أرشيف

الشيخ سهل إبراهيم مفتي تعز في حوار خاص :بقايا النظام تحاول جر البلد إلى مآسٍ كبيرة

الشيخ سهل إبراهيم بن عقيل باعلوي سبعيني في روح شاب وثائر قبل أن تولد الثورة، جرأته في نقد النظام حرمته من وظيفة يعتبرها حقاً مشروعاً، وسباحته عكس التيار عرضته للمضايقات، يتعامل مع الكمبيوتر ويطرب لسماع الموسيقى، ولا تخلو مائدة إفطاره من صحيفة “أخبار اليوم”. 
يؤكد الشيخ سهل وهو مفتي محافظة تعز في لقاء مع “أخبار اليوم” أن العلماء الذين وقفوا مع النظام هم عبارة عن تجار دين وسياسة و عبارة عن لافتة دعاية فاسدة، يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً” يدعو لاقتلاع النظام من جذوره لأن الثورة من منظوره تغيير جذري، ويعتقد أن ثورة الفيسبوك والمعلومات كفيلة بالتخلص من الاستعمار، لاسيما وأن ملامح عصر النهضة تبدو واضحة، مشيراً إلى أنه سيشارك في الانتخابات الرئاسية لدفع الضرر “أخبار اليوم” أجرت معه هذا الحوار، فإلى النص: 

 

حاوره/ عبد العليم الحاج

× كنتم من أوائل الذين خطبوا في ساحة الحرية كيف تقيمون مسيرة الثورة بعد مضي عام على انطلاقتها؟ 

ـ لو قيمنا تقييماً تجريدياً ما حدث في العهد البائد وما حدث في هذا العهد وما حدث منذ 62ـ67لوجدنا الكفة لهذا النظام رجحت بشكل فضيع، خاصة إننا في القرنيين العشرين والحادي والعشرين شيء لا يقبله عقل ولاانسان ولا ضمير ولا حياة من جل هذا قامت الثورة وهي ثورة الشباب أما نحن الشيوخ فليس لنا فيها يد. 

مقاطعاً: لكنكم فضيلة الشيخ من ضمن الذين شاركوا فيها عند انطلاقتها؟ 

بلا شك أني أحد المحرضين عليها من قبل قيامها وأظن أنكم لوفتشتم عن اللقاءات الصحفية والخطابات التي ألقيتها لوجدتم أني تحدثت في هذا الاتجاه. 

× ما الذي دفعكم لمقارعة النظام في مرحلة كان في أوج قوته وهل تعرضتم حينها لمضايقات؟ 

ـ بلا شك وليس وحدي فقط من تعرض للمضايقات، فالحر لا يثور لأجل مصلحته الذاتية إنما يثور الإنسان لأجل وطن ودين وعرض ومستقبل أمة ومستقبل أجيال، أما إذا كنت أنا أثور لمصلحة فأعتبر تاجر سياسة وتاجر دين، إنما أثور لأجل مبدأ وقيم وأخلاق. 

  • – عالم الدين الصحيح لا يجب أن يكون لافتة دعاية لنظام فاسد

× كيف جاء انضمامكم للثورة الشعبية؟ 

ـ هذا سؤال غريب جداً، أستطيع القول بصراحة أني ربما أكون من مؤسسي هذه الثورة والقائمين بها وليس لعلاقتي الواسعة مع قطاعات الشباب وإنما اندفاع ذاتي. 

× قلتم أنكم عارضتم النظام قبل اندلاع الثورة كيف تقيمون العلماء الذين وقفوا إلى جانبه؟ 

ـ الإنسان الحر لا يقبل الذل لنفسه ولا يقبله لغيره وعالم الدين الصحيح لا يجب أن يكون لافتة دعاية لنظام فاسد، فمن كان يدور في فلك هذا النظام ويؤيده وهو ما زالت ذيوله باقية وله جذور عميقة وستجر اليمن إلى مآسي كبيرة، هؤلاء الذين يدورون في فلكه إنما هم يبيعون دينهم وتجار دين وتجار سياسة وهم بلا شك لافتة دعاية فاسدة يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً. 

× هل تحاورتم وتشاورتم مع العلماء الذين وقفوا مع النظام؟ 

ـ (يضحك).. والله العلماء في جانب وأنا في جانب، أنا “أبتل” في حول ثاني بعيد عنهم وهم بعيدون عني بصراحة ما يقدروا يقبلوني معهم ولا أنا أستطيع أتكيف معهم. 

  • – والدي كان من كبار العلماء في الجزيرة العربية توفي وراتبه ألف ريال في سنة 94م ألف ريال لا تساوي قيمة دجاجة.

