أرشيف

صاحب القرية.. أحبها في الريف ليغتالها في المدينة..!!

في قريتهما الريفية عاشا أيام الطفولة الأولى وذكريات الصبا.. جمع الحب بين قلبيهما فتعانقت روحاهما وصارا جسدا واحدا.. منذ الصغر كبر العاشقان والهيام والعشق يكبر معهما حتى أثمر عن زواج سعيد سطر المأذون الشرعي وريقاته  ودخلا سويا معمعة الحياة.

وبعد انتقالهما للعيش في المدينة بمركز المحافظة جاء تيار الحياة جارفا، فلم يمهلهما لحظات للعيش في السعادة التي حلما بها فتبددت شيئا فشيئا، ولأن الزوج الذي لا يتعدى عمره 25 عاماً يعمل أسبوعاً وينام شهراً فقد خرجت هي إلى العمل كسكرتيرة في إحدى الشركات فكيف يعيشان عاطلين بلا عمل.. ومن ينفق على المنزل ويدفع الإيجار؟

حملت الزوجة همومها ومضت في طريقها لتكون العائل لأسرتها، وزوجها الذي فقد شهامة الرجولة ومروءته الفتية، بدأت تذهب لعملها صباحا وتعود لأعمال بيتها مساءً، ولا تجد سوى الإهانه والضرب والاتهام في شرفها  من زوجها العاطل خصوصاً بعد أن بدأت الأخبار تصله بأن زوجته على علاقة بأحد الموظفين في الشركة.. لكنها ورغم كل ذلك كانت تتحمل البقية الباقية من الحب القديم والعشرة؛ ولأن أصلها من الريف وتعرف العادات والأصول فقد كان عليها ألا تخرب بيتها بيدها، ويشمت بها الناس وفي مقدمتهم أهلها الذين كانوا رافضين تماماً لفكرة زواجها من هذا الشاب وأجبرتهم هي على الموافقة لكونها أحبته من صميم قلبها.. مرت الأيام والحالة الزوجية تسوء، والناس تسمع بهما يوميا، وبدأت تستغيث بالجيران بأن يرحموها من بطش الزوج العاطل، وفى أحد الأيام زاد الأمر سوءًا واشتد الخلاف لغيرته عليها من كثرة الاتصالات التي تتلقاها حتى في وقت النوم حاولت أن تدافع عن نفسها، لكنه كان قد ملأ رأسه بالشكوك فأخذ قراره بتأديبها على معرفته، وقام بإحضار عصا غليظة وأوسعها ضربا، حاولت إمساك العصا من بين يديه لعله يرحمها؛ لكنها أفلتت من بين يديها، فشجت رأسها، وبدأ الدم ينزف من كل جانب وملأ أرجاء البيت، ولطخت دماؤها الحوائط. ووقعت على الأرض صريعة وفر الزوج هاربا.

الجيران سمعوا أنين الزوجة فحاولوا إسعافها دون جدوى، لقد لفظت أنفاسها الأخيرة، وفاضت الروح إلى بارئها لترتاح من عناء الزوج وشقاء الحياة التي كانت تحلم بها رغيدة مليئة بالأماني مع من أحبت أما الزوج فقد أجبره تأنيب الضمير على تسليم نفسه للعدالة سريعاً صباح اليوم التالي.

زر الذهاب إلى الأعلى