محاكمة مبارك تزيد اليمنيين إصراراً على التمسك بالحسم الثوري

في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية، إلا أن معظم اليمنيين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح تابعوا كغيرهم من مواطني الدول العربية أول جلسة علنية لمحاكمة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي وعدد من المسؤولين بتهمة قتل المتظاهرين في الثورة الشعبية .

وتوعد الثوار المحتجون الرئيس صالح وبقايا نظامه بمحاكمته جراء الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب اليمني، متمنين أن تكون محاكمة مبارك درساً وعبرة لهم لوقف تلك الجرائم التي مازالوا يمارسونها ضد الشعب المطالب برحيلهم .

وأكد ثوار ساحة التغيير ل”الخليج” أن محاكمة الرئيس المخلوع مبارك ونجليه زادتهم إصراراً على الحسم الثوري بالوسائل السلمية كافة لإسقاط ومحاكمة الرئيس صالح، الذي يتلقى العلاج في الرياض مع عدد من المسؤولين منذ الرابع من شهر يونيو الماضي .

وقالت الثائرة من ساحة الحرية بتعز ريم الشامي إن محاكمة مبارك تجعل الثوار في اليمن يؤكدون أن الحل لنجاح ثورتهم يكمن في الحسم الثوري خوفا من إجهاضها، مشيرة إلى أن المصريين أنجزوا ثورتهم بنجاح، وأن ثورة اليمن نجحت في إفشال مشروع التوريث والحكم العائلي وبقيت محاكمة وإسقاط النظام وبقايا رموزه الذين يفرضون العقاب الجماعي على الشعب اليمني .

ويعتقد الصحافي رشاد الشرعبي، الذي يعمل بالمركز الإعلامي للثورة الشعبية، أن “الصورة التي ظهر بها مبارك ونجلاه ومساعدوه يمكن أن تكون درساً وعبرة لمن يعتبر من الرؤساء العرب الذين مازالوا يرتكبون الجرائم ضد شعوبهم ومنهم الرئيس اليمني صالح وأقاربه” . وتمنى أن تكون تلك المحاكمة عبرة لمن بقي يقتل أبناء شعبه ويمارس الجرائم . وقال: “لا نتمنى أن تكون دافعاً لمزيد من التصلب والتقتيل وارتكاب الجرائم بحق الشعوب في اليمن وسوريا وليبيا”، مشيراً إلى أن محاكمة مبارك فيها رمزية على نجاح الثورة المصرية في تحقيق أهم أهدافها بمحاكمة رموز النظام المخلوع . وقال: “أدعو شباب مصر للتوقف عند ذلك وإغلاق ملف التطهير الثوري لفتح صفحة جديدة وإنهاء حالة التصفية والانتقام وبدء مرحلة جديدة من سيادة القانون والدولة الديمقراطية التي يتساوى فيها المواطنون، وهو ما ندعو إليه في اليمن ونحرص عليه” .

أما الناشط الحقوقي موسي النمراني فإنه يرى أن محاكمة مبارك تمثل للثوار في ساحات التغيير المطالبين بإسقاط النظام رافداً معنوياً للاستمرار في النضال حتى تحقيق أهدافهم أسوة بزملائهم الثوار في بقية أقطار العالم .

وينظر الشاب في ساحة التغيير وليد العديني إلى محاكمة مبارك من منظورين، الأول ايجابي بأن الشعب استطاع إيصال الرئيس المخلوع إلى قفص الاتهام ومحاكمته وما يجعل الثوار اليمنيين يزيدون إصرارا على مواصلة ثورتهم السلمية للحاق بإخوتهم المصريين وما وصلوا إليه من نتائج ونجاح في ثورتهم . لكنه من ناحية سلبية يقول إن المحاكمة قد تجعل صالح وبقايا نظامه يستخدمون القوة العسكرية لكيلا يصلوا إلى ما وصل إليه مبارك ونظامه، لتدخل البلاد في حرب أهلية، معتبراً رفض صالح وبقايا نظامه توقيع المبادرة الخليجية أكبر دليل على توجههم إلى العنف المسلح .

وقال عضو المركز الإعلامي للثورة الشبابية الشعبية في ساحة التغيير بصنعاء منصور عبدالله إن مشاهد مجريات الثورة المصرية سوف تشكل نموذجاً عملياً سار وفق مقاييس الثورات ابتداء بالسقوط وانتهاء بالمحاكمة، مشيرا إلى أن محاكمة مبارك وأولاده تعد علامة فارقة ونقلة نوعية بمنحنى 180 درجة ؛ وتوعد الشاب نصر العماري الرئيس صالح ونظامه بأن يكون مصيره مصير مبارك ونظامه . وقال: “هذه رسالة للرئيس صالح وبقية نظامه الذين يستخدمون العنف ضد الثورة الشعبية السلمية رافضين الرحيل”، مؤكداً أن مصيرهم سيكون نفس ما ظهر به مبارك فوق سرير المرض ونجلاه يحاولان حجب عدسات الكاميرا التي كانت ترصد نهاية حقبة أنهاها الشعب المصري بثورة شاملة وكاملة .