أرشيف

عضو المجلس الوطني صلاح باتيس:الحوار الوطني الشامل سينجح، ووصول رئيس جنوبي إلى الحكم بادرة جيدة

أتهم عضو المجلس الوطني ورئيس المجلس الثوري بحضرموت صلاح باتيس الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تدعم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ولا تريد التخلي عنه وأن السفير الأمريكي في صنعاء هو السند الرئيسي له.


وأضاف: أن بقاء صالح خارج السجن يعتبر جريمة تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية دول مجلس التعاون الخليجي، فإذا كان هذا الرجل قد أخذ الحصانة بموجب المبادرة فعليه أن يتوقف عن هذا الهراء وعن الترهات التي مللنا سماعها طيلة حكمه وعليه أن يرحل خارج البلد ويتوقف عن ممارسة أي عمل سياسي؛ فهكذا تنص المبادرة، وإلا فان الأصل أن يودع السجن ليحاكم جراء ما فعل في هذا الشعب طيلة 33 عاماً.


وتوقع رئيس المجلس الثوري بحضرموت نجاح الحوار الوطني القادم لأن الحكمة تتحقق في هذا الوطن، معتبراً وصول رئيس جنوبي إلى الحكم بادرة حسن النية من كل أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم شباب الثورة ومكونات الثورة سواء في المجلس الوطني أو من انظم إلى الثورة من مكونات سياسية.. إلى تفاصيل الحوار.

 

 حاوره /عبد العليم الحاج

 


* بداية إلى أين تتجه الأوضاع في اليمن؟
الأوضاع في اليمن تتجه إلى خير إن شاء الله، لأن المسلم بطبيعته متفاءل والطيرة والتشاؤم شرك في عقيدة الإسلام، والله سبحانه وتعالى يقول ” إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”هذه حقيقة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل،فما دام أن شعب اليمن بكل مكوناته وبكل فئاته وكل طوائفه قام بهذه الثورة المباركة السلمية التي شهد العالم كله بقوتها وانضباطها ونزاهتها لا شك أن هذا من التغيير لما بأنفسنا، لذلك فإن الله سبحانه وتعالى سيغير بنا حتماً ولذلك نحن نثق أن الله لا يضيع أجر العاملين والمحسنين ولا يضيع أجر المجاهدين، فالأوضاع في اليمن تتجه إلى الخير ما دام أننا أولاً حققنا الهدف الأول وأسقطنا رأس النظام الفاسد وهو السبب الرئيسي فيما حدث في اليمن طيلة حكمه على مدى 33عاماً سواء في الشمال أو في الجنوب ثم بعد ذلك جاءت الوحدة اليمنية المباركة التي تعتبر مكتسباً وهدفاً عظيماً من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي شوهها هذا المخلوع بنظامه الظالم والفاسد حتى أصبحنا نسمع دعوات بالانفصال وإعادة الشطرية من جديد وهذا الكلام الذي لا يقبله عاقل ، بشكل عام الأوضاع تتجه إلى الخير ما دمنا حققنا الهدف الأول وستتحقق بقية الأهداف إن شاء الله.

 

 

– الوحدة اليمنية مكسب وهدف عظيم شوهها صالح بنظامه الظالم والفاسد حتى أصبحنا نسمع دعوات بالانفصال وإعادة الشطرية من جديد لكن هذا الكلام لا يقبله عاقل

 

 

