أخبار وتقارير

بعد إقالة مقربين من صالح.. اليمن يتجه لإقالة اللواء الأحمر مؤيد الثورة

كشف مصدر يمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة من القرارات الجديدة ستصدر لاستكمال مراحل إعادة دمج وهيكلة القوات المسلحة والأمن في البلاد، كما كشف المصدر الرفيع عن إجراءات وقرارات تتعلق بحالة التمرد التي أعلنها عدد من القادة العسكريين المقربين من الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بعد إقالتهم من مناصبهم، وقال المصدر إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر، أمس، أوامر بتشكيل لجنة للتحقيق في توقف مطار صنعاء عن الطيران واعتقال القيادات العسكرية التي تورطت في إغلاق مطار صنعاء الدولي، خلال اليومين الماضيين، في وقت عادت حركة الملاحة في المطار بعد فتحه، في ظل انتشار أمني مكثف في المطار ومحيطه
 

وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» في لندن، إنه «بعد أن صدرت قرارات رئاسية تخص إقالة وتعيين عدد من القيادات العسكرية لإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن فإن الرئيس هادي سيتصرف بحزم جهة استكمال سلسلة القرارات التي تصب في خانة إعادة الهيكلة حتى تصل هذه القرارات إلى حلقتها الأخيرة». وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كانت الخطوة التالية هي صدور قرار بإقالة اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية وقائد الفرقة الأولى مدرع، والذي أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتأييده لثورة الشباب. قال المصدر «هذا القرار وارد بدرجة كبيرة في ظل اضطلاع الرئيس هادي بمسؤولياته الوطنية وفي ظل الضغوط الكبيرة دوليا وإقليميا لإقالة اللواء الأحمر». وفي شأن ما حدث من إغلاق لمطار صنعاء على يد عناصر مسلحة موالية للواء محمد صالح الأحمر الذي أقيل من قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي، قال المصدر «وجه الرئيس هادي على الفور اللجنة العسكرية بالنزول ميدانيا بكافة أعضائها والذهاب إلى المطار للإشراف على إعادة الحياة الطبيعية لحركة العمل في المطار، وقد ركب أعضاء اللجنة العسكرية طائرة حلقت بهم في أجواء المطار بعد أن أبلغوا القوات الجوية بأنهم سيستقلون الطائرة وأنه لا جهة تملك الحق في إيقاف حركة الطيران في مطار صنعاء». وأضاف المصدر أنه «بعد ذلك استمر تحليق الطائرات من وإلى المطار بشكل طبيعي». وأكد المصدر، أن «الرئيس هادي أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب توقف حركة الطيران في مطار صنعاء، وأن أي عناصر عسكرية يثبت تورطها في الأمر سيتم اعتقالها وإحالتها للتحقيق». وأضاف المصدر «الموضوع حسم، والقرارات التي اتخذها الأخ رئيس الجمهورية لا يمكن الرجوع عنها لأنها تأتي في إطار التسوية السياسية المرتكزة على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية
 

وقالت مصادر حكومية يمنية، إن شركة الطيران «اليمنية»، استأنفت أمس، رحلاتها الجوية الداخلية والخارجية بعد توقف دام يومين. وقال الكابتن حامد فرج، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، إنه جرى إبلاغ كافة شركات الطيران بعودة الحركة الملاحية إلى المطار، وأرجع إغلاق المطار إلى «تهديدات تلقتها غرفة العمليات من مجاميع مسلحة في منطقة تبة العرة، حيث قامت تلك المجاميع بإطلاق أعيرة نارية في مناطق الاقتراب للإقلاع والهبوط مما أثر على سلامة الطيران
 

وذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحين من أنصار اللواء محمد صالح الأحمر ما زالوا ينتشرون في محيط المطار، غير أن فرج نفى انتشار دبابات داخل حرم المطار واعتبر أن هذا الكلام «عار عن الصحة ولم يغلق المطار إلا جراء التهديدات التي حصلت وتلقتها غرفة لعمليات»، وتحدث رئيس هيئة الطيران اليمني قائلا «نحن موجودون في مدرج مطار صنعاء الدولي وقد قمنا برحلة جوية حول المطار ونحن نطمئن جميع الشركات العالمية بأن مطار صنعاء أمن وأن حركة الرحلات ستستمر، ونهيب بجميع المواطنين الراغبين بالسفر أن مطار صنعاء مفتوح للجميع وأن الرحلات ستسير بشكل طبيعي وليس هناك أي تخوف والوضع مطمئن والمطار آمن
 

من ناحية ثانية، واصلت «قوات الحماية الأمنية» نشاطها لتأمين الطرقات في العاصمة صنعاء، كما قامت بإدارة حركة المرور في معظم شوارع المدينة، في وقت واصلت اللجنة العسكرية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار إلى صنعاء عملها، وأشرفت بصورة مباشرة على عملية إخلاء مطار صنعاء من المسلحين، لكن مصادر في المطار أكدت لـ«الشرق الأوسط» استمرار انتشار المسلحين في المطار وتهديدهم لحركة الملاحة الجوية، في وقت تكبدت الحكومة اليمنية خسائر مادية باهظة جراء إغلاق المطار
 

من جانبهم، بارك من يسمون أنفسهم «أحرار القوات الجوية اليمنية» وهم الضباط وصف الضباط والجنود والطيارون والمهندسون، قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بإقالة قائد القوات الجوية، اللواء محمد صالح الأحمر، من منصبه وتعيين بديل عنه، وقال الرائد عبد الرحمن الهلالي، الناطق باسم «أحرار الجوية» لـ«الشرق الأوسط» إنهم يباركون القرار «ونؤيده سواء كنا أحرارا في الساحات أو في مواقع أعمالنا، ونحن استطعنا أن نجتث جذور محمد صالح الأحمر من القوات الجوية والدفاع الجوية». وأضاف الهلالي: «بالنسبة لتمرد اللواء محمد الأحمر على القرار الجمهوري بإقالته، فإن على القيادة السياسية أن تتخذ معه الإجراء اللازم فيما يتعلق بقضية تسلميه لمنصبه للقائد الجديد وهذا من مهمة القيادة السياسية والدول الراعية للمبادرة الخليجية وفي المقدمة الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي

 

وأشار الضابط اليمني إلى أن مهمة إقالة الأحمر، وهو أخ غير شقيق للرئيس السابق المشير علي عبد الله صالح، تكاد تكون انتهت، لكنه أكد استمرار الاحتجاجات من قبل ضباط وأفراد القوات الجوية والدفاع الجوي اليمني للمطالبة بتحقيق مطالبهم واستمرار اعتصاماتهم لتسوية أوضاعهم


وكان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أقال عددا من المحافظين والقيادات العسكرية البارزة والمحسوبة على النظام السابق وأجرى تعيينات جديدة في القوات المسلحة والأمن، وهي التي لاقت ترحيبا في الشارع اليمني، في الوقت الذي لاقت فيه رفضا وتمردا من قبل بعض القيادات العسكرية المقالة، وهي الأزمة التي ما زالت متواصلة في اليمن
 
 
المصدر :  صحيفة " الشرق الأوسط" اللندنية
زر الذهاب إلى الأعلى