أرشيف

تعز.. انتشار غير مسبوق لمسلحين مدنيين والأطباء يصعدون من احتجاجهم بمسيرة إلى مستشفى الثورة

 

شهدت مدينة تعز اليوم الخميس انتشارا غير مسبوق لمسلحين مدنيين في بعض الشوارع، وذلك منذ التوقيع على اتفاق التهدئة بين السلطة المحلية وقبائل مسلحة موالية للثورة.

وأفاد شهود عيان بأن مسلحين بزي مدني انتشروا اليوم في شارع عبد العزيز الحروي بحوض الأشراف، فيما شوهد آخرون على متن سيارات بدون أرقام بالقرب من مبنى المحافظة، كما ينتشر آخرون في حي كلابة وأحياء أخرى تتواجد فيها شخصيات مقربة من أسرة صالح.

وأفادت مصادر محلية بأن كثير من المسلحين ينتمون إلى محافظة مأرب وتم استقدامهم من قبل قائد الشرطة العسكرية المنتمي لذات المحافظة، وحسب هذه المصادر يقومون هؤلاء المسلحين بنصب نقاط تفتيش مؤقتة في بعض الشوارع، ويباشرون بتفتيش المواطنين والمركبات.

وأفادت مصادر أخرى بأن المسلحين تم استقدامهم بعد مقتل شخص ينتمي لمحافظة مأرب يدعى “طالب القردعي” بعد إطلاقه النار على وقفة احتجاجية لضباط وجنود منضمين للثورة في جولة حوض الأشراف في التاسع من يناير الجاري.

وتشير بعض المصادر بأن المسلحين الذين انتشروا اليوم في بعض شوارع مدينة تعز هم لجان شعبية تم تشكليها لحماية المدينة من أي تسلل لعناصر تنظيم القاعدة بعد توارد أنباء عن وجود عناصر لها صلة بالتنظيم في المدينة، وهو ما عده مراقبون تبريرا لتوافد مجاميع مسلحة إلى المدينة من خارج المحافظة وفق أجندة لزعزعة الأمن في المدينة وإحداث فوضى بهدف تأجيل الانتخابات الرئاسية، فيما يرى مراقبون أن ذلك تمهيد من قبل شخصيات محسوبة على نظام صالح تهدف إلى تسليم بعض المواقع لعناصر ذات صلة بتنظيم القاعدة لخلط الأوراق وإعادة الأمور إلى ما قبل توقيع اتفاق التهدئة.

 وفي سياق متصل حذر قائد ميداني في صقور الحالمة من توافد مجاميع مسلحة من خارج محافظة تعز إلى المدينة، تحمل فكر القاعدة ومدعومة من قائد الحرس الجمهوري بتعز و رئيس فرع المؤتمر، مذكرا هؤلاء بأن تعز ستكون مقبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأمنها و حياة أبنائها حد قوله، وأكد القائد الميداني بان تعز لن تكون لقمة صائغة لهم وأن أبناءها سيهبون عن بكرة أبيهم للدفاع عن مدينتهم ومحافظتهم  بكل ما أوتوا من قوة  باعتبار معركتهم ستكون مشروعة، موضحا أن عيون صقور الحالمة ترقب وترصد كل شاردة وواردة في تعز، و أنها ستنقض في الوقت المناسب.

وفي سياق أخر تعرض الشاب على سلطان غالب “35”عاما من أبناء قرية الكربة بمديرية التعزية شمال مدينة تعز للإصابة صباح اليوم برصاص مسلحين على صلة بأحد الشخصيات النافذة في المديرية، وأفادت مصادر محلية أن دوافع الاعتداء سياسية، ويعد الشاب علي سلطان من الفاعلين في الثورة الشبابية، وقالت مصادر طبية بأن الإصابة التي تعرض لها الشاب خطيرة حيث أصيب بطلق ناري في رأسه.

وأفادت مصادر محلية بان جنود في جبل جره قاموا اليوم بإطلاق النار من أسلحة متوسطة باتجاه منازل المواطنين في حي وادي القاضي، ويشكوا المواطنين في الأحياء المجاورة لجبل جرة من قيام الجنود الذين يتمركزون في الموقع بإطلاق الأعيرة النارية تجاه منازلهم منذ توقيع اتفاق التهدئة قبل ثلاثة أشهر.