* أستاذ/ صلاح فيما يتعلق بهيكلة الجيش على أسس وطنية ألا تخشون من محاولة الالتفاف على هذا المطلب خاصة بعد تصريحات للسفير الأمريكي اعتبرها الثوار تدخلاً سافراً في الشأن اليمني؟.
أولاً أنا أحب أن أوكد أننا كثوار خرجنا من أول يوم نقول الشعب يريد إسقاط النظام وعندما نقول إسقاط النظام يعني إسقاط النظام كمنظومة متكاملة بكل مؤسساته وبكل فساده المستشري والمتجذر في كل مؤسسات الدولة، نحن لم نثُر لتأتي مبادرة أوتأتي تسوية سياسية نحن نعتقد أن التسويات والحلول السياسية لا تصنع نصراً كاملاً ولا تصنع نصراً جملة واحدة،النصر يأتي مجزأ مقسطاً،لذلك نحن سنستمر في الثورة وستستمر الساحات في فعالياتها وحيويتها حتى نستكمل أهداف الثورة كاملة بإسقاط نظام قمعي أسري عائلي متسلط، ثم بعد ذلك نبني وطناً جديداً على أسس سليمة يسوده النظام والقانون،نحن لم نخرج في هذه الثورة ونعتصم سنة كاملة ونقدم التضحيات ونقدم قوافل الشهداء من أجل أن نخرج بحيل أو الاعيب، نحن نقول أنه ما أتى به السياسيون من مبادراتهم يوافق أهداف ثورتنا قبلناه وما أتوا به يخالف أهداف ثورتنا رددناه ومن ضمنها الحصانة، فنحن لازلنا نقول لاحصانة للقتلة وسنطالب حتى يحاكم هذا المجرم وعصابته ونقتص لدماء الشهداء والجرحى.

 

 

* على ذكرك موضوع الحصانة الكل يعلم أنها أتت ضمن المبادرة الخليجية التي قبل بها الثوار ضمنياً والدليل مشاركتهم الواسعة في الانتخابات الرئاسية؟.
لا نريد أن نفهم خطأ، الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن هي مكونات مختلفة، فمكون من هذه المكونات وهو المكون السياسي المنظم للثورة وهو الأحزاب السياسية المنظمة للثورة وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك هي من ذهبت باتجاه العمل السياسي والمبادرة الخليجية فما أتى من هذه المبادرة يوافق أهداف الثورة وافقت عليه المكونات كلها قبلنا به وما أتى لا يوافق أهداف الثورة رفضناه حتى إن كان الذي وافق عليه مكون أو مكونان أو ثلاثة من مكونات الثورة، لذلك نحن قبلنا بالانتخابات الرئاسية لأنها تسقط رأس النظام نهائياً،الورقة الوحيدة التي كان رأس النظام متمسكاً بها فهي الشرعية الدستورية التي كان يردد أنا انتخبني الشعب فعندما رأينا أن يوم21 من فبراير سيسقط هذه الورقة وستخرج الملايين وقلنا هذا الكلام قبل الانتخابات أن الشعب اليمني سيزحف بالملايين على الصناديق ليسقط علي صالح نهائياً ليعلم العالم كله أن الشعب يرفض هذا الرجل الذي لطالما صرخ في وجهه إرحل، نحن نقول لا للحصانة، لأننا نعتبرها جريمة ولا يمكن أن نتنازل عن مطلب المحاكمة الشرعية العادلة لكل من أجرم بحق هذا الوطن.

 

– سنستمر في الثورة وستستمر الساحات في فعالياتها وحيويتها حتى نستكمل أهداف الثورة كاملة بإسقاط نظام قمعي أسري عائلي متسلط

 

 

* مقاطعاً: لكن المجلس الوطني الذي أنتم عضو فيه قبل بموضوع الحصانة مبرراً ذلك بإخراج البلد من حرب طاحنة قد تحدث إذا فشلت التسوية السياسية؟.
المجلس الوطني يٌطلق عليه الوجه السياسي لهذه المكونات وكما ذكرت السياسيون رأوا أن التسوية السياسية والمبادرة الخليجية مخرج آمن بأقل التكاليف لكن ليس معنى ذلك أن كل الثورة وكل المكونات الثورية وافقت أن تكون نهاية الثورة بهذه الطريقة، نحن سنبقى في الساحات ثائرين وسيبقى الفعل الثوري يضرب في الأرض حتى نرى أهداف الثورة كاملة منذ أول يوم خرجنا فيه إلى الآن قد تحققت واقعاً على الأرض حينها نقول أننا انتصرنا.

 

 

* هل نستطيع القول أن مهمة المجلس الوطني لقوى الثورة انتهت في الوقت الحالي بعد الشروع في التسوية السياسية؟.
الحقيقة نعتبر أن المجلس الوطني مهمته كبيرة في الرقابة والمتابعة والقرب من رجال الدولة ومؤسسات الدولة ومن مواطن صنع القرار، لأنه الوجه السياسي للثورة وما أحزاب المشترك إلا جزء من المجلس الوطني، وعلى المجلس أن يظل مراقباً ومتابعاً وقريباً من مواطن صنع القرار حتى لا يحصل التفاف أو محاولة خديعة ولكي لا تتكرر مأساة القرصنة لأهداف ثورتي أكتوبر وسبتمبر، لكن هذه ثورة جديدة عبقرية ثورة شبابية سلمية ولن نسمح بأي التفاف أو وصاية على هذا الوطن أو الثورة.

 

– المجلس الوطني مهمته كبيرة في الرقابة والمتابعة والقرب من رجال الدولة ومؤسساتها ولن نسمح بأي التفاف أو وصاية على هذا الوطن أو الثورة.

 

 

* قلت أن الهدف الأول للثورة تحقق بسقوط رأس النظام لكن الواقع يقول إن صالح مايزال يصول ويجول وكان آخر لقاء له في جامع الصالح وصف الثوار بالبلاطجة والمتخلفين.. أي هدف تحقق برأيك؟.
نحن نعتبر أن بقاء هذا الرجل خارج السجن يعتبر جريمة عظيمة تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية دول مجلس التعاون الخليجي في المقدمة، لأنها هي من أتى بهذه المبادرة، إذا كان هذا الرجل حسب المبادرة قد أخذ الحصانة فعليه أن يتوقف عن هذا الهراء وعن الترهات التي مللنا سماعها طيلة حكمه وعليه أن يرحل خارج البلد ويتوقف عن ممارسة أي عمل سياسي هكذا تنص المبادرة، وإلا الأصل أن يودع السجن ليحاكم جراء ما فعل في هذا الشعب طيلة 33 عاماً، ولذلك نقول على كل أبناء اليمن الأحرار والحرائر أن يكونوا بالمرصاد ما دام أن هذا الرجل موجود في هذا البلد فلن يستقر،وأنا أقول وأجزم مادام أن علي عبد الله صالح موجود في اليمن لن يكون هناك هيكلة للقوات المسلحة والأمن ولن يكون هناك استقلال للقضاء والإعلام ولن يكون هناك تطور وبناء،هذه مسألة يجب على كل مكونات الثورة أن تنتبه لها.

 

 

* البعض يقلل من تأثير الرئيس المخلوع مادام هناك رئيس جديد وحكومة وفاق وما يقوم به ليس سوى إيحاء لأنصاره بأنه ما زال يتحكم بخيوط المشهد السياسي؟.
بمناسبة ذكر الرئيس الجديد والحكومة فأنا أقول إنهم يتحملون مسؤولية عظيمة لإعطاء هذا الشعب ثقته فيهم ليجتازوا المرحلة الانتقالية بأمن وأمان، لذلك وجود علي عبد صالح والأوامر من هنا وهناك ووجود البلاطجة والعصابات المسلحة وأولاده وأولاد أخيه على هرم الأجهزة الأمنية والعسكرية معنى هذا أنه سيظل يحكم بصورة غير مباشرة وسيكون هناك تشويه للرئيس الجديد وللحكومة الانتقالية ولا ننسى أن الولايات المتحدة لا تريد أن تتخلى عن علي عبد الله صالح، فالسفير الأمريكي هو السند الرئيسي له.

 

 

مقاطعاً : على ماذا بنيتم موقفكم هذا؟.
بنينا هذا من تصريحات السفير الأمريكي المتكررة المستفزة لمشاعر الشعب اليمني من أبجحها ومن أسوأها تصريحاته حول مسيرة الحياة بأنها ليست سلمية وأنها مسلحة حتى أنه قال إن علي عبد الله صالح “أورمان اليمن” بل قرأت نكتة أنه يعتزم ترشيح نفسه للرئاسة بعد سنتين ويقول أنا من أبوين يمنيين، صار الشعب اليمني يقول هذا الكلام لأنه يرى تدخله في الشؤون اليمنية الداخلية الحساسة ويقول إنه سيكون للولايات المتحدة الأمريكية دور في هيكلة القوات المسلحة والأمن.

 

 

* هل ترفضون تدخل أمريكا في هيكلة الجيش حتى لوكان ذلك يصب في مصلحة مطالب الثوار؟.
نحن نرفض الدور الأمريكي والتدخل الخارجي حتى لو كان ما نريد، لأن اليمنيين أحكم وأعلم وأدرى بما يسوسهم ويضبط شؤونهم وما أوصل اليمن والبلاد العربية والإسلامية إلى ما وصلت إليه إلا تدخل هؤلاء.

 

– إلى رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق أسرعوا في تغيير رؤساء الأجهزة الأمنية في المحافظات فمعظمهم يمثلون نظام المخلوع صالح وينفذون مخططاته وهم السبب في الانفلات الأمني المفتعل

 

 

* مقاطعاً : لكن هناك من يقول أنه لولا الضغط الأمريكي والدولي على نظام صالح لما دخلت اليمن في التسوية السياسية بما فيها هيكلة الجيش؟.
ياأخي، الولايات المتحدة وروسيا عليهما أن تضبطا نفسيهما قبل أن تضبطا الآخرين ، الأمة العربية والإسلامية تستطيع أن تقود العالم وحدها فقط وقد قدنا العالم وعلى العرب والمسلمين أن يثقوا بأنفسهم.

 

 

* إذا كان العرب لا يستطيعون أن يحلوا مشاكلهم الداخلية فكيف نطالبهم بحل مشاكل العالم والدليل ما يحدث اليوم في سوريا؟.
لولا التدخل الخارجي لحلت قضية الشعب السوري، أنا أضرب لك مثالاً، ماذا يعني اليوم ما تقوم به الولايات المتحدة من ضرب وقصف لمواقع في اليمن من الذي أعطاها الأمر بذلك، ألا تدري أن الهدف من هذا هو إحداث فوضى في اليمن وعدم استقرار، لأن هذه الجماعات ستزداد تعصباً وغيضاً على الرئيس الجديد والحكومة الجديدة، لأن أمريكا ضربت وهم موجودون، التدخلات الأجنبية تضر بالبلد ولا تنفعه.

 

 

* هل لازلتم تعتقدون أن القاعدة هي ورقة من أوراق النظام السابق يحركها متى شاء وكيفما شاء؟.
القاعدة في اليمن قاعدتان، قاعدة تقوم على فكر حقيقي وترى أن ما تقوم به نصرة للشريعة، وقاعدة أخرى من صنيعة الأنظمة وليس علي عبدالله صالح فقط بل كل الأنظمة العربية والإسلامية، فكل نظام له قاعدة يستخدمها يخترق بها هذه الجماعات ليضرب من شاء في أي مكان شاء ومتى شاء،نحن نقول إن من لديه معتقد يرى أن ما يقوم به يرضي الله ورسوله هذا عليه أن يحتكم ويلتزم بما في كتاب الله وسنة رسوله والأصل أن يتولى ذلك العلماء ،علماء الأمة الأصل أن يقوموا بمحاورة الشباب وإقناعهم بالدليل الشرعي الذي يجب أن يسلكه الجميع وأنا متأكد أنهم سيصلون معهم إلى نتائج، لكن المشكلة الرئيسية في قاعدة علي عبد الله صالح المخترقة للقاعدة الأخرى التي تفعل الأفاعيل، تضرب في أي مكان وتقتل في أي مكان وتقتل من تشاء وصفحات الإنترنت مليئة بإعلان المسؤولية عن هذا كله.

 

 

* أي قاعدة من القاعدتين موجودة بشكل أكبر وتشكل خطورة على اليمن؟.
القاعدتان موجودتان، لماذا؟ لأننا عندما نسمع تصريحاً لرئيس لجنة الحوار معهم القاضي/ حمود الهتار وزير الأوقاف السابق قال هذا الكلام ووصل إلى نتائج طيبة حيث توقفت العمليات وتوقف العنف في اليمن، كان هناك حوار حقيقي بالدليل اقتنع به الكثير منهم،لكن الذي خلط الأوراق وقلب المسألة من جديد وأعاد المشكلة إلى أساسها هو زرع العناصر الجديدة من قبل الأمن القومي ومن قبل أجهزة علي صالح باسم القاعدة فأعاد الشباب إلى المربع الأول والدائرة الأولى التي بدءوا منها ، والشيء الأخر هو الإجراءات التعسفية القمعية الخارجة عن القانون من قبل الأجهزة الأمنية ضد هؤلاء الشباب هي التي تجعلهم يقومون بردة الفعل هذه سواء التعذيب داخل السجون أو الاعتقالات من غير أوامر قضائية أو نيابية، إضافة إلى خروج الأجهزة الأمنية عن خط القانون وهذا يحدث الإرهاب وردة الفعل الغير منضبطة، نحن لانقر هذا نحن نقول على الجميع أن يلتزموا بما قاله الله وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم في حرمة المسلم.

