أرشيف

عدسة الكاميرا.. سلاح السعوديين الجديد للتشهير بمسؤولين

أثرت عدد من مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي على كثير من المسؤولين في السعودية، وعلى إثر تلك المقاطع تدخلت جهات مسؤولة إما بلجان تحقيق أو إقالات، في دليل قوي على مدى تأثيرها على الرأي العام السعودي.

 

آخر القضايا التي بسببها شكل أمير منطقة عسير (جنوب المملكة) الأمير فيصل بن خالد لجنة تحقيق كان بسبب مقطع ظهر خلاله أمين منطقة عسير إبراهيم الخليل وهو ينهر ويطرد احد المواطنين بعدما طالب المواطن ببعض الخدمات الأساسية اللتي تنقصه في محافظة المجاردة التابعة لمنطقة عسير.

 

أكد الأمير فيصل في تصريح صحفي “أنه يجب أن يعلم الجميع بأن مهمة المسؤولين ابتداء بأمير المنطقة وانتهاء بأصغر مسؤول فيها، هي خدمة المواطن والمواطنة أولا وأخيرا، والعمل على توفير سبل العيش الكريمة التي تحفظ كرامة المواطن”.

 

وأضاف الأمير فيصل بن خالد “سوف اتخذ الإجراء اللازم الذي يحفظ كرامة المواطن وحق المسؤول في نفس الوقت وذلك بعد انتهاء لجنة التحقيق من عملها الذي كلفت به، والرفع لنا بما آلت إليه نتائج التحقيق”.


وانتشر المقطع بشكل لافت في الكثير من مواقع التواصل ومن خلال أجهزة البلاك بيري وتطبيقات التقنية الأخرى.

 

وقبل أيام أيضاً أصدرت وزارة الصحة السعودية بياناً وجه من خلاله الوزير بتشكيل لجنة عليا من عدة جهات لمتابعة والتحقق من مقطع فيديو الذي انتشر لأحد اقسام التعقيم في احد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، ويظهر فيه قسم التعقيم في مستشفى الدمام المركزي بطريقه قذرة و سيئة في غسيل المفارش وأغطية المرضى.

 

ولكن ربما كان من أشهر المقاطع التي انتشرت في الفترة الأخيرة كان يظهر فيه السفير السعودي السابق في مصر هاشم ناظر وهو يحاور امرأة كانت تقترح عليه تسيير مزيد من الطائرات لإجاء السعوديين خلال أول أيام الثورة المصرية، ورد عليها الوزير بماعتبره السعودية سخرية وإهانة.


وعينت السعودية سفيراً آخر بعد أيام على انتشار المقطع.


“إيلاف” استطلعت آراء بعض السعوديين على مواقع التواصل الاجتاعي، إذ يقول علي المطيري وهو شاب سعودي انه قد تعرض وشاهد العديد من المسئولين الذين يقومون بإهانة المواطن والتذمر منه..ولو كانت تلك المشاهد موثقه بالصوت والصورة لربما سمعنا بمحاسبة بعضهم أو حتى إقالة بعضهم .

 

ويضيف المطيري “أمين منطقة عسير هو غيض من فيض لجلافة بعض المسئولين تجاه المواطن.. وانا من الآن فصاعداَ سأستخدم عدسة هاتفي النقال عندما احتك في أي مسئول او على الأقل التسجيل الصوتي له”.

 

ويرى احد المواطنين ان المسئولين الذين يظهرون في العادة لعدسات الاعلام بأبهى صورة وبأفضل العبارات المنمقة هناك للبعض منهم وجه آخر خلف الكواليس. وذلك الوجه حينما يتم توثيقه بالصوت والصورة ويبث عبر الشبكة العنكبوتية سيجعل من الأمر ذا صدى شعبي متعطش لمحاسبتهم ومن المؤكد ان المسئولين الأعلى منه سيرون من تحت مسئوليتهم على حقيقته.. وستضعه عدسة الكاميرا أمام المسائلة وحتى العقاب.


فيما ترى سعاد البلوي ترى أن أمين منطقة عسير مثل غيره من المسئولين إلا انه الأقل حظاً بإلتقاط العدسة له.
وترى سعاد أن تصوير المسئولين والمرافق الحكومية المهملة سلاح جيد للمراقبة من المواطنين أنفسهم لتوصيلها للجهات الأعلى منهم.


ومن جانب آخر يرى محمد الأحمري أن هذا الأسلوب بتتبع أخطاء المسئولين بالصوت والصورة أسلوب رخيص وغير عادل.. فالمسئول حسب وجهة نظره إنسان بالنهاية ولا احد يعلم مدى الضغط النفسي عليه، والخطأ وارد وهناك عدة طرق لتوصيل وجهة نظر للمواطن .

 

ولا يكتفي السعوديون بذلك، بل تعج مواقع التواصل بحلقات فيديو يعدها ويقدمها شباب سعوديون تتحدث عن مشاكل تواجههم أو تمس حياتهم وطريقة إدارة بعض الجهات الحكومية، وتحظى هذه الحلقات بنسب مشاهدة عالية تتفوق على مواقع القنوات التلفزيونية الشهيرة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى