أرشيف

منظمة حقوقية تحث اليمن على حظر زواج البنات قبل سن 18 عاماً

حثت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الحكومة اليمنية على حظر زواج البنات دون سن الثامنة عشر محذرة، من أن ذلك يحرمهن من التعليم ويضر بصحتهن.
وقالت المنظمة التي مقرها نيويورك إن الشلل السياسي الذي ولدته الاحتجاجات السياسية الرامية إلى الإطاحة بالرئيس علي عبدالله صالح صرف الاهتمام عن ظاهرة زواج الأطفال، لكن يتعين على الحكومة اليمنية أن تتعامل معها.
وقالت المدير التنفيذي لمؤسسة شوذب للطفولة والتنمية مريم إبراهيم الشوافي لتلفزيون رويترز: “زواج الفتيات الصغيرات زادت مع وجود الأزمة (في اليمن) بسبب الأوضاع الاقتصادية منها الفقر الذي دفع كثيراً من الأهالي إلى التفكير في كيفية تخفيف العبء عنهم”.
وأضافت أن مسحاً أجرته مؤسستها ركز على أثر الزواج المبكر على التعليم. وتابعت “في سنة 2010 تم حصر الفتيات التي تم تزويجهن قاصرات. 24 في المئة فتيات. 5 في المئة ذكور تم تزويجهم ما بين سن 15 إلى 19 سنة. أدى هذا العدد إلى تسرب ما لا يقل عن 47 في المئة منهم من التعليم”.
وقالت وزيرة حقوق الإنسان في اليمن حورية مشهور إن فترة الاضطراب السياسي التي استمرت عدة أشهر في اليمن ضعف خلالها الاهتمام بزواج البنات قبل سن 18 عاماً.
وأضافت لتلفزيون رويترز “موضوع الزواج المبكر لم يكن من الأولويات. الجميع كانوا مشغولين وموجودين في الساحات العامة، لكن أرى أنه في المرحلة القادمة ينبغي أن يعاد الاهتمام بهذه القضية وأن تكون في سلم أولويات المنظمات سواء كانت حكومية أو غير حكومية”.
وأردفت حورية “لا شك أن وزارة حقوق الإنسان وهي جهة حكومية يمكن أن تلعب دوراً بهذا الصدد على اعتبار أن هذا حق من حقوق الفتاة. حق من حقوق الفتاة في أن تتزوج في السن المناسب”.
ونقلا عن بيانات للأمم المتحدة والحكومة اليمنية قالت هيومن رايتس ووتش إن حوالي 14 في المئة من الفتيات اليمنيات يتزوجن قبل أن يبلغن 15 عاماً وان 52 في المئة يتزوجن قبل أن يصلن إلى سن الثامنة عشر.
وقالت طالبة بجامعة صنعاء إن زميلة لها تعرضت لأضرار نفسية بالغة بعد إرغامها على الزواج المبكر وأصبحت تناضل لإكمال تعليمها. وأضافت الطالبة يسرا المؤذن “أحس أنها متدهورة نفسياً. ليس لديها استعداد لبدء حياة جديدة. ألاحظها مشتتة الأفكار بسب المشاكل والضغوطات النفسية. لا تستطيع أن تأخذها مع الدراسة وهي تحاول أن تقضي على هذا الشيء. ونحن سنحاول أن نساعدها لتكمل تعليمها”.
وفي 2009 عرقلت مجموعة من أعضاء البرلمان اليمني تشريعاً يحدد الحد الأدنى لسن الزواج عند 17 عاماً، مجادلين بأن المشروع يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
واجتذب زواج الاطفال في اليمن اهتماما دوليا العام الماضي عندما توفيت طفلة عمرها 13 عاماً بنزيف داخلي بعد أن ضاجعها زوجها الذي كان يكبرها بثلاثة عشر عاماً، وبعد أن نشرت فتاة يمنية قصة مترجمة لزواجها وهي في سن التاسعة إلى رجل يكبرها في العمر ثلاث مرات.

زر الذهاب إلى الأعلى