 

– ما تزال قوى عديدة في الحراك الجنوبي منضبطة بخط السلمية ومشكلتنا فقط مع الجماعات والعصابات المسلحة في الحراك

* إذاً ما هي الطريقة المثلى التي يمكن أن تتبعها الدولة للتعامل مع تنظيم القاعدة؟.
هناك مشاريع مختلفة في هذا البلد، هناك الحراك الجنوبي وهناك الحوثي وهناك القاعدة وهناك الكثير من الحركات، الأصل أن يتم التواصل والحوار والإقناع بما يخدم الوطن بشكل عام، لكن الخلل الذي أراه اليوم أن يتم الحوار مع هؤلاء ولا يتم مع هؤلاء، يضرب هؤلاء ويترك هؤلاء يعترف بهؤلاء ولا يعترف بهؤلاء وهذه كارثة ستقع إذا استمرينا في هذا الاتجاه، الحوثي اليوم في صعدة وحجة والجوف يقتل ويلغم الجثث لتنفجر فيمن يريد أن يشيع الجثامين ومع ذلك تدعوا الولايات المتحدة للحوار معه والاعتراف به وتدعوه إلى تأسيس حزب سياسي.

 

 

* هل تقصد أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين في تعامله مع أطراف العنف في البلد؟.
واضح الكيل بمكيالين بغرض إحداث الفوضى والفتنة، ولذا نحن نرفض التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية ونحن أعرف بواقعنا،علماؤنا يجب أن يكونوا في المقدمة وكذا وجاهاتنا وقادة الفكر والرأي في هذا البلد من سياسيين ومثقفين وأساتذة، كلهم مواطنون يمنيون نستطيع أن نتحاور معهم وأن نقنعهم بدلاً من أن نقتتل ونحول البلد إلى مسرح اقتتال.

 

 

* محاولة توسع القاعدة في أكثر من محافظة هل تعتقد أنه تواصل للسيناريو الذي تحدث عنه الرئيس السابق بداية الثورة الشعبية السلمية؟.
أولاً: أن أتمنى من كل الإعلاميين وخاصة اليمنيين أن يركزوا على كلمة الرئيس المخلوع بدلاً من أن نقول الرئيس السابق، لأنه لم يتنازل من تلقاء نفسه أو دخل في انتخابات تنافسية لكنه خرج من موقعه مجبراً ومكرهاً ولذا يدعى الرئيس المخلوع.. ثانياً المخلوع كان يكرر دائماً أن اليمن سيتمزق وهذه ثابتة عليه ورأيناها واقعاً عملياً، رأينا أطقماً عسكرية تتبع الأجهزة الأمنية في حضرموت توزع أعلام الشطر الجنوبي، وهناك إثباتات وأدلة من بعض شبابنا في صعدة أن أجهزة تتبع النظام الهالك كانت توزع أعلام الإمامة والملكية في الشمال،أما الكارثة الأخيرة التي حدثت في أبين وراح ضحيتها ما يقارب 200 من القوات المسلحة والجيش هذه فضيحة واضحة لتواطؤ أجهزة تتبع رأس النظام المخلوع يرأسها أقاربه وأبناؤه، تواطؤ واضح مع الجماعات المسلحة، ولذلك لماذا نقول هيكلة القوات المسلحة والأمن بأسرع وقت، لأنها مطلب هام وعاجل حتى لا تتكرر مثل هذه الكارثة، وعبر منبركم هذا أوجه نداء إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة، أقول لهم أسرعوا في تغيير رؤساء الأجهزة الأمنية في المحافظات، لأن معظمهم يمثلون هذا النظام الهالك ويتواصلون معه وينفذون مخططاته وهم السبب الرئيسي في الانفلات الأمني المفتعل الموجود في المحافظات حتى تٌسلم لهذه الجماعات المسلحة المتهورة.