× لماذا هل تعتبرهم علماء السلطان؟ 

ـ أكثرهم علماء السلطان وأكثرهم خائفون إما من سطوة الحاكم أو خائفون على مرتباتهم أما أنا فالحمد لله رب العالمين أعيش على باب الله لا أرجو خيره ولا أخشى شره. 

× لماذا لم تحصل على وظيفة رسمية أسوة بكثير من العلماء؟ 

ـ بسبب آرائي لأني أسبح ضد التيار والرسول صلى الله عليه وسلم قال لا يكون أحدكم إمعة إن أحسن الناس أحسن وإن أساؤوا أساء ولكن إن أحسنوا أحسن وإن أساؤوا أحسن ” 

× ألا تعتقد أن الوظيفة حق مشروع لكل مواطن للموالي والمعارض؟ 

بلا شك أ نها حق لكل مواطن، فأنا قمت بالخطابة في المظفر والإفتاء وعاد والدي يعيش قبل وفاته بعشر سنين لأنه كان عاجزاً ولم أحصل على ريال واحد من الدولة وقد تستغرب أن والدي كان من كبار العلماء في الجزيرة العربية توفي وراتبه ألف ريال في سنة 94م ألف ريال لا تساوي قيمة دجاجة، 

× فهمت من حديثك أنك تدعو لحل النظام كما حدث في تونس ومصر هل هذا صحيح؟ 

ـ أنا أعتقد أنه لا ثورة إلا بالتغيير الجذري أما ثورة عبارة عن عملة ذات وجهين مختلفين تؤدي نفس القيمة ونفس السياسة ونفس العمل هذه ليست ثورة وإنما صراع على الحكم. 

  • – ثورة المؤسسات هي ثورة ضد الثورة وثورة لغرض في نفس يعقوب وهي عبارة عن تمكين فئة من الذين يريدون أن يتسلقوا على دماء الشباب وعلى ثورة الشباب

× ما دام الحل السياسي يؤدي إلى التغيير ما المانع من أن نسلكه؟ 

ـ هذا رأيك ولكن عندما ننظر إلى الواقع وننظر إلى المحيط وننظر إلى الثورات في الربيع العربي نرى أن هناك تغييراً سيحدث رغم الأنوف وستكون “الحلاقة على القفا”. 

× فضيلة الشيخ / أيام قلائل تفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة كيف تنظر إليها؟   

ـ كأننا والماء من حولنا، قوم جلوس حولهم ماء، بس هذا يكفي. 

× هل ستشارك فيها؟ 

ـ إذا كان لدفع الضرر ربما وأما عن قناعة فلا. 

× هل تدعو الناخبين للمشاركة؟ 

ـ والله أنت عملت حبل المشنقة على رقبتي وسحبت الكرسي من تحتي، يضحك ـ بس أنت قُلْ بالنيابة عني، تشتي توقعني أنا فقيه ماليش علم بالسياسة. 

× يرى البعض أن عالم الدين لا ينبغي أن يقحم نفسه في السياسة ما رأيكم؟ 

ـ جاء الأنبياء والمرسلون والمصلحون والفلاسفة والعلماء جاءوا لتغيير المجتمع وتغيير المجتمع لا يكون إلا بتغيير سياسته ونظامه وأسلوب حياته، فإما أن نكون على وعي لمعرفة هذا الدين معرفة حقيقية وإما أن نكون بعيدين كل البعد عنه، أما نواقض الوضوء وموجبات الغسل وفروض الاستنجاء فالحيوانات تمارسها بالفطرة عندما تقضي حاجتها تنظف نفسها بالتراب لأنها تعرف أن التراب مطهر، نحن نريد عقول ورجال دين يقودون أمة على أساس فكر واعي وواضح 
يتماشى مع القرن الحادي والعشرين ويقرأون التاريخ ليرون من هم الذين قادوا الأمم ومن الذي غير مجرى تاريخ البشرية هم المسلمون لم يغيرها الذين يعيشون ليأكلوا إنما غيرها الذين يأكلون ليعيشوا ويغيروا أمة. 

  • – اللوبي الصهيوني والسياسة العالمية الاقتصادية لا تريد لهذه الثورات النجاح فإذا نجحت هذه الثورة تغيرت المفاهيم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ليس في الجزيرة العربية وإنما في العالم العربي والإسلامي كله

× أين تضعون الدعوات المنادية بالعودة باليمن إلى ما قبل 22مايو وهل نستطيع القول إن الوحدة في خطر؟ 

ـ هي بلا شك في خطر لأن الممارسات التي مارسها النظام تفوق العقل. 

