أرشيف

باسندوة.. قائد مرحلة ما بعد صالح

يسعى محمد سالم باسندوة عبر ترؤس أول حكومة وفاق وطني في اليمن بعد بدء عملية انتقال السلطة، إلى المساهمة في قيادة اليمن إلى مرحلة ما بعد علي عبد الله صالح.

وانتقل باسندوة -الذي بكى أمام مجلس النواب وهو يقدم قانون منح الحصانة الكاملة للرئيس صالح- من السلطة إلى المعارضة عقب استقالته من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عام 2000، ليعود مجددا إلى السلطة عبر بوابة رئاسة الحكومة.

وباسندوة المولود في عدن عام 1935 يعد من الرعيل الأول للسياسيين اليمنيين الذين عاصروا فترة التشطير والوحدة، وتقلد مناصب كثيرة في إطار الجمهورية العربية اليمنية سابقاً.

وهو جنوبي ناضل من أجل استقلال الجنوب عن بريطانيا قبل أن ينتقل إلى الشمال ليبني رصيدا سياسيا حافلا ويشارك في توحيد البلاد.

عمل باسندوة في الصحافة منذ بداية شبابه وأصدر في عدن صحيفتين أسبوعيتين هما “النور” و”الحقيقة”، إلا أن سلطات الاحتلال البريطانية اعتقلته مرتين لفترة وجيزة، وأبعد لفترة أيضا إلى العاصمة الإريترية أسمرا.

ونشط باسندوة في إطار قيادة حزب الشعب الاشتراكي الذي تأسس عام 1962، ومثل هذا الحزب في عدد من الأقطار العربية، وكان من ضمن السياسيين اليمنيين الذين ساهموا في شرح قضية الجنوب اليمني المحتل أمام الأمم المتحدة.

الاستقرار بالشمال
أقام باسنودة في الشطر الشمالي من اليمن منذ انتقاله إليه في أكتوبر/تشرين الأول 1965 في عملية نزوح اختياري للانضمام إلى حركة الكفاح المسلح التي كانت تتخذ من شمال اليمن مقراً لها.

وعقب انتقاله إلى صنعاء مطلع سبعينيات القرن الماضي عين وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية والشباب عام 1974 ثم وزيرا للدولة ومستشارا لرئيس مجلس القيادة عام 1975.

كما عين عام 1977 وزيرا للتنمية والتخطيط ثم وزيرا للإعلام والثقافة في العام التالي، ثم عضوا في المجلس الاستشاري عام 1979 ثم مندوبا دائما للجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) لدى الأمم المتحدة عام 1985.

وعين عضوا في كل من المجلس الاستشاري ومجلس الشورى عام 1988، ثم عضوا في مجلس النواب بعد تحقيق الوحدة بين شطري اليمن عام 1990.

وفي اليمن الموحد عين باسندوة وزيرا للخارجية عام 1993، ثم شغل مناصب مهمة أبرزها منصب وزير الإعلام ومستشار الرئيس صالح وسفير اليمن لدى دولة الإمارات.

وعقب استقالته من المؤتمر الشعبي العام الحاكم عام 2000، أصبح باسندوة من أبرز أقطاب المعارضة حيث عين رئيسا للمجلس الوطني لقوى الثورة، وهو المظلة الأوسع للمعارضة.

وبعد توقيع صالح على المبادرة الخليجية سمته المعارضة ليرأس حكومة الوفاق الوطني بموجب الآلية التنفيذية للمبادرة. وبناء على ذلك كلف باسندوة -المتزوج والأب لابنين وثلاث بنات- من قبل عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتشكيل الحكومة الانتقالية.

زر الذهاب إلى الأعلى