قضية اسمها اليمن

بعد مرور عام من محرقة تعز ذاكرة تتجدد وثورة تتبدد

يمنات – غمدان السامعي 

 

 

عن مآلات الثورة وأهدافها وواقع ساحات الثورة حصلت (يمنات) على أراء عدد من شباب الثورة في تعز.

للمحرقة دلالات وللذكرى ضرورات

قال عمار السوائي أحد شباب الثورة في محافظة تعز: بعد التمكن من حوصلة ساحة التغيير في صنعاء عقب انضمام الشخصية العسكرية الأبرز والأكثر قرباً من تيار الإخوان المسلمين ( الجنرال / علي محسن ) توجب على السياسي العمل على تحقيق إنجاز مشابه في ساحة الحرية بتعز ، حيث كان الفعل الذي تستهله تلك الساحة يفرز سلسلة مستنسخة من الاستجابات المماثلة في كل الساحات كاقتفاء متصل للأثر ، وفي هذا السياق كانت محرقة ساحة الحرية في 29 و 30 من مايو 2011م حدثاً يحمل دلالاته وضروراته .

وأضاف: إن إلغاء التأثير التعزي على بقية الساحات كان يستلزم التأثير سلباً على المثالية الثورية لهذه الساحة وكان هذا هو الهدف الغير معلن من تحويل المشهد السلمي في المدينة إلى اعتراك مسلح ، وبالتالي قتل الاتصال بين مركزية تعز وفق واقعها الجديد وبين طرفية الساحات المختلفة التي عجزت عن تأليب تفاعل جماهيري شعبي معها ، ولم يكن الجميع على استعداد لدفع كلفة التحول إلى السلاح الذي دفعت إليه تعز قسراً من قبل بعض الأطراف ذات التمثيل المزدوج في الثورة وفي عملية التفاوض مع سلطة علي عبدالله صالح الأحمر ، وفقدت تعز جاذبيتها بهذا الترتيب الدقيق للوقيعة ، فشهدت أياماً قاسية من التجييش العسكري سواء من طرف السلطة التي نقلت كتلاً ضخمة من معسكرات الحرس الجمهوري إلى المدينة ، أو من الميليشيات المستقدمة من محافظات ومناطق مختلفة والتي جندتها أكبر أحزاب اللقاء المشترك لفرض هيمنتها واستغلال الفرصة المتاحة لاستعراض القوة ، والدفع بالتسوية وآلياتها عبر مسارب مرسومة مسبقاً.

وأردف قائلا :يمكننا أن نعزو فكرة الانتصار الدائم للسياسي المحمل بأعباء وتراكمات تاريخية أنتجتها ذهنية العلاقة بين القامع والمقموع ، وأسست من خلالها لثقافة أبوية دافعت عليها وظلت تراعيها حتى اللحظة ، فكرة الانتصار بهذا الشكل تسقط الآن من الاعتبار كل ما له صلة بالوطن وما يرتبط بالمواطن وتبدو أسيرة التفاصيل المرتبة والمعدة لملف سياسي دولي خاص بمعالجة الشأن اليمني ، يحضر هذا الترتيب للتفاصيل وفق حسابات القوى والمصالح الخارجية فيما تغيب عنه إرادة الفاعل الوطني تماماً ، وبهذا نخطئ بالتعبير عن محرقة حرية تعز بمدلول لفظي ضيق يتناول فقط الكلفة المادية والإنسانية على فداحتها ، ويتجاهل الكلفة الوطنية والخسارات التي ترتبت عن تلك المحرقة اليمنية الكبرى

تكرار ممل

قال معتصم السبئي أحد شباب الثورة في ساحة الحرية:  بعد مرور عام ..لا شيء جديد سوى التكرار الممل كل يوم نحن نحترق والساحة تحترق كل يوم والدخان يتصاعد كل يوم غفلنا عن قضيتنا الاسمي بسبب انجرار أغلبية الثوار من الشباب إلى أسلوب شركاء في الثورة وناهبيها ….

وأردف :بعد عام ساحة الحرية تعيش مأساتها بصوره مغايرة للواقع المؤلم الجهات المنضمة للذكرى لن تأتي بشيء جديد حسب اعتقادي، الذكرى التي أصبحت للأسف مجرد ذكرى تتكرر كل عام دون جديد ـوعلى حساب الشهداء والمحروقين وسيتم تحويل الذكرى من قبلهم إلى حفل وكرنفال بطلاء أسود ليس أكثر …فالشعارات التي يجب أن تكون في الذكرى لم نلاحظها وهي (أين من احرقوا الساحة؟؟ أين من تعجرفوا واحرقوا الأبرياء؟؟ أين مرتكبي الجريمة الأشنع في تاريخ اليمن ؟؟أين احمد عبده سيف ؟وقيران والحاشدي وضبعان واحمد سعيد الحاج ؟؟؟؟أين احمد عبده سيف الذي اعتقلته مليشيات الإصلاح وتم الإفراج عنه بصفقه غامضة.

وقال: لقد آلت الثورة اليوم إلى مصير خططت له القوى التي تسلقت على جماجمنا وهو تمييع شكلها وتصويرها على أنها مجرد إحتجاجات تم تضخيمها ولكن هناك بعض الايجابيات وهي تفويت ألفرصه عن القطعان القبلية والعسكرية نوعاً ما حسب اعتقادي وظهور الطابع المدني ملحوض نوعاً ما .

وأضاف : يجب أن يستغل الشباب هذه الذكرى لإظهار الطابع الثوري وتصعيده وهذا يعتمد على إمكانية البقاء في الساحات من قبل الشباب وما يتطلبه ذلك، كما يجب علينا كشباب التنسيق مع الشرائح ألمعروفة باستقلالها وصدقها الثوري وتفعيل الدور الثوري والتوعوي لتحقيق أهداف الثورة والتي أعتقد أنها لن تتحقق إلا بتأسيس حزب العدالة الإجتماعية فالمرحلة هي مرحلة تغيير شبه ديمقراطي وليس ثوري ..وهذا يستدعي أن يكون الشباب هيئة رقابية واسعة النطاق لمتابعة أهداف الثورة والسير نحو العدالة الاجتماعية والمساواة والقبول بالآخر وفق رؤية سياسية مدنية …الهدف الاسمي ألدوله المدنية الحديثة والتي لن تكون إلا بالرقابة على صياغة الدستور وشكل النظام القادم الذي يجب ان يكون مدنياً برلمانيا وجيش وطني والفصل بين السلطات الثلاث ووو..

زر الذهاب إلى الأعلى