– لن نخرج من أزماتنا إلا بالحوار فعصر القوة انتهى وعلى كل القوى أن تلتزم بمبدأ الحوار وأن تضع ما لديها على الطاولة فلا خطوط حمراء أمام الحوار الوطني

 

 

* فيما يتعلق بالقضية الجنوبية ما هي رؤيتكم لمعالجتها في ظل دعوات فك الارتباط والعنف الذي شاهدنا جزءاً منه في الانتخابات الرئاسية؟.
القضية الجنوبية هي قضية عادلة حيث ظلمت المحافظات الجنوبية ظلماً لا ينكره أحد وعلي عبد الله صالح وزع الظلم على كل محافظات اليمن لكن الذي يختلف في المحافظات الجنوبية أننا كنا دولة بكل مؤسساتها ومع ذلك أصبح أبناء المحافظات الجنوبية مهمشين تماماً من مواطن صنع القرار، لا شراكة في السلطة ولا شراكة في الثروة وقد بدأت المطالب منذ العام 2005م ونحن نقول النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات وأن القضية الجنوبية في مقدمة القضايا وهي المدخل الحقيقي لحل كل قضايا الوطن، ثم جاءت الانتخابات الرئاسية في 2006م واستبشرنا خيراً باختيار الأستاذ فيصل بن شملان رائد التغيير رحمه الله مرشحاً للرئاسة ثم فوزه ونحن متأكدون من فوزه، لكن التزوير الذي حدث واستخدام القوة في ذلك اليوم وبتأييد دولي، تأييد هذه القوة التي تقول أننا في أمس الحاجة إليها هي سبب المصائب التي حدثت وهي من زرعت هذه الأنظمة القمعية ودعمتها، ثم بعد ذلك جاء الحراك الجنوبي في 2007م وكانت مطالبه سلمية وعادلة تحت سقف الوحدة، فلم تم القمع ضد حراك سلمي لا يستحق أن يٌضرب، وكان الأصل أن يتم الحوار والعدل والإنصاف ولهذا خرج منهم من يطالب بفك الارتباط، لاحظ أن العنف يأتي بعنف ثم بعد ذلك وجدت شهوة جامحة لدى بعض القيادات الجنوبية السابقة التي ما زالت تحلم بحكم الجنوب.

 

 

* هل تعتقد أن هناك أجندة خارجية تدفع باتجاه فك الارتباط وتصب المال والسلاح لقيادات الحراك الجنوبي؟.
أنا لا أعمم على الحراك كله فلا زالت قوى في الحراك الجنوبي منضبطة بخط السلمية، مشكلتنا مع الجماعات والعصابات المسلحة في الحراك الجنوبي التي تعتدي على شباب وساحات التغيير وتعتدي على مؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين وتقطع الطرقات وتحرق الإطارات وخرجت في الحادي والعشرين من فبراير الأصل أن يعبروا عن رأيهم بطرق سلمية ويقاطعوا بطريقة سلمية لكن خرجوا يطلقون الرصاص يقتحمون لجان الانتخابات ويحرقون الصناديق، هذه العصابات نحن نظن أن ورأها النظام المخلوع وقوى خارجية لا تريد لليمن أن يستقر، فعلى الإخوة في الحراك الجنوبي أن ينتبهوا وينقوا صفهم وأن تكون مطالبهم مشروعة وبطرق سلمية منضبطة ويأتوا على طاولة الحوار في مؤتمر الحوار الوطني لنخرج بحلول عادلة مرضية للجميع.