وفي قاعدة طارق الجوية بمطار تعز لا تزال احتجاجات ضباط وطياري السربين السابع والثامن متواصلة، على الرغم من اقتحام قائد الحرس الجمهوري للقاعدة يوم أمس بعدد من الأطقم العسكرية، واعتبرت مصادر أن ذلك الاقتحام أجج الأوضاع وزاد إصرار المعتصمين على مواصلة الاحتجاج، وتوقعت هذه المصادر بأن ينضم كافة  منتسبي القاعدة إلى زملائهم المحتجين.

وفي سياق أخر شهدت مدنية تعز اليوم الخميس مسيرة للأطباء من جميع مستشفيات المدينة للتضامن مع زملائهم أطباء وموظفي مستشفى الثورة العام، الذين يعتصمون منذ أسبوعين للمطالبة بإقالة مدير المستشفى.

وكانت المسيرة التي شارك فيها إلى جانب الأطباء والصيادلة المئات من أبناء تعز قد انطلقت من أمام مبنى اليمنية بحوض الأشراف إلى شارع المستشفى للتعبير عن تضامنهم مع مطالب أطباء وموظفي المستشفى.

وتحولت المسيرة إلى تظاهرة غاضبة بعد استقبالها من قبل الكوادر الطبية والصحية وموظفي مستشفي الثورة، طافت حول إدارة وأقسام المستشفي وسط هتافات تضامنية تطالب بإسقاط عبد الملك السياني من قيادة هيئة مستشفى الثورة بتعز وعدد من الفاسدين.

وكان المتظاهرون قد نفذوا وقفة احتجاجية أمام المستشفى تنديدا بالتجاهل المتعمد من قبل مدير مكتب الصحة والوزارة والسلطة المحلية بالمحافظة لمطالبهم , مؤكدين استمرارهم في اعتصامهم حتى تنفيذ كافة مطالبهم المشروعة.

ويتوقع أن يصل السبت القادم إلى تعز وزير الصحة العامة والسكان للوقوف إمام مطالب الأطباء والموظفين في  القطاعات الصحية التي تشهد احتجاجات تطالب بالتغيير.

وكان عدد من البلاطجة الذين استقدمتهم مديرة مدرسة أسماء للبنات قد قاموا اليوم بالاعتداء على الطالبات بعد أن نظمن مظاهرة طالبن فيها بإقالتها، وأفادت مصادر محلية بأن لجنة من إدارة التربية والتعليم بمديرية صالة وصلت المدرسة، لكن هذه المصادر أكدت أن اللجنة قامت بنقل إحدى المدرسات وبعض المدرسين إلى خارج المديرية، وهو ما أعتبر إرضاء للمديرة، وهو ما سيؤدي إلى تأجيج الأمور وتصاعد وتيرة الاعتصام.

وفي مدرسة نعمة رسام لا زالت طالبات المدرسة يواصلن اعتصامهن للمطالبة بإقالة مديرية المدرسة، والتي تتهمها الطالبات بممارسة الاستبداد والجباية المستمرة من الطالبات تحت مسميات مختلفة  واتهمت الطالبات إدارة التربية والتعليم بالمديرية والمحافظة بالتغاضي عن ممارسات المديرة التي ترفضها أغلب الطالبات.

من جانب أخر خرجت اليوم مسيرة حاشدة لشباب الثورة جابت بعض شوارع المدينة، للمطالبة برفض قانون الحصانة المزمع منحه للرئيس صالح ومعاونيه ومن عمل معه طيلة فترة حكمه، داعين أعضاء مجلس النواب لرفض القانون وعدم التصويت عليه حتى لا يكونوا شركاء في الجرائم التي أرتكبها صالح ونظامه، كما ندد المشاركون في المسيرة بتسليم مدينة رداع لعناصر القاعدة من قبل القوات الموالية لصالح.

وكانت قافلة الحرية التي انطلقت من محافظة أب قد وصلت مدينة تعز ودشنت برنامجها بزيارة المستشفيات والمناطق المتضررة في المدينة، وقام الفريق الحقوقي التابع للقافلة برصد وتوثيق الجرائم والانتهاكات التي تعرضت لها المدينة من القوات الموالية لصالح وزيارة المناطق المنكوبة والالتقاء بأسر الشهداء والجرحى.

زر الذهاب إلى الأعلى