أرشيف

خبير سوري:‌ إختطاف المهندسون الإيرانيون تم بتحريض استخباراتي سعودي

أكد الخبير السياسي السوري الدكتور “رياض الأخرس” أن حسب خبرته لالموضوع السوري فأن إختطاف المهندسون الإيرانيون تم بتحريض استخباراتي سعودي سواء في أصل الفعل الجرمي باختطافهم أو في توابع الفعل الجرمي من حيث المتاجرة بهم وتحويلهم إلى قضية سياسية.
و تطرق “الأخرس” الذي كان يتحدث لمراسل الشؤون الدولية بوكالة أنباء فارس إلي إختطاف المهندسين الإيرانيين في سوريا واصفاً‌ قضيتهم بـ “الإنسانية” و تابع يقول “إن هؤلاء مهندسين يعملون في مؤسسات إقتصادية تخدم الواقع الخدمي في سورية وليس لهم أي صفة أخرى… والموقف القانوني والأخلاقي والقيمي يفترض على السوريين معاملتهم بإكرام وعدم تعريضهم لأي أذى أو سوء.”
و أردف الإعلامي البارز السوري قائلاً ” بحسب خبرتي في الموضوع السوري فإن هذا العمل هو بتحريض استخباراتي سعودي سواء في أصل الفعل الجرمي باختطافهم أو في توابع الفعل الجرمي من حيث المتاجرة بهم وتحويلهم إلى قضية سياسية لا دخل لهم بها لا من قريب ولا من بعيد”.
و أكد الأخرس أن اسم مجموعة الخاطفين الذي تم تداوله لفترة في وسائل الإعلام من حيث الدلالة ومن حيث الأدبيات هو اسم لصيق بأدبيات العقل السعودي سياسيا وإعلاميا واستخباراتيا ولذا فإن هؤلاء يتحملون مسؤولية مضاعفة ويجب عليهم المبادرة إلى إطلاق سراحهم فورا ودون أي قيد أو شرط أضف إلى ذلك أن ما نشرته بعض الصحف الأوربية من صور لهم مع متمرد سوري فار يدعى عبد الرزاق طلاس تدل على أن أجهزة الاستخبارات الغربية وربما الفرنسية على علاقة أو علم بالموضوع وفي جميع الأحوال هؤلاء يتحملون المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن حياة هؤلاء وعن الأذى النفسي والمادي الذي يمكن أن يطالهم.

 


و إستطرد الأخرس قائلاً ” إنه لا شك فيه أن كل ما يحصل في سورية هو خدمة مجانية لأعداء الأمة ومغتصبي حقوقها والطامعين فيها وفي خيراتها وفي موقعها الجيواستراتيجي من الكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين ولأراضي عربية منها الجولان السوري المحتل إلى فرنسة وتركية والولايات المتحدة الأمريكية الطامعة جميعا في سورية وتعمل على استهدافها وقهر إرادتها السياسية الأبية والمستعصية عليهم. والضرر الناتج عن المؤامرات يعم سورية بلدا ودولة وكيانا وشعبا وتراثا وحضارة ولا يتوقف عند مستوى معين. وهو سيؤدي إلى أن يعمل السوريون عشرات السنين حتى يستطيعوا تلافي الأضرار التي يمكن أن تحصل من جرائه وهو بالتالي هدر لطاقات الأمة وإمكانياتها المحدودة أصلا”.