× بعض الجماعات تطرح أن السياسة ليست من الدين كيف تردون عليها؟ 

ـ الدين أولاً لم يبنى على جنون ولا على جهل ولا على أناس مغفلين أو أناس مرتزقة “يقولون هذا من عند الله وما هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً”نحن لسنا منهم نحن” ديراسلي” بالانجليزي وبالعربي ساني ساني ـ يضحك طويلاً. 

× كيف تنظرون لثورة المؤسسات؟ 

ـ ثورة المؤسسات هي ثورة ضد الثورة وثورة لغرض في نفس يعقوب وهي عبارة عن تمكين فئة من الذين يريدون أن يتسلقوا على دماء الشباب وعلى ثورة الشباب هكذا نقولها بصراحة لأنها دماء وأعراض ووطن يريدون أن يتسلقوا على هذه الثورة ويأخذوا مراكز متقدمة. 

× هذا المنطق هو منطق النظام وسبق أن قالها الرئيس صالح مؤخراً؟ 

ـ الشباب ثاروا ضد النظام والذي ركبوا الموجة معروفون “وللمه عادك تسألني” ـ يضحك. 

× كيف تنظرون ليمن ما بعد الانتخابات الرئاسية؟ 

ـ إذا كانت هناك ثورة شباب وليست صراعاً على الحكم، فإذا كانت صراعاً على الحكم فنحن فيها الآن وإن كانت ثورة شباب فإنها لن تكون إلا بالتغيير الجذري. 

مقاطعاً: فإذا قاد الحل السياسي إلى التغيير فما المانع؟ 

والله أنا أعتقد أن اللوبي الصهيوني والسياسة العالمية الاقتصادية لا تريد لهذه الثورات النجاح، فإذا نجحت هذه الثورة تغيرت المفاهيم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ليس في الجزيرة العربية وإنما في العالم العربي والإسلامي كله لأنه كما بدأنا أول خلق نعيده، من هنا بدأ التغيير من اليمن من أبائنا الأنصار الذين فتحوا الأمصار. 

× هل تعتقد أن اليمن أصبحت اليوم ساحة صراع إقليمي ودولي؟ 

ـ أنا أعتقد أن هذا السؤال لا يحتاج إلى جواب وهو الواقع الذي نعيشه لنفرض جدلاً لأن المسائل الحسابية والسياسية والاقتصادية تقوم على الفرضيات إذا افترضنا أنه وقعت حرب ما بين إيران وأمريكا والدول التي تدور حولها هل سيقوم العالم العربي الإسلامي مع أمريكا أم سيقوم مع إيران أشتي أسألك سؤال هذا أنت جيب عليه؟ 

× برأيك فضيلة الشيخ/ ماذا يجري في سوريا؟ 

ـ يحصل مجازر من ترتيب هؤلاء القذرين يجب على الشعب السوري أن يثور ضد هذا النظام لأنه نظام دموي وخبيث وقبضته الحديدية أشد من قبضة الاتحاد السوفيتي أيام ستالين والجامعة العربية ليس لها قيمة أو صوت ووجودها كالعدم وهي عبارة عن نفاية، مضحكة للأمم. 

  • – استمع للموسيقى وأطرب لها سواء عبر الراديو أو التلفزيون أو الكاسيت


× وأين العقل عند النظام السوري؟ 

ـ لا يوجد عقل للنظام السوري وهو نظام خبيث أنا لا أبرأه ولكن على المقياس السياسي والاستراتيجي أنه واقف موقف مش سليم مائة في المائة ولكن في المقابل لا يمكنك الاعتماد على هذه الزعانف التي تسمى الجامعة العربية التي ليس لها صوت ولا قيمة وصدق من قال :رجالنا جميعهم وجودهم كالعدم  إن جئتهم في حاجة قرعت سرا لندم وقال : مما يزهدني في أرض أندلس ما بين معتصم منها ومعتضد 
أسماء مملكة في غير موضعها         كالهر يحكي انتفاخاً ثورة الأسد 

× كيف تنظرون للمستقبل؟ 

ـ لكني استطيع القول إن كل الأقنعة سقطت ونحن نعيش عصر الفسبوك والانترنت وتوسع شبكة المعلومات ولن يبق هناك استعمار اقتصادي أو سياسي أو ثقافي في الشعوب العربية والإسلامية،إذ أن عصر النهضة الصحيحة لمفاهيم أوجه الحياة المختلفة تبدو واضحة أمام عقول الشباب لتطبيقها على واقع معاش واقتلاع ماض أسود بجميع قشوره، فالعالم أصبح اليوم قرية والمعلومات نوافذ والشباب عقول. 

× سمعنا فضيلة الشيخ أنكم تستمعون للموسيقى؟ 

ـ نعم أنا استمع للموسيقى وأطرب لها سواء عبر الراديو أو التلفزيون أو الكاسيت. 

 

 

المصدر : أخبار اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى