أرشيف

صالح: “مسيرة الحياة” خرق للمبادرة الخليجية

قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إن مسيرة الاحتجاج على منحه الحصانة من الملاحقة القضائية “تمثل انتهاكا واضحا” لمبادرة نقل السلطة التي  توسط فيها مجلس التعاون الخليجي، في وقت أعلن وزير الإعلام أن الحكومة كلفت وزيري الدفاع والداخلية بتشكيل لجنة للتحقيق في مقتل تسعة متظاهرين بصنعاء من المشاركين في “مسيرة الحياة” الراجلة القادمة من تعز.

فقد اعتبر صالح في تصريحات للصحفيين في صنعاء، بعد ساعات قليلة من اتهام المعارضة لقواته بمهاجمة المتظاهرين، أن المسيرة “خرق واضح للمبادرة الخليجية”.

ووفق المبادرة الخليجية, فقد نقل صالح سلطاته إلى نائبه عبد ربه هادي منصور, ومن المقرر أن تقود حكومةٌ مؤقتة البلاد إلى انتخابات رئاسية لاختيار من يحل محله في فبراير/ شباط القادم.

من جانبه أعلن وزير الإعلام علي العمراني السبت أن حكومة الوفاق كلفت وزيري الدفاع والداخلية تشكيل لجنة للتحقيق في مقتل المتظاهرين.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)عن العمراني قوله إن اللجنة ستحقق في “ملابسات تلك الأحداث المؤسفة التي نجم عنها سقوط هؤلاء الشهداء والجرحى، ورفع تقرير بذلك إلى رئيس حكومة الوفاق وأعضائها ليتسنى اتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء المتسببين”.

من جانبه قال السفير الأميركي في اليمن جيرالد فايرشتاين إن مسيرة الحياة “ليست سلمية”. وقال في مؤتمر صحفي السبت إن وصول لمسيرة إلى صنعاء “يبدو أنه يهدف لإثارة الفوضى والتسبب في رد فعل عنيف من قبل الأجهزة الأمنية”.

وذكر فايرشتاين أن المجتمع الدولي بانتظار إصدار وتفعيل قانون الحصانة في إطار المبادرة الخليجية، وأضاف أنه سيعتبر أي محاولة من جانب المسيرة للوصول إلى قصر الرئاسة والبرلمان لمحاصرتهما “أمرا غير شرعي”.

في المقابل حمّل المجلس الوطني المعارض -في بيان- الرئيس صالح وأقاربه المسؤولية الكاملة عن “ارتكاب هذه الجرائم ضد المشاركين في هذه المسيرة السلمية الراجلة والمستقبلين”.

حصيلة القتلى


وكان تسعة متظاهرين قد قتلوا وجرح تسعون آخرون على الأقل من المشاركين في “مسيرة الحياة” الراجلة بمنطقة دار سلْم بالعاصمة صنعاء أمس السبت.

واعترضت قوات من الأمن المركزي، وممن يوصفون ببلاطجة الرئيس   صالح، المسيرة التي ضمت أكثر من مائة ألف من المتظاهرين في منطقة دار سلم، وأطلقوا رصاصاً حياً وقنابل مدمعة، لمنعها من التقدم باتجاه شارع يؤدي إلى قصر الرئاسة.

وقال محمد القباطي، وهو طبيب بمستشفى ميداني يعالج المحتجين في المظاهرات المناهضة لصالح على مدى 11 شهرا، إن نحو 150 آخرين أصيبوا بسبب الغازات المدمعة التي أطلقها الجنود.

وقال سكان إن أصوات الرصاص دوت بعد وصول المسيرة التي انطلقت منذ أيام من مدينة تعز على بعد مائتي كيلومتر إلى الجنوب, وكان المحتجون يرددون خلالها شعارات ترفض المبادرة الخليجية ومنح الحصانة لصالح.

وفي وقت لاحق تراجعت المسيرة وتوجهت ناحية ساحة التغيير، وهي نقطة تجمع للاحتجاجات التي بدأت في يناير/ كانون الثاني. وجرى نشر الدبابات والقوات والمركبات المدرعة حول المجمع الرئاسي.

زر الذهاب إلى الأعلى