أرشيف

اليمانيون بحاجة إلى حلول تأريخيه لاترقيعية ـ بقلم : د.دحان النحار

على مدى نصف قرن من الزمن ونحن نبحث عن هويه لدولتنا الوطنيه في دهاليز الطائفيه والشطريه والديكتاتوريه والفرديه دون ان نصل إلى نتيجة واقعية تخرجنا من هذه الدوامه وتظمن لنا وللأ جيال القادمة الحد الأدنى من الإستقرار السياسي والإجتماعي.

 

قلنا بأننا انتصرنا لثورة شعبية ذات هوية وطنية وقوميه وإنسانيه ولى فيها حكم الفرد والطائفة إلى غير رجعة وإذ بنا بعد سنوات معدودة من عمرها نحكم بالفردية بل وبالأسرية الجهويه الضيقة التي أختفت معها المفاهيم الوطنية والقومية والإنسانية من قاموسنا السياسي والوطني وكأن الثورة لم تقم ضد شكل الحكم هذا , بل قامت لتنقله من يد أولئك الحكام الظالمين إلى يد حكاما أظلم منهم ,الوطن في قاموسهم يساوي رقعة ارض يغتصبوها بواسطة القوة والإفساد, والمواطن ليس أكثر من مستعبد يحرثها و ويعتاش من فتاتها المسموح به فقط.


وفي الجانب الآخر اردنا ثورة شعبية وطنية وقومية و أممية توفر الرفاهية للجميع حيث لا يوجد فيها لا جائع ولا ضائع توحد الشتات من مشيخات وإمارات ومن ثم الأمة وعندها نستعيد أمجاد إمبراطوريات سباء وحمير وننشر خيرنا وتحررنا إلى كل قارات العالم, وفجأة إذ بنا نتقاتل ونأكل بعضنا البعض تحت مسميات رجعية و إنتهازية وزمرة و قبائل والنتيجة عدم الإستقرار الذي بدا مستحيلا ناهيك عن فقدان الرفاهية والمساواة اللتان حلم بهما الثوار والشعب على حدا سوى.


تحقق الحلم الوحدوي, وقلنا بأننا قد وجدنا ضالتنا وبأن الحكمة اليمانية قد تغلبت , سنأخذ بالأفضل من تجارب الشطرين ونوحد الجهود والثروة ونبني دولة الحلم اليمني بل والعربي التي ينعم بها الجميع بالمحبة والمواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص والشخص المناسب في المكان المناسب وفيها الديمقراطية هيا وسيلتنا الوحيده لتداول السلطه ولم نكن نشك بأن هناك طرفا يضمر لها شرا وبها فقط اراد توسيع دائرة الفيد لنهب ما تبقى من ثروة الوطن وفرض مملكته الفاسده بالقوة على كل التراب الوطني , حيث تم إستباحة الحق العام والخاص والتخلص من شركاء الوحدة بحجة توفير الإستقرار بالدمج القسري لتوطيد دعائمها الذي كانة نتيجته بالنهايه فشل مشروع الوحدة الطوعية ودولتها واصبح الوطن على مهب الريح فلا وحدة ترسخة ولا إستقرار حصل ولا تنمية تحققة, الدمج أ صبح إحتلال وقهر للإنسان مما دفع البعض للمطالبة بفك الإرتباط للخروج من هذه الدوامة اللتي فاقمة معاناة الناس وأقلقة أمنهم وكدرة عيشهم وسدة كل أفق للمستقبل المنشود.


بداء الجنوبيون في 2007ثورتهم السلمية بعد ان رفضت كل مطالبهم الإصلاحية السلمية لمسار الوحده ,ولم يكن الشماليون قد نضجوا بعد للإلتحاق بالثورة وظلت الفكره تختمر في المجتمع حتى لاحت فرص الثورة السلمية في 2011 بعد ان طفح الكيل بكل اليمنيين وبالذات الشباب الطامح من اجل إسقاط النظام الفاسد وقيام الدولة المدنية التي تكفل المواطنة المتساوية وترفض العنف وتستوعب كل أبناء الوطن شماله وجنوبه وتعيد السلطه إليهم. ولكن هذه المرة المعطيات قد أختلفت بالرغم من إجماع الكل على ضرورة إسقاط النظام, إلا ان فريقا من أبناء الجنوب يرون بأن الحل التأريخي لإشكالية الدولة في اليمن يكمن في فك الإرتباط وأن الفوارق في الوعي المدني والإجتماعي يختلف من شطر لآخر مما يقتضي فك الإرتباط, وآخرون منهم يرون ضرورة إعلدة الإعتبار للوحده عن طريق فيدراليه لإقليمين في دولة إتحاديه واحده إختياريه لا مكان فيها لهيمنة فئة على أخرى, وهناك من الشماليين من يرى بأنه بزوال نظام علي صالح سيزول الظلم الذي لحق بالشماليين والجنوبيين فلا داعي للفدراليه التي ستكون مقدمه لفك الإرتباط (الإنفصال) إن تحققة ناهيك عن رفضهم المطلق لفك الإرتباط.


في ضؤ هذه التباينات في الرؤى والمواقف من فك الإرتباط إلى وحده فدراليه ووحده إندماجيه ,وعلى ضؤ تجارب الدولة الشطرية الفاشلة ودولة الوحدة الإندماجية الإختيارية والقسرية الفاشلة أيضا هل توجد لدينا الحكمة والجرئة للبحث عن مخرج تأريخي لا ترقيعي لإشكالية الوحده؟ مخرج يرضي الجميع ويحافظ على وحدتنا في ظل التعددية الثقافية والسياسية والحفاظ على مصالح كل الأطراف وعلى الشراكة الفعلية في الوطن وإدارته المستقبلية بعيدا عن التشكيك والحرص على الوحدة المبالغ فيه من طرف واحد؟ أو عدم إمكانية التعايش في دولة ديمقراطية مرنة تكفل الخصوصيات في الإدارة والثقافة؟

 

هذا ما أتمنى أن تجيب عليه كل القوى السياسيه والإجتماعيه بعيدا عن الإنفعالات وردود الأفعال العاطفيه والإنفعاليه والنظر بواقعية إلى المستقبل المشترك الذي يخدم مصالح الأجيال القادمه ويجنبنا تحمل وزر بعثرة الوطن والشعب وتقزيم مستقبلهما تحت مبرر الحرص على إستعادة حقوقهما المسلوبه أو الحفاظ على وحدتهما عن طريق الإكراه.


د.دحان النجار الولايات المتحده

 [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى