافق الحكومية والأمنية ومعسكرات الجيش تحت سيطرة قبائل وأحزاب معارضة.

وأفادت مصادر قبلية للجزيرة نت باستمرار المواجهات في الجانب الغربي من المحافظة المجاورة لصعدة، وقد سقط فيها منذ بداية الأسبوع نحو 40 قتيلا من جماعة الحوثي وخمسة من المسلحين المحسوبين على القوى المؤيدة للثورة السلمية.

وقال متحدث باسم الحوثيين للجزيرة نت إن الوضع حاليا هادئ، لكن القتال قد يشتعل في أي لحظة.

بقايا النظام
وفي اتصال مع الجزيرة نت من صعدة قال أبو هاشم الحوثي إن سبب المشكلة قيام “بقايا النظام بالسيطرة على معسكر اللواء 115، وقطعهم الطريق وإقلاق السكينة العامة، ونصب الكمائن”.

ونفى أبو هاشم اتهامات بأن يكون الحوثيون يحاولون التوسع في الجوف والسيطرة عليها، وقال “نحن نواجه الاعتداء بالدفاع عن النفس”.

وكان الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام تحدث عن قتال ضد “عناصر محسوبة على السعودية ونظام الرئيس صالح”، نافيا أن يكون اللقاء المشترك أو حزب الإصلاح طرفا في المواجهات.

اتهامات للحوثيين
لكن رئيس حزب الإصلاح في الجوف عبد الحميد عامر تحدث للجزيرة نت هاتفيا عن قتال ضد حوثيين هاجموا معسكر اللواء 115 وحاولوا سلب ونهب معداته وأسلحته، وحاولوا التوسع داخل المحافظة التي سقطت بأيدي القوى المؤيدة للثورة، وقال إن “القتال مستمر منذ خمسة أشهر”.

وقال إن المعارضة بما فيها الإصلاح تسيطر على الجوف كاملة منذ خمسة أشهر، بما في ذلك معسكر اللواء 115 بمعداته وأسلحته، وهي تقوم بحمايته من السلب والنهب.

وأضاف “أبناء الجوف من القوى السياسية والمذهبية كافة، يقفون ضد اعتداءات مسلحي الحوثيين”، الذين اتهمهم بقتل رئيس أحزاب المشترك بالجوف الشيخ محمد صالح حزام وبعض مرافقيه في كمين نصبوه له بينما كان يتوسط لوقف القتال.

واعتبر مسؤول الإصلاح أن الحوثيين يحاولون اجتثاث المعارضة من الجوف، وأن جميع أبناء المحافظة يرونهم “غزاة” معتدين، فهم “يأتون من صعدة ومناطق أخرى مدججين بالسلاح للاعتداء على أبناء المحافظة”.

أطراف بالسلطة
لكن عامر لم يستبعد أن تكون أطراف في السلطة ومؤتمر الشعب العام الحاكم تستغل الأحداث لإشغال القوى المؤيدة للثورة، واتهم جهاز الأمن القومي بتمويل وتسليح الحوثيين.

وسخر من اتهامات الحوثيين بوقوف السعودية وراء الإصلاح وقال “لا علاقة لنا بالسعودية مطلقا.. نحن قوى مؤيدة للثورة السلمية، ونضالنا سلمي، وقمنا بالحفاظ على معسكرات الجيش ومؤسسات الدولة بالمحافظة، ولدينا استعداد لتسليم المعسكرات والمرافق الحكومية إلى الثوار”.

واتهم الحوثيين بنكث اتفاق توصلت إليه لجنة وساطة من اللقاء المشترك قبل أسبوعين رغم توقيعهم عليه، بعد أن ركز على إزالة النقاط المسلحة، ووقف القتال، وتسليم جميع المعسكرات والمناطق الأمنية للقوات الموالية للثورة، وتشكيل لجنة من جميع القوى السياسية لإدارة الجوف.

ولفت إلى أن الحوثيين يسيطرون على المنطقة الأمنية الثانية في الصفراء (حيث توجد كتيبتان من اللواء 115) وعلى المجمعات الأمنية والحكومية في مديريات المراشي والزاهر، ويحتلون أكثر من 53 منشأة حكومية من مدارس ومجمعات صحية ومرافق إدارية.

تآمر على الثورة
وقال مسؤول الحزب الاشتراكي بالجوف الشيخ محمد راكان في اتصال مع الجزيرة نت “هناك من يتآمر على أبناء محافظة الجوف، ويسعى لإدخالهم في صراعات مسلحة وقتال مع الحوثيين”.

واعتبر راكان أن هدف إشعال صراع الإصلاحيين والحوثيين تنازعُ الطرفين وإفشالهم، خاصة أن الجوف باتت تحت سيطرة القوى والقبائل المؤيدة للثورة السلمية منذ خمسة أشهر.

كما دعا شباب الثورة إلى الحسم الثوري السلمي باعتباره الطريق الأفضل لإسقاط بقايا نظام صالح، ويجنب البلاد حروبا وصراعات كثيرة.

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى