أرشيف

اليمن: “لا توجد أماكن أمنة”

 تحميل التقرير (“لا توجد أماكن أمنة” الهجمات على المدنيين في تعز باليمن)

 

عرفت المنظمة نفسها بالتقرير بما يلي: “تكرس ?يومن رايتس ووتش ج?ود?ا لحماية حقوق الإنسان الخاصة بمختلف شعوب العالم. إننا نقف إلى جوار الضحايا والنشطاء ونعمل على منع التمييز، وكفالة الحقوق السياسية، وحماية الأفراد من التعامل اللاإنساني أثناء الحروب، وتقديم الجناة للعدالة. نحقق ونكشف انت?اكات حقوق الإنسان ونحمل المنت?كين المسؤولية. كما نواجه الحكومات وأصحاب السلطة كي يكفوا عن الممارسات المسيئة ويحترموا القانون الدولي لحقوق الإنسان. وندعو الجما?ير والمجتمع الدولي إلى مساندة كفالة حقوق الإنسان للجميع.

 

?يومن رايتس ووتش منظمة دولية ل?ا عاملين في أكثر من 40 دولة، ومكاتب في أمستردام وبيروت وبرلين وبروكسل وشيكاغو وجنيف وغوما وجو?انزبرغ ولندن ولوس أنجلس وموسكو ونيروبي ونيويورك وباريس وسان فرانسسكو وطوكيو وتورنتو وتونس وواشنطن وزيورخ.
 

جزء من ملخص تقرير (“لا توجد أماكن أمنة” الهجمات على المدنيين في تعز باليمن)

ليلة 29 مايو/أيار 2011 ، مع حلول الليل على مدينة تعز اليمنية، كانت قوات الأمن والعصابات المسلحة تحاصر ميدان الحرية، و?و ساحة أصبحت مركزاً للتظا?ر ضد الرئيس علي عبد لله صالح. أطلق الم?اجمون النار على المتظا?رين من بنادق?م. أشعلوا النار في خيام المتظا?رين. دا?موا المستشفيات القريبة وخيمة طبية ممتلئة بالمتظا?رين المصابين. ثم ?دموا المخيم بالجرافات. مع حلول الفجر، قتلت قوات الأمن 15 متظا?راً وأصابت أكثر من 260 آخرين.

عارف عبد السلام، أستاذ تاريخ ومتظا?ر يبلغ من العمر 32 عاماً، وصف المش?د الدموي:

كان مع?م دبابات وجرافات. ألقوا قنابل حارقة على الخيام وأطلقوا النار من عدة اتجا?ات. رأيت بعيني رجلاً معه ميكروفون ينادي في قوات الأمن أن تقف عن ال?جوم وعن قتل إخوان?م. أصيب برصاصة أردته قتيلاً.

في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، في عملية عسكرية استغرقت يوماً، قتلت القوات الحكومية 14 مدنياً فيما يبدو عملية قصف وإطلاق نار عشوائية. الضحايا بين?م آمال عبد الباسط التاج البالغة من العمر 4 أعوام، وقد أصيبت بشظايا قذيفة و?ي داخل بيت?ا.

قالت جدة آمال متذكرة الحادث: ?ز الانفجار البيت، وتطاير الزجاج والشظايا والتراب في ال?واء. ملأ الصراخ البيت. جريت إلى الحجرة. كان المش?د مروعاً. بقايا رأس آمال ودمائ?ا كانت متناثرة في أرجاء الحجرة.

?جمات 29 مايو/أيار و 11 نوفمبر/تشرين الثاني من الأمثلة البارزة على الاعتداءات المتكررة على المدنيين في تعز أثناء عام 2011 – ضمن حملة قمع الرئيس صالح التي شملت أنحاء اليمن للاحتجاجات التي خرجت ضد حُكمه القائم منذ 33 عاماً. كان الأثر مدمراً. كما قالت جدة آمال: “يبدو أنه لم يعد ?ناك مكان آمن في تعز من… الموت”.

حتى قبل عام 2011 ، كانت معارضة الرئيس صالح في تعز قوية، و?ي مدينة جبلية وعاصمة سابقة لليمن تقع على مسافة 250 ميلاً جنوبي العاصمة الحالية، صنعاء. سكان تعز البالغ عدد?م 800 ألف نسمة يُعتبرون على نطاق واسع من بين أفضل المواطنين تعليماً في اليمن. حتى الثورة، كانت المدينة بعيدة عن الصراعات القبلية اليمنية الدائمة. عندما أُل?م اليمنيون بثورات تونس ومصر خرجوا إلى الشوارع في يناير/كانون الثاني 2011 للمطالبة بتنحي صالح، فأصبحت تعز سريعاً نقطة مقاومة قوية – وش?دت بعضأسوأ انت?اكات حقوق الإنسان في اليمن.

?ذا التقرير، نتاج بحوث ?يومن رايتس ووتش في انت?اكات تعز من فبراير/شباط إلى ديسمبر/كانون الأول 2011 يروي قصة استخدام قوات الأمن اليمنية للقوة المفرطة والمميتة ضد متظا?رين سلميين في الأغلب الأعم، وقصف?ا العشوائي على ما يبدو لمناطق مأ?ولة بالسكان أثناء ?جمات على مقاتلي المعارضة. قُتل 120 مدنياً على الأقل في تلك ال?جمات.

بناء على أكثر من 170 مقابلة مع ش?ود ومتظا?رين وعاملين طبيين ونشطاء حقوق إنسان ومحامين ومحللين سياسيين ومشرعين، وكذلك بناء على فحص سجلات المستشفيات ومواقع ال?جمات وأدلة مصورة فوتوغرافياً وبالفيديو، وبقايا أسلحة وتقارير طبية، كشفت بحوث ?يومن رايتس ووتش حول تعز عن نمط موسع من الانت?اكات شمل خروقات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الحاكم للنزاعات المسلحة.

الانت?اكات الموثقة في ?ذا التقرير من فئتين: الأولى بدأت في فبراير/ شباط 2011، حيث كشفت بحوث ?يومن رايتس ووتش أن قوات الأمن اليمنية تكرر انت?اك?ا لحق التجمع السلمي وكذلك المعايير الدولية لاستخدام القوة المميتة رداً على تظا?رات سلمية في الأغلب في تعز. تحققت ?يومن رايتس ووتش من وفاة 57 شخصاً من المدينة من فبراير/شباط إلى ديسمبر/كانون الأول 2011 في ?جمات على مظا?رات سلمية في الأغلب الأعم، على يد قوات الأمن، بمعاونة في أغلب الأحيان من عصابات مسلحة وقناصة في ثياب مدنية. أغلبية القتلى كانوا متظا?رين وثلاثة من الأطفال.

الثانية، في القتال الذي اندلع في يونيو/حزيران 2011 في تعز بين القوات الحكومية وجماعات منظمة من مقاتلي المعارضة أرسل?م قادة قبليون لحماية المتظا?رين. شمل النزاع إطلاق قذائف ?اون وغير?ا من مقذوفات المدفعية في نزاع مسلح يحكمه القانون الدولي الإنساني (قوانين الحرب). أكدت ?يومن رايتس ووتش وفاة 63 مدنياً، من?م 19 طفلاً، في عمليات قصف وإطلاق نار من قوات الأمن في تعز، أثناء تلك النزاعات المسلحة في عام 2011 . استمر القتل بعد23 نوفمبر/تشرين الثاني عندما وقع الرئيس صالح اتفاقاً لترك منصبه مقابل العفو عن أي جرائم ارتكبت أثناء حكمه.

في مطلع ديسمبر/كانون الأول رتبت السلطات بصعوبة لوقف لإطلاق النار، واستمر حتى كتابة ?ذه السطور.

بحوث ?يومن رايتس ووتش في ?ذه العمليات العسكرية توصلت إلى أن قوات الأمن على ما يبدو بذلت ج?د قليل للغاية في التمييز بين المدنيين ومقاتلي المعارضة أثناء قصف?ا لأ?داف عسكرية، مما أدى إلى ?جمات عشوائية وغير متناسبة خرقت قوانين الحرب. قوات الحكومة والمعارضة عرضت المدنيين للخطر إذ أخفقت في إبعاد?م إلى مواقع آمنة لدى انتشار?ا في مناطق مأ?ولة بالسكان. لم تتأكد ?يومن رايتس ووتش بنفس?ا من عمليات قتل مدنيين على يد جماعات المعارضة المسلحة أثناء فترة التقرير، لكن تلقينا روايات بأن تلك القوات ربما ارتكبت عمليات قتل غير قانونية في ديسمبر/كانون الأول.

لام الرئيس صالح “الإر?ابيين” على سفك الدماء في تعز ومدن أخرى. وتولت الحكومة الانتقالية السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2011 ، وتنكر بدور?ا أن قوات الأمن ارتكبت انت?اكات لحقوق الإنسان في تعز، وكتبت ل?يومن رايتس ووتش ذلك الش?ر بأن الخسائر شملت المدنيين والمتظا?رين بسبب ?جمات مفاجئة… شنت?ا ميليشيات المعارضة المسلحة. كما قالت الحكومة إن المتظا?رين دا?موا بنايات عامة، وأحرقوا إطارات وقطعوا شوارع و?اجموا واختطفوا رجال الشرطة وجنود الجيش.

 

تحميل التقرير

 

http://www.hrw.org/sites/default/files/reports/yemen0212arForUpload.pdf

زر الذهاب إلى الأعلى