 

 

* هل ترى أن الأعمال المسلحة التي تمارسها بعض الفصائل في الحراك الجنوبي تفقد القضية الجنوبية مشروعيتها؟.
هذه الأعمال لا تفقد القضية الجنوبية مشروعيتها،فالقضية الجنوبية لا وصاية عليها وأبناء المحافظات الجنوبية لا وصاية عليهم ولا يمثلهم الحراك الجنوبي فقط ولا شباب التغيير ولا تمثلهم المجالس الثورية ولا المجالس الأهلية هناك قوى ومكونات مختلفة تتحدث عن القضية الجنوبية، هناك فروع لأحزاب المعارضة وأحرار مستقيلون من المؤتمر من أبناء المحافظات الجنوبية ويطالبون بإنصاف القضية الجنوبية وإعادة الحقوق ورفع المظالم وإعطاء كل محافظة حقها في الثروة وحقها في الأولية في الوظائف وحقها في إدارة شؤون المحافظة في كل مؤسساتها من الكفاءات إلا إذا احتاجت لأحد يشغل وظيفة ما فتأتي به.. وأنا أقول: إن ممارسة العنف لا يفقد القضية الجنوبية مشروعيتها إذا خرج فصيل أو مجموعة عن الخط الصحيح.

 

 

* ذكرت أن أبناء المحافظات الجنوبية تعرضوا للإقصاء والتهميش فماذا نسمي مشاركتهم الحالية،رئيس اليمن جنوبي ورئيس الحكومة جنوبي ومعظم الوزراء المحافظين جنوبيون.. ألا يكفي هذا؟.
أنا أعتبر هذا بادرة تثبت حسن النية من كل أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم شباب الثورة ومكونات الثورة سواء في المجلس الوطني أو من انضم إلى الثورة من مكونات، أن يكون رئيس الجمهورية من المحافظات الجنوبية وكذا رئيس الوزراء وأكثر من 14 وزيراً من المحافظات الجنوبية هذه بادرة حسن النية لكن هذه ليست كل شيء, الأعظم من هذا أن نأتي إلى إدارة المحافظات لننظر ما يجري فيها، لأنه لن ينفعني الرئيس ولا رئيس الوزراء ولن ينفعني الوزير بقدر ما أرى الفساد الموجود في مؤسسات الدولة في المحافظة التي يديرها إما من خارج هذه المحافظة من المرتزقة للنظام السابق أو من أبناء المحافظة من المرتزقة والعملاء، ثم كذلك أجد المؤسسات والشركات والهيئات التي تعمل في المحافظات، على سبيل المثال ما يحدث في حضرموت في القطاع 14 في المسيلة الذي يعتبر أكبر قطاع نفطي، إن أبناء المناطق المجاورة لهذا القطاع لا توجد لهم وظائف في هذا القطاع مع أنهم متخصصون في هندسة وإدارة النفط، هذه من المشاكل التي جذرت الكراهية والحقد بين أبناء المناطق الجنوبية والشمالية وهي مفتعلة ومقصودة، والقضية الأخطر هي قضية الأراضي، حيث كان النظام السابق في المحافظات الجنوبية لا يسمح لك لا بامتلاك قطعة أرض واحدة، فما بالك وأنت ترى من المسؤولين الكبار والقادة العسكريين من يمتلك مئات القطع من الأراضي والمواطنون من أبناء المناطق الجنوبية لا يمتلكون قطعة أرض واحدة.

 

 

* هل يمكن القول أن الذين عملوا مع النظام من أبناء المحافظات الجنوبية قد فشلوا في عملهم وكانوا شركاء في عمليات نهب الأراضي؟.
ليسوا كلهم، هناك من عمل مع النظام السابق المخلوع وكان ناجحاً لكنه كان يٌعرقل وتوضع أمامه العراقيل، كان الهدف من وجوده مجرد تحسين الوجه وتحسين الصورة وهم كانوا يعلمون وقد نصحناهم وتحدثنا معهم كثيراً في هذا الأمر وعندما جاءت ثورة الشعب السلمية رأينا الكثير منهم استقالوا من مناصبهم ونحن نقول إن في هذا البلد خيراً كثيراً وأبناءه يستطيعون بتعاونهم وتكاتفهم وإخلاصهم أن يديروا كل شؤون البلد كاملة.

