أرشيف

نشطاء سوريون: المدرعات الحكومية ما زالت موجودة داخل المدن

(رويترز) – قال نشطاء سوريون يوم الاربعاء ان قوات الامن ما زالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سورية للتعامل مع المحتجين حتى بعد ان اعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات.

وقالت جماعات معارضة في مدن ادلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب ان الجيش أخفى المدرعات واستبدل الدبابات بعربات مصفحة زرقاء اللون قائلا انها تابعة للشرطة.

ووصلت بعثة من المراقبين التابعين للجامعة العربية الى سوريا الاسبوع الماضي للتحقق من التزام دمشق بتنفيذ خطة السلام التي وافقت بموجبها على انهاء وجودها العسكري في المناطق المضطربة واطلاق سراح الاف السجناء السياسيين المحتجزين منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد في مارس اذار الماضي.

وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي يوم الاثنين ان المراقبين ابلغوا الجامعة بانسحاب القوات الحكومية من المناطق السكنية. واضاف ان المهمة كانت ضمان وقف اراقة الدماء وانها امنت الافراج عن نحو 3500 سجين.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له “لا نرى اطلاق سراح المعتقلين او الازالة الحقيقية للوجود العسكري من الشوارع.”

وأضاف ان دبابات الجيش استبدلت وحل مكانها ناقلات جند مدرعة تابعة للشرطة ما زالت قادرة على اطلاق النار من اسلحة ثقيلة.

واظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على الانترنت عربات مدرعة مختبئة خلف حواجز ترابية مرتفعة.

وقال احد النشطاء في تسجيل مصور يظهر فريقا من الرجال يرتدون قمصانا برتقالية اللون يبدو انهم مراقبو الجامعة العربية وهم يقفون قرب عربة مدرعة تتمركز خلف حاجز “نبيل العربي انت في القاهرة ونحن في بابا عمرو. ها هي الدبابات وهؤلاء مراقبوك.”

ويتعذر على رويترز التحقق من صحة هذه المقاطع المصورة حيث تحظر سوريا دخول معظم الصحفيين الاجانب.

واتهمت واشنطن الحكومة السورية بأنها تحاول اثارة المزيد من العنف لتبرر اعمالها الانتقامية.

ورفضت الحكومة السورية يوم الاربعاء اتهامات واشنطن لها بأنها لا تنفذ التزاماتها تجاه الجامعة العربية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يوم الاربعاء “الاتهامات الباطلة التي ساقتها فيكتوريا نولاند… تسيء للجامعة العربية التي تدعي نولاند الحرص على عملها وهي تدخل سافر بصلب عملها وسيادة دولها.”

وأضاف قائلا “تصريحات نولاند هي محاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح (للازمة السورية) وهو موقف استباقي يضر بأداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الاولي.”

وقالت جامعة الدول العربية يوم الاربعاء انه تقرر تأجيل الاجتماع العاجل للجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الازمة السورية من يوم السبت القادم بمقر الجامعة الى يوم الاحد بأحد فنادق القاهرة بسبب الاحتفالات المصرية بعطلة عيد الميلاد ومن أجل اتاحة الفرصة لمشاركة وزارية أكبر في هذا الاجتماع من الدول غير الاعضاء باللجنة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية في مصر عن السفير أحمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية قوله يوم الاربعاء ان الاجتماع سينظر في التقرير الاولي التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول محمد أحمد الدابي حول أهم ما رصده الفريق على أرض الواقع بعد أكثر من اسبوع على بدء مهمته.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان القمع الذي تمارسه الدولة في سوريا “وحشي”.

واضاف قائلا في تعليقات ادلى بها في لشبونه “الجامعة العربية لها فضل الاخذ بزمام المبادرة لكن لا يمكن أن يسمح مراقبو الجامعة للنظام بأن يتلاعب بهم مثلما يحاول أن يفعل.”

وقال جوبيه “نأمل أن تكون للجامعة العربية أهداف واضحة واذا لم تتحقق هذه الاهداف فسنعمل مع مجلس الامن حتى يعلن عن نفسه بشأن الوضع في سوريا.”

وذكر نشطاء ان المراقبين زاروا السجن الرئيسي في حمص وهي احد مراكز الاحتجاجات. وقال النشطاء نقلا عن رسائل سربها مسجونون وحراس في السجن ان المراقبين استقبلوا بالهتافات المطالبة بالحرية واسقاط النظام.

وقال ابو رامي الناشط في حمص “قوات الامن نقلت بعض المحتجزين لكن الاعداد كبيرة جدا لدرجة انها لا تستطيع نقلهم جميعا. نقلوا بعض المحتجزين الى قواعد عسكرية وأبعدوا محتجزين كانوا في حالة صحية سيئة.”

ووفقا للاتفاق الذي سمح بنشر مراقبين من الجامعة العربية لا يمكن لهؤلاء المراقبين دخول المواقع العسكرية. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش قبل ايام ان قوات الامن السورية تنقل السجناء الى مواقع عسكرية لتفادي المراقبين.

وتقول منظمات حقوقية ان عدد السجناء ربما يصل الى 30 ألفا وتشير احصاءات للنشطاء الى ان عدد القتلى الذين سقطوا منذ وصول المراقبين يتراوح بين 130 و390 قتيلا.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 5000 شخص قتلوا في الحملة الامنية العنيفة على الاحتجاجات. وتقول دمشق انها تقاتل جماعات اسلامية متشددة تدعمها قوى خارجية قتلت 2000 على الاقل من قواتها.

من اريكا سولومون ومريم قرعوني

 

زر الذهاب إلى الأعلى