أرشيف

سامي غالب: عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن!

اليوم الثلاثاء 21 فبراير 2012, تشهد اليمن حدثا فريدا في تاريخها: رجل من خارج المنجم التاريخي لحكام اليمن التاريخية قديما واليمن الشمالي حديثا, يصعد إلى سدة الحكم بتوافق اطراف المنظومة السياسية التقليدية في يمن ما بعد حرب 1994 ( مؤتمر ومشترك) وبإسناد اقليمي ودولي لم يسبق أن حظي بمثله حاكم يمني منذ تاسيس الكيان اليمني الحديث في الشمال.

 

هادي على كرسي العرافة الحميرية الشهيرة, كرسييها في كهف بجبل يقع في قلب الهضبة اليمنية, والذي طلبت من نجل البطل أسعد الكامل أن يقعد عليه, فأبى, لأنه كان مليئا بالحيات والأفاعي, ولا يحكم حمير إلا من صبر على مثل لدغات الحياة والعقارب والأفاعي.

 

مطوق هو بالطامحين والطامعين والأفاكين والأفاقين والملفقين والمنمقين… مكبل بالمبادرات والآليات, محاصر بالكتائب والمليشيات وأنصار الثورة وأنصار الشريعة وأنصار الله… وانصار النفط.

 

النائب الذي طال به المكث في الموقع السياسي الأكثر مدعاة للضجر في الأنظمة الرئاسية … لكأنه اتعظ من سيرة سلفه في الموقع علي سالم البيض, البيض الذي ضاقت به الوحدة بما رحبت بعد أقل من 3 سنوات على انتقاله إلى صنعاء شريكا في تنزيل حلم الوحدة إلى أرض حمير الموبوءة بالفتن والعصبيات والمؤامرات والدسائس والمكائد الصغيرة.

 

النائب الذي بات في الهزيع الأخير من ليل الطغيان, نائبة على صالح ورجاله الأوفياء جدا, غصة في حلقه وحلوقهم, بعد ان كان الظن أن يبقى في موقعه إلى حين يجيئ الإبن الوريث بنائب من مجايليه. اندلعت ثورة شعبية مجيدة في أرض حمير لتنزع الراقص على رؤوس الأفاعي من كرسيه, ولتأتي بنائبه من كرسي الضجر إلى كرسي اللدغات والحقائب المفخخة…

 

هو النائب الاطول عهدا لرئيس مزمن حول اليمن إلى مزرعه لأقاربه واعوانه وسماسرته, وعندما خرج شعبه إلى الساحات صارت المزرعة محض “قنبلة موقوتة” حسب تصريحه المخزي لقناة العربية غداة مذبحة جمعة الكرامة التي أودت بحياة العشرات من شباب الثورة.

 

النائب الأطول مقدر له أن يكون الرئيس الأقصر عهدا وفق مبادرة تستجيب لمطلب اليمنيين بإطاحة التاج, مبقية على قوائمه… كيلا تكون فتنة كما يقول أصحابها. وبالنسبة لنائب ضجر فإن رئيسا مؤقتا مكافأة سخية بوسعه هو, وليس أي طرف آخر أو مبادرة أخرى, أن يجعلها فرصة لنقش اسمه في المستقبل كقائد تحولي أسهم بمؤازرة شعبه في تفكيك القنبلة الموقوتة التي زرعها سلفه في قلب حمير!

—————–

منقول من صفحة الكاتب على الفيس بوك

 

زر الذهاب إلى الأعلى