حقوق وحريات ومجتمع مدني

تفاصيل وفاة عدنان الشرعبي بمعتقل غوانتانامو وتشكيك في أسباب وفاته

 

يمنات – متابعات

ما زالت عائلة المعتقل اليمني بغوانتانامو عدنان فرحان الشرعبي -الذي أعلنت السلطات الأميركية وفاته الأسبوع الماضي- تنتظر وصول جثمانه إلى اليمن لكشف أسباب وفاته الغامضة.

وكانت السلطات العسكرية الأميركية أعلنت -في بيان لها أصدرته في 11 سبتمبر/أيلول الجاري- وفاة الشرعبي، وأشارت إلى أنه توفي قبل ذلك بثلاثة أيام دون إيضاح الأسباب، إلا أنها أشارت إلى قيام فريق طبي بتشريح الجثة، وأكدت أن النتائج تتطلب وقتا.

وقد شكك محمد فرحان الشرعبي شقيق المعتقل المتوفى -في حديث خاص له- في أسباب وفاة شقيقه الغامضة، واعتبر أن تشريح جثته يمثل "اعتداء"، وقال إنه يخشى أن تكون عملية تشريح جثته محاولة لإخفاء أدلة تكشف أسباب الوفاة الحقيقية.

خبر صاعق

وقال الشرعبي إن خبر وفاة شقيقه الذي أبلغهم به محام أميركي موكل بقضيته قد نزل على أسرته وأهل قريته كالصاعقة، وساد الحزن والألم على رحيله فيما كانوا يتوقعون إطلاق سراحه.

وأشار إلى أن شقيقه عدنان كان -في آخر اتصال معه نهاية يونيو/حزيران الماضي- متفائلا بالإفراج عنه، "حين كان يتصل بنا عبر الإنترنت صوتا وصورة، وكان يلوّح بقرار الإفراج الذي كان يحمله بيده".

وعن تعرضه للتعذيب، قال فرحان إن شقيقه عدنان أكد لهم ذلك من خلال اتصالاته بعائلته عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأشار إلى أن شقيقه قد أضرب عن الطعام عدة مرات طوال مدة اعتقاله، مما حدا بإدارة المعتقل لإدخال أنبوب بلاستيكي إلى معدته لإطعامه بالقوة، ونقل على إثرها للمستشفى حيث أجريت له عملية جراحية.

وأشار الشرعبي إلى أن شقيقه المتوفى اعتقل بباكستان في ديسمبر/كانون الأول 2001 بعد وصوله إليها للعلاج بعد تعرضه لحادث عام 1994 أدى إلى كسر في جمجمته وضربة في أذنه اليسرى أفقدته القدرة على السماع بها، وقال "لم نعلم بمصيره إلا بعد عام على اعتقاله، وتبيّن لنا أنه حبس أولا في سجن داخل الولايات المتحدة ثم نقل لاحقا لمعتقل غوانتانامو".

وأكد المنسق القانوني باليمن لمؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان -ومقرها جنيف بسويسرا- محمد الأحمدي أن المؤسسة "تشارك أسرة المتوفى قلقها من أن يكون الهدف من تشريح جثته التغطية على ملابسات الوفاة الحقيقية"، ورجح أن يكون الشرعبي تعرض للتعذيب مما تسبب في وفاته.

وأشار إلى أن وفاة المعتقل كانت في "غرفة التأديب" بسبب مشادة جرت بينه وبين جندي أميركي، وهي غرفة حجز انفرادية لتأديب من يرتكب مخالفة إدارية داخل سجن غوانتانامو.

خشية التصفية

وعبّر الأحمدي عن الخشية من أن تتم تصفية المعتقلين اليمنيين بـ"طرق غامضة" وتتم إعادتهم لليمن "جثثا هامدة"، وأشار إلى أن كثيرا من المعتقلين أفصحوا عن تعرضهم لمحاولات قتل متعمدة داخل المعتقل، ومنهم المعتقل اليمني عبد السلام الحيلة.

أما المحامي عبد الرحمن برمان -من منظمة هود اليمنية المكلفة بالدفاع عن معتقلي غوانتانامو- فقال "إن هناك شكوكا بخصوص أسباب وفاة عدنان الشرعبي، خاصة أن السلطات الأميركية أشارت إلى أنه وجد متوفيا في غرفة الحجز الإداري الانفرادية التي أدخل إليها في أعقاب مشادة مع أحد الجنود".

ولفت برمان إلى أن أول يمني يتوفى بمعتقل غوانتانامو كان صلاح علي السلمي الذي أُعيد جثة هامدة عام 2006، وقد زعمت السلطات الأميركية أنه انتحر، غير أن لجنة طبية سويسرية أجرت عملية تشريح لجثته كشفت اختفاء أعضاء مهمة من جسده كان يمكن أن تقدم المزيد من التفاصيل حول ظروف وفاته.

كما تطرق المحامي اليمني إلى وجود 92 معتقلا يمنيا بغوانتانامو، حصل من بينهم 58 معتقلا على البراءة من قبل لجنة إدارية عسكرية بينهم عدنان الشرعبي، وبعدما فحصت اللجنة ملفات المعتقلين وأقوالهم أوصت بالإفراج عنهم في ديسمبر/كانون الأول 2006، ثم أكدت ذلك في يناير 2008، إلا أنه لم يتم إطلاق سراحهم.

وأشار برمان إلى أن المعتقل المتوفى عدنان الشرعبي حصل أيضا على حكم بالبراءة والإفراج عنه في 21 يوليو/تموز 2010 من محكمة فدرالية أميركية كان تقدم بطعن أمامها حول مشروعية احتجازه واستمرار اعتقاله في غوانتانامو.

المصدر: الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى