أرشيف

اشتباك بين جماعات مسلحة في معركة على النفوذ قرب مطار طرابلس الليبي

(رويترز) – قال قادة ميليشيات محلية يوم الاحد ان قافلة تنقل واحدا من أكبر القادة العسكريين في ليبيا شاركت في معركة بالأسلحة النارية بين جماعات مسلحة متنافسة خلال الليل قرب مطار طرابلس الدولي.

ووسط غياب حكومة مركزية تقبض على الأمور تعتبر هذه أحدث واقعة ضمن سلسلة من الاشتباكات بين ميليشيات متناحرة أصبحت لها قوة فعلية في شوارع ليبيا منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي خلال انتفاضة شعبية.

وقال قائدان عسكريان ان الاشتباكات بدأت عندما اقتربت سيارة تقل خليفة حفتر -الذي ساعد في قيادة المعركة التي انهت حكم القذافي- من نقطة تقتيش تبعد نحو ثلاثة كيلومترات من المطار والتي كانت تحرسها ميليشيات من خارج طرابلس.

وصرح العقيد مختار فرنانة الذي قال ان ميليشياته كانت في موقع الاشتباكات لرويترز قائلا بأن حفتر وموكبه لم يتوقفوا عند نقطة التفتيش حين طلب منهم ذلك.

وأضاف انه عندما حاول الرجال الذين كانوا يتولون حراسة نقطة التفتيش ايقافهم فتح حراس حفتر النار وأصابوا اثنين.

وتابع انه تمت ملاحقة موكب حفتر حتى معسكر حمزة العسكري القريب والذي تستخدمه قواته كقاعدة لهم حيث اندلعت معركة ثانية بالأسلحة النارية هناك. وأكد قائد ميليشيا آخر يدعى عبد الله محمد عطرودي تلك الرواية. ولم يتسن على الفور الوصول الى حفتر لمعرفة روايته للأحداث.

ولم يعقب أحمد باني المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي على تفاصيل الواقعة لكنه قال انه ليست هناك مشكلة سياسية أو أي مشكلة أخرى وان المشكلة تم حلها.

وكان حفتر واحدا من مجموعة ضباط الجيش الليبي الذين قاموا بانقلاب عام 1969 جاء بالقذافي الى السلطة. واختلف بعد ذلك مع الزعيم الليبي السابق وأمضى الأعوام العشرين الماضية في الولايات المتحدة.

وعاد بعد ذلك الى مسقط رأسه في بنغازي بشرق ليبيا عندما اندلعت الانتفاضة الشعبية هناك في فبراير شباط هذا العام وكان قائدا لقوات مناهضة للقذافي في شرق البلاد.

وفي حين لم تكد معالم الحكومة الليبية تتحدد بينما يتغير التسلسل الهرمي للجيش باستمرار فانه ليس واضحا الآن الوضع الذي يتمتع به حفتر. ويصف بعض المسولين حفتر بالقائم بأعمال رئيس أركان الجيش الليبي لكن اخرين يقولون ان ذلك المنصب لم يتم شغله حتى الان.

وفي وقت سابق قال مختار الاخضر قائد الميليشيا التي تحرس المطار ان الاشتباك المسلح اندلع بسبب وصول قافلة من سيارات الجيش الوطني الى نقطة التفتيش وعلى متنها قوات قالت انها جاءت لتولي مسؤولية امن المطار. وقال انه تم نزع فتيل النزاع بعد تدخل من مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي ورئيس الوزراء عبد الرحمن الكيب ووزير الدفاع أسامة الجوالي.

وأصبح مطار طرابلس الدولي بؤرة احتكاك بالفعل بين الميليشيات المتنافسة. ويتولى حراسته مقاتلون من الزنتان وهي بلدة تبعد نحو 160 كيلومترا جنوب غربي طرابلس.

وأثار ذلك استياء جماعات اخرى تقول ان ميليشيا الزنتان يجب ان تسلم المسؤولية لمؤسسات الحكومة المركزية.

وظهر عدد كبير من الميليشيات المسلحة في ليبيا اثناء القتال الذي استهدف انهاء حكم القذافي. وبعد قرابة شهرين من انتهاء القتال تقول الحكومة الليبية المؤقتة ان الوقت حان كي تسلم الميليشيات المسلحة المسؤولية الامنية لقوات الجيش الوطني الجديد والشرطة.

ويصرح معظم زعماء الميليشيات بأنهم مستعدون لتسليم السلطة لمؤسسات مركزية بمجرد تلقيهم أوامر بذلك من المجلس الوطني الانتقالي.

لكن قوة الشرطة والجيش لا تزال تتشكل ولا يوجد توافق في الرأي بشأن من يتولى المناصب الرئيسية.

وأمهل مجلس مدينة طرابلس الميليشيات من بلدات أخرى حتى 20 ديسمبر كانون الاول للعودة الى بلداتهم. وقال رئيس المجلس انهم في حالة تجاهلها للمهلة فسيجري اغلاق كل الطرق المؤدية للمدينة أمام كل السيارات باستثناء تلك التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية. لكن بعض الميليشيات تعتقد أن انسحابها سيؤدي الى إحداث فراغ تشغله ميليشيات اخرى منافسة تعمل تحت مسمى الجيش الوطني او الشرطة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى