أرشيف

اليمن.. تداعيات الأوضاع تحد من السهرات

السهرات الجماعية الرمضانية التي اعتاد عليها اليمنيون خلال الشهر الفضيل تأثرت هذا العام إلى حد كبير بالأوضاع التي تشهدها البلاد وما نتج عنها من تداعيات.

فالانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي في جميع المدن والقرى اليمنية وارتفاع أسعار الوقود لم تثن اليمنيين عن ولعهم بالسمر الرمضاني الذي يتنادوا إليه من أجل قضاء وقت خلال ساعات الليل مع أصدقائهم وجيرانهم، فالظلام الدامس الذي يلف الأحياء جراء انقطاع الكهرباء أبقى الكثيرين في منازلهم خشية من طارئ أو مكروه يتعرضون إليه ويقول: الصحافي اليمني المعروف عبدالرحيم محسن ليس بسبب الظلام وحده الذي يلف الشوارع اليمنية يفضل الناس البقاء في منازلهم، وإنما أيضاً أجواء الحرب ومخاوف اندلاعها في أي لحظة ألزمت الكثير من اليمنيين البقاء في منازلهم خلال ساعات الليل.

وعلى خلاف كل عام اختفت الكثير من الوجوه التي اعتادت ارتياد المقاهي المألوفة، ويقول وضاح الشيباني نادل في مقهى الشيباني الشهير في العاصمة صنعاء، والذي يرتاده الصحافيون والمحامون والكتاب والموظفون: العديد من الأشخاص الذين كانوا يقصدون المقهى في مثل هذا الوقت من كل عام انقطعوا عنا هذه السنة بشكل مفاجئ ومثير للدهشة، مرجعاً غيابهم إلى القلق من الأوضاع التي تمر بها البلاد وارتفاع كلفة المواصلات والنقل.

من جهته المحامي رافع الشبوطي يرى أن الشوارع تعج بضوضاء أصوات المولدات الكهربائية المنتشرة أمام أرصفة المحلات التجارية نافثة دخاناً لوث الأجواء إلى الحد الذي يشكل إزعاجاً للمارة ويضايق مرورهم على الأرصفة المخصصة للراجلين والمشاة.

في بعض الأحياء الفقيرة والقرى النائية خاصة التي تضيق فيها فرص تزكية الوقت في البيوت بادر البعض من الميسورين إلى المحافظة على تقليد السمر الرمضاني بتوفيره مولد كهربائي لكن ذلك السمر لا يدوم سوى ساعات أقل من المعتاد بسبب ارتفاع ثمن البنزين والديزل.

زر الذهاب إلى الأعلى