أرشيف

العميد صالح عبيد يدعو الجنوبيين الي تقدير فعل الزمن وحركتة

دعاء العميد صالح عبيداحمد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاول لابناء الجنوب الجنوبيين الى اجادت التعامل وبإيجابيه مع المتغيرات الهائلة داخليًا وخارجيًا وتقدر فعل الزمن وحركته السريعة التى لا تنتظر أحدًا ولا تعطى وزنًا أو أنتباهًا لمن لا يحسن أستغلال لحظاته التاريخية الفاصلة ،التى لا تتكرر.

 

واشار في الكلمة التي القاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاول الابناء الجنوب الذي انعقد اليوم في القاهرة الى إن تحرير العقل السياسي الجنوبي مما علق به من رواسب وصراعات ايدلوجية مزقت النسيج الاجتماعي

 

خلال العقود الماضية يتطلب منا الإنحياز الكامل للمستقبل, كي نخفف من الأحمال الثقيلة التي أنهكته ونضع حداً فاصلاً ومسئولاً بين تجربة الماضي وأفق المستقبل وفتح الباب واسعاً أمام ثقافة سياسية ومجتمعية جديدة, تقوم على روح القبول بالآخر وبإحترام التعدد ونبذ العنف والتخوين وإعلاء لغة التصالح والتسامح وبمعناها الوطني الشامل وجعل الحوار قاعدة متينة وثابتاً وطنياً مقدساً ..

 

نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة الكرام:-

ايتها الاخوات ايها الاخوه الحاضرون جميعاًً اسعدتم صباحا

في البدايه يسرني باسم اللجنه التحضريه ان اتقدم بالتحيه الحاره لضيوف المؤتمر الكرام ونثمن استجابتهم لدعوتنا بحضور الجلسه الافتتاحيه

الاخوه والاخوات اعضاء المؤتمر أحييكم تحية النضال والمصير المشترك

وأحيي من خلالكم شعب الجنوب الباسل الذي قدم التضحيات الغالية والجسيمة من اجل الحرية والعزة والكرامة وياتي في طليعتة الحراك الشعبي السلمي الذي قاد ولازال يقود ثورة الكرامة الجنوبية

الاخوة والاخوات ينعقد مؤتمرنا تحت شعار ( معاً من اجل حق تقرير المصير لشعب الجنوب ) وبمشاركة نحو 600 عضواً من مختلف المشارب الفكريه والسياسيه والخلفيات والانتماءات المتنوعه في ضروف غاية في الصعوبة والتعقيد على المستوى المحلي والعربي والدولي وهذا يضعنا امام تحديات كبيرة اما ان نكون واما ان لانكون.

لقد حضرتم ايها الاخوه والاخوات للمشاركه وتحملتم مشاق السفر وانتم تحملون بعقولكم وافئدتكم قضية مشروعة وعادلة تستمد مشروعيتها وعدالتها من قوة الحق وحتمية انتصارة على الباطل وعليكم ان تتذكروا بان شعبكم يعلق عليكم امال كبيرة في تجاوز الصعوبات ومواجهة التحديات التي تواجة القضية الجنوبية بروح مسئولة تتوخى التوافق والتوفيق واظهار الاراده السياسيه الجنوبيه الموحده والقويه ،ونحن على ثقه تامه بقدراتنكم على قهر المصاعب والتحديات وتحقيق الغايات المنشوده مستندين في ذلك الى الارضية الصلبة والمتينة التي نقف عليها اليوم ارضية التصالح والتسامح الذي يتجسد اليوم في انصع صورة في هذا الحشد المتعدد الالوان الموحد التطلعات والغايات.

ان ارواح الشهداء ودماء الجرحى وغذابات المعتقلين ونضالات وتضحيات شعبنا المتعددة والمستمرة تظل مصدر فخرنا واعتزازنا ونبع عطاءنا المتدفق ومدماك نضالنا الصلب ومفتاح نصر قضيتنا ولذا علينا ان نحسن الاصغاء الى صوت الشعب الذى من أجله وفى سبيل قضيته العادلة نجتمع اليوم هنا، وإن نجيد التعامل وبإيجابيه مع المتغيرات الهائلة داخليًا وخارجيًا ونقدر فعل الزمن وحركته السريعة التى لا تنتظر أحدًا ولا تعطى وزنًا أو أنتباهًا لمن لا يحسن أستغلال لحظاته التاريخية الفاصلة ،التى لا تتكرر.

الاخوة والاخوات

أن الواجب يدعونا جميعُا وبصوت الضمير الوطنى إلى إلتقاط هذه اللحظة التاريخية ، وإستغلال هذا الحضور المميز لكوكبة رائعة من خيرة أبناء الجنوب وهاماته وقياداته وكوادره الوطنية المجربة لنمضي (معاً من اجل حق تقرير المصير لشعب الجنوب) ، وكم كانت سعادتنا ستكون بالغه لو انه هذه اللوحه الجميله قد اكتملت بحضور اخوه اعزاء علينا ولا يقلون عنا وطنيه او شعور بالمسؤليه لتكتمل الصوره ونرسم واياهم معاً لوحه بديعه تليق بشعبنا وقضيته التاريخيه غير ان الضروف والمبررات المختلفه حالت دون مشاركتهم وهو امر ناسف له كثيراً ولسنا هنا في وارد الحكم على تلك الضروف والمبررات ولسنا معنيون بالبحث او التفتيش عن ما تخفيه الضمائر او قراءة مافي النوايا ولهذا ايها الاخوه فأننا نقدر ونحترم قناعاتهم ورؤاهم وكما هى لا كما نريدها نحن أو يريدها غيرنا ، فهذا حقهم الذى لا ينازعهم فيه أحد ، ويبقى التاريخ وحده هو الشاهد على صحة وصواب الرؤى والمواقف لكل من ينخرط فى صناعة الأحداث أو المساهمة فيها ويقدم دوره بقناعة على مسرح التاريخ الملىء بالمشاهد والشواهد الغير قابلة للنسيان أو التجاهل، وهو وحده المنصف بحكمه على من أصاب وأجاد دوره وبإتقان ، أولمن أخفق ولم يحالفه النجاح، فلندع للتاريخ بأن يقول كلمته فيما نحن بصدده فى مؤتمرنا هذا.