 


و عن الموقف التركي حيال التطورات بسوريا قال الأخرس ” إن الموقف التركي هو موقف انتهازي وهو موقف غير متمدن وغير متحضر وغير ليبرالي لأنه يتعصب قبليا وغرائزيا ومذهبيا وطائفيا إلى جهة دون أخرى في الداخل السوري وهو موقف أحمق ومنافق ومشين وكما قال أحد الساسة الأتراك إن ما بنته تركية وسورية في عقد من الزمن استيقظ الأتراك ليروا أن حماقات بعض الساسة دمرته في ليلة غادرة واحدة. وبعد أن اكتشف هؤلاء الساسة مقدار الحماقة التي ارتكبت من الطبيعي أن يتراجعوا تحت ضغط الشعب والتيارات السياسية الأخرى التي رأت أن ما حصل هو انتحار سياسي واقتصادي وسوف يدفع ثمنه هؤلاء في أقرب فرصة انتخابية لأنه ترك آثارا اقتصادية مدمرة على الاقتصاد التركي الذي طالما تباهوا بما حققوه فيه. وبالطبع تحت ضغط الانتهازية التركية من جهة والتهرب من تحمل المسؤولية التاريخية عما يمكن أن يحصل للدولة السورية من جهة أخرى والصراع الخفي بين تركية وفرنسة على الكعكة السورية فإن التغير في اللجهة التركية يمكن تفسيره بشكلين فإما أن يكون هو شعور بالخطأ الجسيم الذي ارتكبته القيادة السياسية التركية وإما أن يكون هو نوع جديد من التكتيك التركي الذي لا يريد أن يورط العرب في المستنقع السوري ليقوم هو فيما بعد بالاصطياد بالماء العكر وتحقيق أطماعه الاستعمارية الجديدة على حساب الآخرين.

 


و عن إمكانية نجاح الحوار بين الحكومة و المعارضة أضاف: لا شك أن هناك جهات عديدة يمكن أن تدخل الحوار ويجب أن تدخل فيه لضروراته السياسية والوطنية والحيوية في اللحظة المصيرية الحاسمة التي تعيشها الأمة السورية العظيمة ولا شك أن الحوار بين المعارضة والسلطة سيكون مفيدا وبناءا ويخدم المصالح الوطنية السورية العليا ولكن لا شك أن كثيرا من الجهات الحديثة الولادة والظهور هي صنائع استخباراتية لدول كالسعودية وقطر وتركية وفرنسة وهي مسلوبة الإرادة ولا فائدة من الحوار معها وأنا أعتقد نظرا إلى الحماقات التي ارتكبتها دول عديدة مع الحكومة السورية بقطع جميع الجسور فإن إيران بإمكانياتها السياسية والفكرية والثقافية يمكنها أن تقوم بدور بناء ومفيد وحيوي في تقريب وجهات النظر بين الطرفين ودفعهما نحو حوار جدي يمكن أن يكون خطوة مهمة على طريق إخراج سورية من الأزمة الحالية ويقطع الطريق على المتربصين بها شرا. وبالطبع يجب على جميع الأطراف التي تهمها المصالح الوطنية والقومية العليا لسورية بذل أقصى ما يمكن من الجهود من أجل عبور هذه اللحظة الحساسة والخطيرة جدا من تاريخ الأمة السورية العظيمة.

 


و أكد الخبير السياسي السوري أن ضيق الأفق السياسي وانقلاب المفاهيم عند بعض الدول العربية كالسعودية جعلها تصب جام غضبها على سورية بسبب خياراتها السياسية المحددة التي اختارتها ومشت عليها منذ عشرات السنين وجعل تلك الدول المنصاعة للإرادات الخارجية تتوهم أن مصالحها هي في إسقاط النظام الممانع والمقاوم في سورية واستبداله بنظام يكون معاديا لإيران حتى تطمئن ويرتاح بالها وهو خطأ جسيم يضاف إلى جملة مجموعة الأخطاء التي ارتكبتها دول كالسعودية ومن يدور في فلكها سواء في الحرب على العراق أم في الحرب على لبنان 2006م أو في الحرب على غزة 2008/2009م أو في الموقف الحاد المعادي لثورة 25 يناير المصرية أو الموقف المعادي للثورة التونسية واحتضان الديكتاتور المهزوم زين العابدين بن علي.

 

المصدر : وكالة انباء فارس

 

زر الذهاب إلى الأعلى