حقوق وحريات ومجتمع مدني

ملف معتقلي الثورة (6) : تامر رسام .. ستة أشهر أفقدته عقله ولسانه الطليق

تامر محمد يحي رسام (19 عاماً) من أهالي رداع محافظة البيضاء.

يقول أصدقاؤه إنه كان نشيطاً في مقدمة المسيرات والفعاليات الثورية, يوم وصلت "مسيرة الحياة" إلى العاصمة صنعاء, اندفع تامر كغيره لاستقبالها.

اختفى تامر منذ ذلك اليوم لمدة 6 أشهر وظهر فجأة معاقاً لا يقوى على الحركة وفاقداً القدرة على النطق وقد فقد عقله أيضاً.

إذا زرت منصة التغيير فستراه على كرسي متحرك يضحك بشكل هستيري, وينام تحت منصة حديدية وضعت للمصورين أمام منصة الساحة.

جلست معه ومعي أحد أصدقائه نحاول فهم ما حدث له, وكل ما فهمناه بعد أكثر من زيارة, أن 6سيارات في يوم مسيرة الحياة إحداها سيارة سعودي سوداء اختطفته مع 18 شاباً من شباب الثورة وهم في شارع تعز ونقلوهم إلى ملعب الثورة الرياضي.

وأضاف تامر بتأتأة شديدة تكاد لا تفهم, بأنهم كانوا يصعقونه بالكهرباء لمدة طويلة فلما يوقفون الكهرباء يدفعون به بعيداً.

وصف تامر الأشخاص الذين كانوا يعذبونه وقال إن احدهم كان مخزناً بالجهتين وبأنهم ملثمون وقال إن الأكل كان "واحد بسكويت أبو ولد وحبة عصير جوافة مرة واحدة فقط في اليوم", مشيراً إلى أن خروجه من المعتقل كان بسبب ضربة قوية تلقاها من أحدهم على مؤخرة رأسة أثرت عليه وجعلتهم يفرجون عنه لشدة ألمه وإعاقته.

 

تقول التقارير الطيبة التي بحوزة تامر إنه يحتاج إلى معالجات نفسية ودوائية ورعاية من نوع خاص,  لكن للأسف, لم يجد من ذلك شيئاً سوى بطانية لها رائحة نتنة وكرسي متحرك هي السبيل الوحيد لدوران تامر حول مكان نومه, وقرب منصة ساحة التغيير.

 

  المصدر: صحيفة الأولى الصادرة اليوم السبت 28 يوليو 2012

زر الذهاب إلى الأعلى