إيها الإخوة الأعزاء:


إن المهمة التي نحن بصددها وعملنا على تهيئة الأجواء والظروف المناسبة لتحقيقها فى هذا المؤتمر, تتطلب منا إستيعاباً عميقاً لمضمونها الوطني والتاريخي والسياسي وبأبعاده الثلاثة : ماضياً وحاضراً ومستقبلاً, لأن من شأن ذلك أن يمنحنا المقدرة على تحديد مكامن القوة والضعف وتشخيص حجم المشكلات والمعضلات التي تعترض سبيلنا وكيفية التغلب عليها, وفرز وتمييز الموضوعي والذاتي منها وبمدى التشابك والتداخل فيما بينهما حتى لا تختلط علينا الأوراق ونتوه في طريق البحث عن محطة الانطلاق نحو المستقبل ..وعبر الحوارات التى تلي إنعقاد المؤتمر بالضرورة ، لأنه لا مناص لنا من ذلك ولا بدائل نملكها بأيدينا غير الحوار والحوار وحده..

أيها الأعزاء والعزيزات

إن تحرير العقل السياسي الجنوبي مما علق به من رواسب وصراعات ايدلوجية مزقت النسيج الاجتماعي خلال العقود الماضية يتطلب منا الإنحياز الكامل للمستقبل, كي نخفف من الأحمال الثقيلة التي أنهكته ونضع حداً فاصلاً ومسئولاً بين تجربة الماضي وأفق المستقبل وفتح الباب واسعاً أمام ثقافة سياسية ومجتمعية جديدة, تقوم على روح القبول بالآخر وبإحترام التعدد ونبذ العنف والتخوين وإعلاء لغة التصالح والتسامح وبمعناها الوطني الشامل وجعل الحوار قاعدة متينة وثابتاً وطنياً مقدساً ..

أن طبيعة المرحلة وتعقيداتها وبالنظر إلى ما وصلت إليه قضية شعبنا في الجنوب والتي أرتفعت محمولة على أكتاف الحراك الشعبي الجنوبي وثورته السلمية, تستدعي منا وبعد أن توحد الجميع خلف هذه القضية, بأن ننتصر للعمل الوطني أولاً, والذي به وعبره سيستعيد الجنوب حقه التاريخي الكامل.

أيها الأخوة والأخوات :-

لقد واصلت اللجنة التحضيرية مهمتها خلال الفترة الماضية والمتمثله بدعوة كل القوى والأطراف والشخصيات الإجتماعيه والوطنية لحضور هذا المؤتمر وبعقول مفتوحة ووفقاً لما تم الإتفاق عليه, مؤكدة للجميع بأن موضوعاته مفتوحه وبأن من حق الكل أن يقدم ما يراه مناسباً وبما يعبر عن رؤاه وقناعاته المختلفه, وبأن الحصيلة النهائية لن تكون إلا نتاجاً طبيعياً للتنوع والتعدد الذي ينبغي أن يعكسه هذا المؤتمر، بحيث يمثل ذلك وعاءاً تاريخياً لهذا الفعل الوطني الذي لانشك بأن الجميع يحرصون عليه إذا ما صدقت النوايا وتعززت الثقة بين الجميع, ولنتذكر جميعاً بأن الماضي تاريخ والتاريخ دروس وعبر, أما المستقبل فهو القادم وهو الحياة، لنا وللأجيال القادمة من بعدنا، ولأن التاريخ قائماً بذاته ولذاته فلا يمكن لأحد أن يستطيع شطبه أو أن يلغيه, أما المستقبل فإن لم نعمل معاً من أجله و بصدق وتجرد، فأنه سيضيع منا.. ولن نتمكن من الوصول إليه..

وفي الختام ايها الاخوه والاخوات نحيكم مره اخرى ونحي مؤتمركم التاريخي الهام.

– المجد والخلود لشهداء الحراك السلمى الجنوبى الأبرار الذين سقطوا برصاص قوات الإحتلال الهمجى ، والتمنيات الصادقة بالشفاء العاجل للجرحى الأبطال والحرية للاسرى والمعتقلين الجنوبيين وعلى رأسهم القائد والمناضل الكبير حسن أحمد باعوم…

وكذلك نتوجه بالتحيه الحارة والتقدير إلى شباب الثورة فى ساحات الشمال وميادينه المختلفة مقدرين لهم دورهم الباسل وتضحياتهم المختلفة .

– ولا يفوتنى هنا أن أشكر كل من ساهم وشارك في حوارات الأيام الماضية من أعضاء اللجنة ومن خارجها والتي أوصلتنا إلى بعض النتائج وهي ما سنستعرضها عليكم فى هذا المؤتمر.

وفقنا الله جميعًا لما فيه خير شعبنا وحريته وقضيته الوطنية العادلة .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صالح عبيد أحمد

رئيس اللجنة التحضيرية

القاهرة – نوفمبر/

زر الذهاب إلى الأعلى