– أمريكا لا تريد التخلي عن صالح وبقاؤه خارج السجن جريمة تتحمل مسؤوليتها دول الخليج

 

 

* شيخ / صلاح هل تتوقعون نجاح الحوار الوطني القادم وما هي الأسس التي ينبغي أن يرتكز عليها؟.
أنا اعتبر أن الحوار الوطني القادم إن شاء الله يكون فاتحة خير للبلد ولمستقبله ونتوقع نجاحه، لأننا نرى أن هناك حكمة تتجلى في هذا الوطن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم” الإيمان يمان والحكمة يمانية ” ولن نخرج من أزماتنا إلا بالحوار، فعصر القوة انتهى، وبالحوار والتقارب والتفاهم، تحل القضايا بما يرضي الجميع حلاً عادلاً، لذلك نقول: إن على كل القوى أن تلتزم بمبدأ الحوار وأن تضع ما لديها على الطاولة، فلا خطوط حمراء أمام الحوار الوطني، تعال وضع ما عندك أمام الحوار الوطني إن كان طلباً عادلاً ومشروعاً أخذته وإن كان عكس ذلك رفض من الجميع حتى من أبناء المحافظات الجنوبية أنفسهم أومن أبناء صعدة أنفسهم وعلى طاولة الحوار سيكون هناك مخرج حقيقي عادل آمن مخلص لنا جميع من أزماتنا وأنا مستبشر خيراً بهذا الحوار من أنه سينجح، بل أعتبره من أولى أولويات أهداف هذه الثورة.

 

 

* شيخ / صلاح أنتم من أكثر الذين خطبوا في ساحات الحرية والتغيير كيف تجدون معنويات الشباب ؟
كنت أقول إن هذه الثورة ليست من صنع البشر، هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية في كل البلدان العربية هي من صنع الله عز وجل، روح الله أراد للأمة العربية أن تتغير وأراد للمجد أن يعود وأراد للحق أن يتحقق، لذلك كلما زرت ساحة من الساحات وجدت شبابها وكأنهم ثاروا في هذا اليوم كأنه لم يسقط منهم شهداء وجرحى وكأنهم لم يتعبوا ويسهروا ويرهقوا أنفسهم طيلة عام كامل، بالعكس يقولون لو استمرت الثورة والساحات لعشرات السنين من أجل أن تتحقق الأهداف لبقينا، لأننا لا يمكن أن نقبل بالتفاف أو تحايل أو قرصنة لأهداف ومكتسبات هذه الثورة كما حدث للثورات السابقة،هذا جيل جديد، جيل عبقري، جيل واعي ومثقف لا يقبل الوصاية ولا يرضى بظلم ولا يخاف وكل هذه الصفات تؤهله لأن يصنع مجداً قريباً كبيراً إن شاء الله.

 

 

* خطبتم في الأسبوع الماضي في ساحة الحرية بتعز ما الذي لفت انتباهكم فيها؟.
لفت انتباهي حقيقة أولاً أنني تشرفت بالحضور إلى هذه الساحة ساحة الحرية بمدينة تعز،محافظة تعز اسم حاضر في كل جلساتنا وجولاتنا وزياراتنا كلما زرنا محافظة من المحافظات أو ساحة من الساحات إلا وأبناء تعز موجودون فيها حتى في حضرموت، هذه المحافظة أنا أعتبرها بشارة من بشارة اليمن الجديد مستودعاً للعقول والإبداعات والإمكانات،وما مسيرة الحياة عنا ببعيد،لفت انتباهي أنني أقف أمام هامات وقامات استصغرت نفسي أمامها.. لذلك أقول إن دور تعز في الثورة كان دوراً محورياً ورئيسياً في إسقاط رأس النظام، فأريد أن يستمر هذا الدور في إسقاط بقايا النظام وأريد أن يكون دور أبناء تعز رئيسياً ومحورياً في بناء اليمن الجديد.

 

* سؤالي الأخير: كيف تقيمون الخطاب الديني اليوم في ظل هذا الانقسام الحاد بين رموزه؟.
أن أعتقد أن الخطاب الديني منضبط جداً وصحيح ما كان يقال أننا أحياناً نقفز فوق الواقع والحقيقة أن مهمة الدعاة هو تبليغ رسالة الله ومع تمرس الدعاة ومعايشتهم للأحداث أصبح الخطاب الديني منضبطاً وعقلانياً وواقعياً يعايش ويلامس حياة الناس وواقعهم لذلك وجد قبولاً وكان له أثر كبير بفضل من الله ولم نرَ كثيراً مما يردده بعض المغرضين.. لكنني أقول إن الأصل في الخطاب الديني يجب أن يشمل الجميع ويستوعب الجميع.

 

 

المصدر : أخبار اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى